كلمة العدد 1292 ماذا بعد انتهاء عرس كأس العالم ؟
يكتبها د. محمود قطامش
استطاعت قطر انجاز عرسا كرويا اسعد ثلاثة ارباع الكره الارضيه من محبي كرة القدم ولمدة شهر بتكلفة 220 مليار دولار كانت كافيه لانجاز مونديال كأس عالم رائعه ومن لا يستطيع بهذا المبلغ الضخم فعل ذلك ؟
فهو المونديال الاغلي والاعلي تكلفه في التاريخ ومن كل كؤوس العالم السابقه ومنذ بدايتها في عام ١٩٣٠ بل تستطيع القول ان تكلفة هذا المونديال تعادل قيمة ما انفق علي كل كؤوس العالم علي مدار 21 بطوله مجتمعه من تاريخ بداية المونديال ١٩٣٠ حيث انفقت روسيا في عام ٢٠١٨ مايقرب من 11.7 مليار وقد سبقه مونديال البرازيل في عام ٢٠١٤ بتكلفه كانت الاعلي في تاريخ البطوله هي 15.5 مليار دولار حتي تاتي قطر وتنتزع الصداره بامتياز باجمالي 220 مليار دولار .
لتحقق قطر عائدا وارباحا ماليه قدرها 9 مليار دولار اي مايعادل ١٪ من الناتج المحلي لدولة قطر وتحصد مع هذا بعض من الانتقادات لانتهاكات صحيحه او غير صحيحه لحقوق العمال بعد التورط في مسالك ملتويه للفوز بهذا التنظيم ومن بعد ذلك محاولات تلميع الصوره وشراء الكلام والمواقف السياسيه الداعمه حتي تحصد في النهايه هذه المواقف العدائيه ضد الدوله القطريه والمدفوعة باسباب عنصريه وحاقده .
كان يمكن لمبلغ 220 مليار دولار ان تحقق ثوره تنمويه واقتصاديه تقتلع الفقر من جزوره وتقتلع البطاله والحرمان في كل العالم العربي ..اكرر كل العالم العربي بلا استثناء …لتنظيم مونديال السعاده والرفاهيه ترفع فيه قطر كأس العزه والفخار بدلا عن الكأس التي رفعها ( ميسي ) كان يمكن لقطر ان تحقق عملا رائعا ومتميزا يدوم عقود من الزمن وليس شهر واحد فقط يعيش في عقول وقلوب كل الشعوب العربيه . لدينا ياقطر في العالم العربي دول بكاملها بشعبها ولاعبيها وكبارها وصغارها وشيوخها تقف علي حافه هاويه جهنميه من الحرمان والعوز تحتاج فقط الي بضع مليارات من الاستثمارات لانقاذها وان فعلتها قطر ستصنع مونديال لا مثيل له في الروعه والقيمه ولا نظير له في الجمال ولا الثواب ان اخذ من باب الصدقه الجاريه وستجني قطر استثمارات انسانيه وثقافيه وتعليميه وصحيه وتحصد جميلا ومعروفا وعرفانا يكفي لوضع قطر وشعبها في مكان لا ينازع في قلوب الشعوب العربيه وبعدها لن تحتاج قطر لشراء الرضي الغربي والعالمي فهي تستحق مكانا مرموقا في محيطها الاقليمي والدولي بما حباها الله به من خيرات وثروات ستبقي وسيبقي العالم يحتاجها الي عقود من الزمن ولن تكون بحاجه الي مزيد من الانتقادات عبر محاولات الاصلاح المدفوعه والممولة ولا ان تتورط في تصريحات في اطار الرد علي الانتقادات مثل التلويح باستخدام الطاقه كوسيله للدفاع تدفع المتعاملين معها في هذا الجانب لاخذ الحيطه والحذر بل ان هناك طرق شرعيه لتحسين الصوره وشراء الكلام الجيد ان استدعي الامر ذلك وهي اكثر استدامه واكثر ثباتا وهي اعمال الاغاثه الانسانيه للمحتاجين في العالم وما اكثرهم اعلم انه ليس من حق اي انسان توجيه نقد الي اي بلد حر في انفاق امواله بالكيفيه التي ترغبها والجهه التي ترغبها وبالطريقه التي ترغبها ولكن كلامي كان من باب الاماني والاحلام ومن باب التناصح بين المسلمين وتبقي قطر الدوله العربيه الشقيقه الوحيده التي تمتلك الحق في تقييم العوائد والاهداف التي ترغب ان تحققها او ان تكون حققتها من هذا المونديال .
ولكم تحياتي
محمود صلاح قطامش