فتح مكة.. كيف تغير مسار الدعوة الإسلامية بعد الفتح المبين؟
تمر اليوم، الذكرى الـ 1392، على فتح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لـ مكة المكرمة، فى العام الثامن من الهجرة (الموافق 10 يناير 630م)، حيث استطاع المسلمون من خلالها فتح مدينة مكة وضمها إلى دولتهم الإسلامية.
فتح مكة هى غزوة وقعت في العشرين من رمضان في العام الثامن من الهجرة، الموافق 10 يناير 630م، استطاع المسلمون من خلالها فتح مدينة مكة وضمها إلى دولتهم الإسلامية. وسبب الغزوة هو أن قبيلة قريش انتهكت الهدنة التي كانت بينها وبين المسلمين، بإعانتها لحلفائها من بني الدئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة (تحديدا بطن منهم يقال لهم «بنو نفاثة») في الإغارة على قبيلة خزاعة، الذين هم حلفاء المسلمين،
ويعتبر فتح مكة من الوقائع الفاصلة في تاريخ الإسلام التي أعز الله فيها دينه وأذل أعداءه، فبهذا الفتح خسر الكفر أهم معاقله وحماته في بلاد العرب، وبعده دخل الناس في دين الله أفواجا وأصبحت مكة قلعة منيعة لدين التوحيد والهداية.
ومما أسفر عنه هذا الفتح العظيم تحطيم وإزالة رهبة قريش من قلوب قبائل العرب، التي كانت تؤخر إسلامها لترى ما يؤول إليه حال قريش من نصر أو هزيمة، روى البخاري في صحيحه عن عمرو بن سلمة: “أن العرب كانت تلوم – تنتظر – بإسلامها الفتح، يقولون انظروا فإن ظهر عليهم فهو نبي صادق، فلما جاءتنا وقعة الفتح بادر كل قوم بإسلامهم”.
وكان من فوائد هذا النصر المبارك زيادة إيمان المؤمنين بتحقق وعد ربهم، دخول البيت والطواف به، بعد أن منعهم منه المشركون، فقال سبحانه: {لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون} (الفتح: من الآية27) .
ومن فوائد فتح مكة اكتساب المسلمين شرف حماية البيت وخدمته، مما جعل لهم من المكانة عند العرب نظير ما كان لقريش من قبل، بل وأعظم.
ومن فوائد فتح مكة تضعضع مركز الكفر والشرك في جزيرة العرب، وتحول رؤوس الكفر إلى القتال على جبهات ليس لها منزلة ولا مكانة عند العرب كثقيف وهوازن، وما هي إلا جولة أو جولتان حتى خضعت جزيرة العرب للحكم الإسلامي، وأصبحت الجزيرة مركزا لنشر الدين الجديد وانطلقت الجيوش المسلمة الفاتحة لتدك عروش كسرى وقيصر، ولتخضع أكبر إمبراطوريات الشر لحكم الدين الإسلامي.
ومن أهم الدلالات التي أفصح عنها فتح مكة موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهلها الذين ناصبوه العداء منذ أن بدأ بتبليغ دعوته، فبعد أن أكرمه الله عز وجل بدخول مكة توجه إلى أهلها ليقول لهم ما ترون أني فاعل بكم؟ قالوا: أخ كريم، وابن أخ كريم، قال: (اذهبوا فأنتم الطلقاء) رواه البيهقي فيا له من موقف كريم يليق بمن أرسله الله رحمة للعالمين.