القطار قد يأتي مجددا.. أثليتك: قصة مبابي وريال مدريد لم تنته

لم ينس ريال مدريد كيليان مبابي، وبالتأكيد لم ينس مبابي ريال مدريد، هكذا بدأت شبكة “ذا أثليتك” حديثها عن الصفقة التي كانت محط أنظار الجميع في الصيف.

حاول ريال مدريد مرتين التعاقد مع كيليان مبابي ولكن باريس رفض في المرة الأولى وجدد الفرنسي تعاقده مع النادي في الثانية.

وأوضحت “ذا أثليتك” أن الأمور في العلن تبدو مختلفة مع استبعاد ريال مدريد احتمالية التعاقد مع اللاعب -سرا وعلانية- لأنهم لا يريدون أن يكون هناك حديث في الإعلام بشأن ذلك.

وفي نفس الوقت، أبقى ريال مدريد على قنوات اتصاله السرية مع كيليان مبابي وممثليه، ومنذ كأس العالم 2022 بدأ التحرك.

ورفض ممثلو مبابي الإجابة على تساؤلات “ذا أثليتك” بخصوص الأمر، ويصر مصدر كبير في مدريد على أنهم لم يسمعوا شيئا من مبابي منذ الصيف الماضي.

الوضع الآن أبعد ما يكون عن الوضوح ولكن قصة مبابي مع ريال مدريد في الصيف الماضي أوضحت أن الأمر عرضة لكثير من التقلبات والانعطافات المفاجئة.

وشددت “ذا أثليتك” على أن أهم ما نعلمه الآن هو أن القصة لم تنته بعد.

مبابي لعب بألوان موناكو من 2015 إلى 2017 ليسجل 27 هدفا ويصنع 16 في 60 مباراة.

وخرج بعدها إلى باريس سان جيرمان معارا لمدة موسم قبل تفعيل بند الشراء مقابل 180 مليون يورو.

وسجل مبابي 191 هدفا وصنع 93 آخرين في 240 مباراة مع الفريق الفرنسي الذي جدد تعاقده مع اللاعب الصيف الماضي حتى 2025.

بداية المسلسل

طوال الصيف الماضي كان ريال مدريد الإسباني يطارد الجوهرة الفرنسية، وخاض بالفعل بعض جولات التفاوض مع إدارة النادي الفرنسي، ولكن باءت جميعها بالفشل.

طوال الوقت كان ريال مدريد يبدو صاحب الأفضلية، فهو يمكنه الضغط والحصول على اللاعب بثمن لا يوازي حجم قدراته والسنوات العديدة المنتظرة منه في عالم كرة القدم، وإلا فإن باريس سان جيرمان يظل مهددا بفقدانه مجانا في صيف 2022، كما كان يحق له التوقيع مجانا اعتبارا من بداية شهر يناير.

إلا أن الحقيقة لم تكن أبدا بهذه البساطة.

ذروة التمسك

في الأول من سبتمبر 2021، كشفت عدة وسائل إعلام عالمية عن عرض خرافي قدمه ريال مدريد في اللحظات الأخيرة من ميركاتو الصيف، وصلت بعض تقديراته إلى ما يقارب 200 مليون يورو.

صفقة لو تمت كانت ستجعل مبابي ثاني أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم بعد زميله نيمار نجم باريس سان جيرمان، الذي انتقل من برشلونة في صيف 2017 مقابل 222 مليون يورو، قيمة الشرط الجزائي.

وبالتأكيد كانت ستجعله أغلى لاعب ينتقل في ظروف مشابهة: قبل نهاية عقده بعام واحد.

بحسب شبكة “إي إس بي إن”.. جولات التفاوض هذه بدأت بعرض قيمته 160 مليون يورو، رفضه باريس على الفور، فرفع ريال مدريد عرضه إلى 170 مليون يورو + 10 مليون كمتغيرات إضافية، ما يرفع القيمة الإجمالية لهذه الصفقة إلى 180 مليون يورو.

رد باريس؟ لم يرد على هذا العرض من الأساس.

مخاوف تحققت لاحقا

لماذا عرض ريال مدريد كل هذه الأموال رغم إمكانية التوقيع مع اللاعب بالمجان في يناير؟

بحسب “إي إس بي إن”.. كان الملكي يخشى أنه إذا لم يتمكن من إنجاز الاتفاق في الصيف، سيقع مبابي تحت ضغوط كبيرة من أجل تجديد العقد.

ليست فقط ضغوط من إدارة باريس سان جيرمان أو ربما حتى ما يفوقها، بل أيضا من زملاء مؤثرين بحجم نيمار وليونيل ميسي وحتى قائد ريال مدريد السابق سيرخيو راموس.

وبالفعل، اكتنف الغموض التام هذه المسألة من سبتمبر 2021 وحتى الأيام القليلة الماضية.

تضارب تام

حالة من الشد والجذب الإعلامي استمرت لأشهر متصلة، والصوت الأعلى كان من نصيب أن ريال مدريد قد أبرم الاتفاق بالفعل مع مبابي، وأن الأمر ينتظر نهاية الموسم لمجرد الإعلان.

في السادس عشر من مايو الجاري فاز مبابي بجائزة أفضل لاعب في الدوري الفرنسي، وبكلمات مقتضبة للغاية رفض مبابي الكشف عن قراره المستقبلي، معلنا أنه يفضل الانتظار إلى الثامن والعشرين من الشهر ذاته، ومعللا ذلك بأنه لا يريد تكرار الخطأ الذي ارتكبه حين أعلن قرار رحيله عن موناكو مبكرا في المرة السابقة.

زميله ماركينيوس أشار إلى علمه بقرار مبابي، متمنيا له التوفيق في “الفوز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الفرنسي للعام المقبل أيضا”..

حتى وقت قريب واصلت الأنباء تضاربها، فقبل 4 أيام أعلن موقع “جول” العالمي أن مبابي توصل بالفعل لاتفاق مع ريال مدريد، وسيتم الإعلان عنه بعد نهائي دوري أبطال أوروبا بين الملكي وليفربول في 28 مايو.

النهاية

وبينما كان من المنتظر أن يتم الإعلان عن القرار يوم الأحد 22 مايو تصاعدت وتيرة الأنباء، مؤكدة أن باريس سان جيرمان نجح في المهمة التي تطلبت منه عاما كاملا.

ذكر موقع “يوروسبورت” في نسخته الإسبانية تفاصيل العرض الخرافي، الذي يمنح مبابي 300 مليون يورو كمكافأة توقيع على العقد الجديد، و100 مليون يورو سنويا، بالإضافة لحصوله بشكل كامل على العائد من حقوق استغلال صورته.

وروى التقرير ذاته أن مبابي تعرض لضغوط شديدة كي لا يغادر فرنسا، نظرا لكونه شخصية هامة في قيمة نابليون بونابرت وشارل ديجول وآلان بروست “سائق الفورمولا 1” وزين الدين زيدان.

في السياق ذاته أكدت ذكر موقع “ذا أثليتك” أن باريس سان جيرمان وافق على تقليص مدة العقد من 5 سنوات إلى 3 فقط لإقناع مبابي بالبقاء.

وصباح السبت 21 مايو خرجت صحيفة “ليكيب” الفرنسية لتؤكد موافقة مبابي أخيرا على جميع ما سبق، واستمراره في حديقة الأمراء حتى عام 2025 وهو ما أعلنه باريس بعد ذلك