ذكرى وفاة عمدة السينما.. فقد ابنيه بالمرض والحرب وتبرع للجيش المصري
“لا تبكي .. فقد عشت عمري وأنا أكره الدمع في عيونك ولن أحبه بعد موتي ” كانت تلك آخر كلمات صلاح منصور لزوجته وهو علي فراش الموت، عندما أيقن أن تلك هي لحظاته الأخيرة ولم تستطع زوجته أن تتمالك دموعها .
لقب صلاح منصور بعمدة السينما المصرية، وذلك بعدما جسد دور العمدة عتمان في فيلم الزوجة الثانية لشكري سرحان وسعاد حسني ، ذلك الدور الذي يعتبر نقطة فارقة في حياة منصور الفنية ، بل يعتبر علامة من علامات السينما المصرية ، فقد أستطاع أن يجسده ببراعة تجعلنا نتذكره ونتذكر كلماته إلي الآن ، وبسبب هذا الدور ظل منصور محصور في أدوار الشر لفترة كبيرة لعل نظرته الحادة المعبرة أيضاً كانت سبباً في حصره في تلك الأدوار .
صلاح منصور عشق التمثيل منذ طفولته ووقف علي المسرح لأول مرة وهو في عمر 15 حيث قدم دور هاملت ، وألتحق في أول دفعة بالمعهد العالي للفنون المسرحية والذي تخرج معه فاتن حمامة وشكري سرحان وعمر الحريري وفريد شوقي ، ولعل نجوميته قد تأخرت عنهم بالرغم من موهبته الكبيرة حتي ظل يقدم أدوار صغيرة لفترة طويلة ولكن كان دائما يسعي أن يترك بصمة في تلك الأدوار حتي لو كانت أدوار صامته فنتذكر جيداً عندما قام بدور المجنون مع إسماعيل ياسين في مستشفي المجانين .
أبناء صلاح منصور
عاش صلاح منصور حياة حزينة حيث فقد ابنين له الأول وهو طفل حيث كان يعاني من ضمور في أعضاءه وبدأ منصور معه رحله العلاج وكان يسافر إلي لندن كل عام حتي يستكمل رحلة علاجه حتي صرف كل نقوده فطلب العلاج علي نفقة الدولة وبالفعل تم صرف ثلاثة أشهر له لكنهم رفضوا تجديده ، وفي إحدي المرات وهو في لندن نقابل مع الرئيس السادات الذي طلب منه علاج ابنه علي نفقة الدولة ووافق فطلب منه أن يكتب تلك الموافقة ، أما ابنه الثاني فقد استشهد في حرب أكتوبر وعندما أبلغوا بالخبر وزع الشربات ورفض أن يستلم مكافأته ومعاشه وتبرع بهم للجيش المصري .
لم يستطيع أن يحتمل كل هذا الحزن وأصيب بعدة أمراض ، وتمكن السرطان منه حتي توفي علي أثره في مثل هذا اليوم تاركاً ورائه أعمالاً لا ينساه تاريخ السينما المصرية .