جمال عبد الناصر يكتب: فردوس عبد الحميد.. قدوة ونموذج مشرف للفنانة المصرية
في تاريخ الفن المصري هناك فنانات لا تستطيع عندما تتابع أعمالهن إلا أن تقف لهن احترامًا وتقديرًا، ومن هؤلاء الفنانات النجمة القديرة فردوس عبد الحميد فهي قدوة ونموذج مشرف للفنانة المصرية المثقفة .
اليوم 25 يناير هو ذكرى ميلاد الفنانة فردوس عبد الحميد، وهي من مواليد الإسكندرية، وعضوة بفرقة “المسرح القومي” عام 1970، وقدمت أول مسرحية لها وهى “دائرة الطباشير القوقازية”، فلفتت الأنظار إلى موهبتها، ثم تألقت بعد ذلك في بطولة بعض المسرحيات الأخرى من أهمها: “فيدرا”، “أنتيجون”، “الفارس والأسيرة”، “ماكبث”، وبعد نجاحها مسرحيًا شاركت ببطولة بعض الأفلام السينمائية، حيث لمعت بمشاهدها القليلة التى ظهرت فيها بفيلم “على من نطلق الرصاص”، ثم أكدت موهبتها في عدة أفلام من أهمها: “الطوق والأسورة”، “طالع النخل”، “ناصر 56″، “كوكب الشرق”.
فردوس عبد الحميد هي ابنة المسرح وبدأت وتألقت فيه لكنها أيضًا حينما ذهبت إلى السينما وإلى التليفزيون كانت لها بصمة كبيرة، وقد حققت شهرتها وتألقها التلفزيوني من خلال مسلسل “حكاية ميزو” مع الفنان سمير غانم، ثم شاركت بعد ذلك في بطولة عدد كبير من المسلسلات ومن بينها على سبيل المثال: أبنائي الأعزاء شكرًا، ليلة القبض على فاطمة، صيام صيام، عصفور النار، ومازال النيل يجري، أدهم وزينات وثلاث بنات، الشارع الجديد، السائرون نياما، الأسطورة.
ويمكن من خلال رصد المسيرة الفنية للفنانة فردوس عبد الحميد أن نسجل لها حرصها على تنوع أدوارها والتي اتسمت جميعها بالجدية، فهي حريصة طوال مشوارها الفني على تقديم أعمال هادفة ذات مضمون ورسالة تتواءم مع إيمانها وقناعتها الشخصية بدور الفن في خدمة المجتمع، وإن كان هذا لم يمنعها من تقديم بعض الأعمال التي يمكن تصنيفها تحت مسمى “الكوميديا الاجتماعية الهادفة”، والتي أثبتت من خلالها مهاراتها في أداء الأدوار الكوميدية بنفس كفاءة أدائها للأدوار التراجيدية والميلودرامية، ومن بينها على سبيل المثال مسرحيات: غبي في الفضاء، متلوف 71، فندق السعادة الزوجية، إجازة ممتعة جدا، ومسلسلات: حكاية ميزو، ماشي يا دنيا ماشي، أنا وأنت وبابا في المشمش، وفيلمي: حبيبي أصغر مني، قضية الأستاذ عفت.
أما في السينما فلها تجارب مهمة ولكن السينما لم تستفيد من موهبة تلك الفنانة الكبيرة ، حيث لم تشارك سوى في عدد قليل جدا من الأفلام السينمائية بما لا يتناسب مع مكانتها الفنية كما قال الناقد د.عمرو دوراة، فقد كانت أولى مشاركتها السينمائية بفيلم “على من نطلق الرصاص” عام 1975 من إخراج كمال الشيخ وبطولة سعاد حسني ومحمود ياسين وعزت العلايلي، ولعل من أهم ما قدمت في السينما شخصية “حزينة” بفيلم “الطوق والأسورة”، وشخصية دلال بفيلم ” الحريف”، وشخصية فوزية بفيلم ” طائر على الطريق”، وشخصية “تحية” زوجة الزعيم جمال عبد الناصر بفيلم “ناصر 56″، وشخصية المطربة أم كلثوم بفيلم “كوكب الشرق”، وكذلك شخصيتي زينب و فاطمة بفيلم “الجنة تحت قدميها”.
هذا وتضم قائمة إسهاماتها السينمائية الأفلام التالية: العاشقان، حبيبي أصغر مني، على من نطلق الرصاص (1975)، الجنة تحت أقدامها، البؤساء، حب فوق البركان (1978)، وتمضي الأيام (1980)، طائر على الطريق (1981)، الحريف (1983)، الطوق والأسورة (1986)، حبيبي أصغر مني (1987)، طالع النخل (1988)، قضية الأستاذة عفت (1989)، ناصر 56 (1996)، كوكب الشرق (1999)، غنيوة للطير (2007)، 5 دقائق (2011).