كلمة العدد.. 1303 “نحو اعلام المعرفة”
يكتبها د. محمود قطامش
لم تنجح المحاولات التلفزيونيه حتي الان في ايقاف الهجره الشبابيه نحو مواقع التواصل الاجتماعي بل اندفعت خلفه لتتبني نفس القضايا علي صفحات التواصل وتطرحها للنقاش فزادت من شعبية تلك المواقع واخيرا لجأ الاعلام المرئي الي طريقه جديده باعادة بعض البرامج القديمه والتي سبق حذفها من الخريطه الاعلاميه لفقدانها التأثير ولم يعد محتواها يروق للناس حيث اعتبر ذلك افلاس وعدم قدره علي التطوير وتقديم الجديد ولن يفلح برنامج من الماضي في الحديث عن الحاضر محاولا اصلاحه او تغييره للافضل مع كل تقديري للمقدمين واحترامي لجهدهم ورغبتهم في احداث التأثير …..
ماذا يريد الناس من اعلامهم ؟ بالاجابه علي هذا السؤال قد نصل معا لشكل الاعلام المطلوب من الشعب …….
الناس ترغب في اعلام يلبي رغباتهم وطموحهم وقادر علي توصيل صوتهم الي دوائر صنع القرار اعلام يستطيع ان ينقل من الناس وعنهم كما ينقل اليهم اعلام يتحدث عن الانجازات ولا يغطي علي السلبيات اعلام يقدم التوازن بين صوت الحكومه وصوت الناس اعلام ينتشل الناس من حالة اليأس والاحباط .
والحل كما نراه في اعلام المعرفه نعم اكرر اعلام المعرفه وحده الذي يستطيع ان يكسب رضا الشارع امام ارتفاع منسوب السخط بسبب قلة المعلومات حول قضايا هي من صميم الاهتمام اليومي للمواطنين والذي لا ينفع معه هذا الشح المعلوماتي الذي يحول الاعلامي الي متفرج لايقدم معلومه ولا يستطيع انتقاد خطأ علي اساس موضوعي وكأن الامر مقصود بالتغطيه علي كل انجاز وعدم المقدره علي الرد علي اي انتقاد او تشكيك من اي اقلام او قنوات خبيثه ضد الدوله المصريه .
لابد من تغيير القناعات في التعامل مع الاعلام لاهميته في التوعيه ونشر الحقائق او علي اقل تقدير القدره علي نفي الشائعات التي تطالنا وبشكل يومي وممنهج . ولاشك ان تقديم المعلومات مسبقا يشكل حصانه افضل من محاولات الرد علي الشائعات والتي تأخذ من الجهد الكثير وتحدث اثارا اقل مما تحدثه الاشاعه في حد ذاتها .ولا شك ايضا ان تغيير نظرة المسئول عن الاعلام والذي يعتبره يجلب له المتاعب والاضرار الامر الذي يدفع بان يكون الوزير سياسي يحسب ردود افعال تصريحاته مهما كانت ويعتبر ان العمل الصحفي ليس تطفلا ولكنه حق الشارع في المعرفه وحق الحكومه في اظهار الانجاز للقضاء علي حاله الاحباط ومحاربة الشائعات .
ان حرية الاعلام مرتبطه بشكل اساسي في حريته في الحصول علي المعلومه والاتجاه به وتوجيهه لكي يكون اعلام معرفه وتلك الحريه تسبق بمسافات حرية الراي والتعبير لانها تجهز الناس للتحدث متسلحين بالمعلومه والمعرفه حتي تمكنه من الحديث بموضوعيه وبما يخدم رفعة ورقي الوطن وما يجعل لديه من الحصانه ما تمكنه من الرد علي الشائعات التي تنال منه ومن انجازاته بشكل يومي او عدم التاثر بها علي اقل تقدير .
ولكم تحياتي .
محمود صلاح قطامش
مصر تلاتين
[email protected]