أمين عام الأمم المتحدة يدعو لاستلهام قيم شهر رمضان لإقامة عالم أكثر عدلا
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال جوتيريش، في رسالة خاصة بهذه المناسبة، “إن رمضان شهر للتدبُر والتعلم، ويمثل وقتا نجتمع فيه بروح من التفاهم والرحمة، تربطنا أواصر إنسانيتنا المشتركة..وفي هذه الأوقات العصيبة، يفيض فؤادي بمشاعر المواساة وبالدعاء لأولئك الذين يقاسون ويلات النزاع والتشرد ويكابدون الآلام، وأضم صوتي إلى كل من يحتفلون بشهر رمضان، داعيا إلى السلام والاحترام المتبادل والتضامن”.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة فعالية رفيعة المستوى لإحياء اليوم الدولي الأول لمكافحة كراهية الإسلام (الإسلاموفوبيا)، وخلال كلمته في الفعالية وصف الأمين العام كراهية الإسلام بأنها سم، وقال إن مسلمي العالم الذين يبلغ عددهم نحو ملياري نسمة هم تجسيد للإنسانية بكل تنوعها، مشيرا إلى أنهم ينحدرون من كل ركن من أركان المعمورة لكنهم يواجهون في كثير من الأحيان تعصبا وتحيزا لا لسبب سوى عقيدتهم.
وقال جوتيريش” إن رسالة السلام والتعاطف والتراحم التي جاء بها الإسلام، منذ أكثر من 1400 عام، تشكل إلهاما للناس حول العالم، وأشار إلى أن كلمة إسلام ذاتها مشتقة من الجذر نفسه لكلمة سلام، وقال إنه رأى بنفسه عندما كان مفوضا ساميا لشؤون اللاجئين، سخاء الدول الإسلامية التي فتحت أبوابها لمن أجبروا على الفرار من ديارهم، في وقت أغلقت فيه دول أخرى كثيرة حدودها.
وأضاف أن ذلك السخاء يعد تجليا معاصرا لما جاء به القرآن الكريم في سورة التوبة: ”وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ“.
وقال الأمين العام إن هذه الحماية تكفل للمؤمنين وغير المؤمنين على السواء، وتعد تعبيرا مبهرا عن مبدأ حماية اللاجئين قبل قرون من إبرام اتفاقية عام 1951 للاجئين.
كما أشار الأمين العام أيضا إلى إعلان “الأخوّة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك” – الذي صدر عن قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر –
وقال إنه نموذج للتعاطف والتضامن الإنساني.
وقال: “إن كل الأديان والأعراف العظيمة تنادي بحتمية التسامح والاحترام والتفاهم، وفي الجوهر، نحن بصدد قيم عالمية، فهذه القيم هي روح ميثاق الأمم المتحدة، وهي في صميم سعينا لإعمال العدل وحقوق الإنسان وإحلال السلام”، داعيا إلى مواصلة السعي لإعمال هذه القيم وحماية القدسية والكرامة المكفولة لكل حياة بشرية، والتصدي لقوى الانقسام بإعادة تأكيد الإنسانية المشتركة.