جمال عبد الناصر يكتب: تحت الوصاية والسر في التفاصيل
دائمًا كانت التفاصيل هي السر في أي عمل فني أو حتي أي مشروع بشكل عام، فكلما كنت مهتمًا بالتفاصيل في عملك تميزت ولفت الأنظار بما تقدمه، وهذا هو السر في نجاح مسلسل “تحت الوصاية” حتى الآن.
شاهدت ثلاث حلقات من هذا المسلسل الممتع، وغلب عليها الإيقاع المنضبط والتشويق والشغف الدرامي فمع كل مشهد تشاهده أنت تنتظر وتترقب المشهد الذي بعده، وهذا في حد ذاته نجاح كبير للعمل في بداياته، ونتمنى أن يستمر هذا الشغف وهذا الترقب حتى النهاية.
مخرج هذا المسلسل محمد شاكر خضير مخرج تفاصيل يقدم لنا في كل مشهد الكثير من التفاصيل، مثلاً في الحلقة الثالثة جمع مشهد الريس طحان “حمدي هيكل”، وحنان عبد الحميد السيد “مني زكي” حيث جاء الأول ليسلمها متعلقات زوجها المتوفي، هنا جاءت التفاصيل من مني زكي حيث أمسكت كل متعلقة من متعلقاته فتشم إحداها، وأخري تتأملها، وترتدي ” الجاكت ” الخاص بزوجها لتشعرنا باشتياقها له من احتضانه ثم ارتدائه، فكل هذه التفاصيل وغيرها قادرة علي إيصال الكثير من الأحاسيس والمشاعر لنا كمشاهدين، ومشهد آخر لابن وبنت مني ذكي ويحاول الطفل الصغير تحضير “الرضعة” لشقيقته، أدار المخرج الأطفال كممثلين بشكل احترافي وكان المشهد في منتهي الروعة.
مشاهد كثيرة في هذا العمل كلها تفاصيل، وأغلبها في أماكنها الحقيقية، فلم يلجأ المخرج إلي الديكور، وهذا يضفي علي الرؤية البصرية للعمل الكثير من المصداقية، وأعجبني بشدة مشاهد البحر ومركب الصيد فهي شديدة الصعوبة، ولكنها مصنوعة باحترافية كبيرة وتكمن خلالها أيضا تفاصيل كثيرة عرفنا من خلالها في مشهد بالحلقة الثالثة طريقة الصيد وطرح الشبك في الماء وكيفية الصيد وطريقته، والكثير من التفاصيل التي تحقق للمشاهد المتعة والشغف .
أداء الممثلين جميعا بها الكثير من التفاصيل، فمني زكي أصبحت ممثلة التفاصيل فكل حركة وكل نظرة تحمل تفاصيلها، أيضا هناك ممثلون مشاركون في العمل جميعهم يمتلكون أدواتهم ومخلصين لمهنة التمثيل إخلاصا شديدا مثل : خالد كمال وعلي صبحي وحمدي هيكل ورشدي الشامي ونهي عابدين.