أبو الغيط :لابد من تضافر الجهود الدولية لرفع الظلم التاريخي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني
الجامعة العربية تحى ذكرى النكبة الفلسطينية
هناء السيد
قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية ، ونحن نستذكر النكبة الفلسطينية في هذه الأيام فإننا نستحضر مسيرة الشعب الفلسطيني وتضحياته وإنجازاته، كما نستذكر في هذا المقام ذكرى يوم الأسير الفلسطيني ومعاناة أكثر من خمسة آلاف أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي، منهم أعداد كبيرة من الشيوخ والأطفال والنساء والمرضى يعانون أقسى ظروف الأسر والاعتقال، وهم يفتقدون أبسط الحقوق القانونية والإنسانية التي أقرتها المواثيق الدولية.
وأضاف أحمد أبو الغيط فى كلمته التى القاها نيابة عنه الدكتور سعيد أبو على الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، فى الندوة التى عقدتها جامعة الدول العربية بمقر الأمانة العامة بحضور المندوبين الدائمين فى ذكرى النكبة الفلسطينية ال ٧٥ ، إننا نحيي قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بإحياء ذكرى النكبة الخامسة والسبعين بمقر الأمم المتحدة، وتعبر عن التقدير لمواقف الدول الأعضاء التي دعمت إصدار هذا القرار تأكيداً منها على أهمية وضرورة تضافر كافة الجهود الدولية لوضع حد للظلم التاريخي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، وهو ما يتطلب تضافر جهود الدول والمنظمات المحبة للسلام في مواصلة التعبير عن موقفها عبر تقديم مرافعاتها وشهاداتها لمحكمة العدل الدولية في القضية المعروضة أمامها والخاصة بعدم قانونية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والآثار المترتبة عليه، وبما يسهم في توفير أساس قانوني إضافي قوي في تحقيق العدالة الناجزة والغائبة لعقود.
وتابع ، إن المجتمع الدولي يضطلع بمسئولية كبيرة في ضرورة التصدي للتوجهات بالغة التطرف لحكومة اليمين الإسرائيلي التي لا تضيع فرصة من أجل إشعال الموقف، وتأجيج المشاعر، ودفع الأمور إلى حافة الهاوية في الأراضي المحتلة. إنها حكومة ترفض حل الدولتين وتعمل على تقويضه كل يوم عبر مشاريعها الاستيطانية واقتحامات المسجد الأقصى المبارك والسعي إلى تقسيمه زمانياً ومكانياً، ويتعين على كافة القوى المحبة للسلام الوقوف صفاً واحداً لوضع حد لهذه النزعات المتطرفة والممارسات الخطيرة لحكومة الاحتلال
وقال أبو الغيط ، يطيب لي الترحيب بحضراتكم في بيت العرب لإحياء الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة، هذه الذكرى الأليمة للشعب الفلسطيني، بل وللأمة العربية ولجميع أحرار العالم.. التي تعيد التذكير بالمأساة الفظيعة التي حلت بالشعب الفلسطيني جراء احتلال أرضه وتهجيره ظلماً وعدواناً وإرهاباً بارتكاب سلسلة من الجرائم والمجازر البشعة . كما تذكر بأن العدالة الدولية مازالت غائبة، وبأن عذابات الشعب الفلسطيني مازالت مستمرة ومتواصلة تستصرخ الضمير العالمي الأكثر من سبعة من عقود من الزمن.
واستذكر أبو الغيط ، في مثل هذه الأيام من عام (1948) شهد العالم واحدة من أبشع . المآسي التي تتعرض لها الإنسانية، حيث تم تشريد أكثر من ثمانمائة فلسطيني (800.000) من قراهم ومدنهم وتم تدمير (531) بلدة وقرية مع ارتكاب جرائم التطهير العرقي باقتراف العصابات الصهيونية لأكثر من (70) مجزرة بحق الفلسطينيين أدت إلى استشهاد ما يزيد عن خمسة عشر ألف فلسطيني خلال تلك الفترة، فيما بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ النكبة عام 1948 وحتى اليوم نحو مائة ألف شهيد جزاء استمرار هذه وتتوالى حلقاتها حتى يومنا الحاضر باستمرار الاحتلال الذي بدأ في هذا العام . وما يرتكبه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني عبر الاستيطان وسلب والموارد واقتلاع السكان وتهجيرهم، مع استمرار القتل والاعتقال والإبعاد عن المنازل والمنشأت وتدنيس المقدسات وتدمير كافة مناحي حياة الفلسطيني في محاولة بائسة للنيل من عزيمته وإصراره على انتزاع حقوقه
وتقدم أبو الغيط بالشكر والامتنان إلى الأمانة العامة على قيامها بتنظيم هذه الفعالية بمناسبتين حزينتين لنا جميعا، ألا وهما مرور 75 عام على النكبة ويوم الأسير، وتوفير الفرصة لنا للوقوف على هذه الذكرى الأليمة وما آلت إليه الأوضاع في فلسطين.
وقال أبو الغيط ، إن تنظيم هذا الحدث في هذه الذكرى الأليمة إنما يحمل في طياته تحية حارة للشعب الفلسطيني الشقيق على صموده ونضاله المستمر عبر الأجيال المتعاقبة طوال الـ 75 الماضية ورسالة تضامن في نضاله في سبيل حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس في حدود 4 جوان 1967.
واستطرد ، و إننا في هذه المناسبة إذ نستذكر معا مسيرة النضال الفلسطيني والمعاناة التي واجهته طوال هذه الفترة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لا لشيء إلا لأنه ظل متمسكا بحقوقه في أرضه ووطنه، صامدا أمام تعنت القوات الإسرائيلية وأعمال القتل والبطش التي تمارسها ضده على مرأى من المجتمع الدولي دون أن يحرك ساكنا بالرغم من قرارات الشرعية الدولية الصادرة عن مجلس الأمن والأمم المتحدة، منذ 1948 إلى يومنا هذا.
وأشار أبو الغيط إلى أن الكثير من بؤر التوتر في العالم قد سويت بمساعدة المجتمع الدولي ومنظماته ما عدا قضايا تحرير وتقرير المصير قليلة، ها قضية الشعب الفلسطيني الشقيق الذي يعيش حالة تعسف وظلم دولي من جراء عدم تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وسياسة الكيل بمكيالين المنتهجة ضده.