جمال عبد الناصر يكتب: ” أوقاتي بتحلو”.. وأنا بسمع وردة
أغنية ” أوقاتي بتحلو ” للفنانة وردة من أكثر الأغاني التي استمتع بكلماتها وألحانها وهي لها قصة مؤثرة فقد كانت الأغنية من نصيب أم كلثوم، ولكنها رحلت قبل غنائها، برغم إجراء بروفات عديدة عليها، ويوجد مقطع صوتي بصوت كوكب الشرق لهذه الاغنية وهي تغنيها مع ملحنها العظيم سيد مكاوي.=
كلمات أغنية ” أوقاتي بتحلو ” كتبها عبد الوهاب محمد وتبدأ بهذا المقطع : “أوقاتي بتحلو، بتحلو معاك، وحياتي بتكمل برضاك، وبحس بروحي بوجودي من أول ما بكون وياك”.. فالكلمات شديدة الرومانسية وتكشف عن حالة حب وعشق واستمتاع من المحب لحبيبه، ومؤكدا أن لحن سيد مكاوي أضاف للكلمات حلاوة وبهجة ومنحها إيقاع عبقري من مقام ” السيكاه ” أو يسمي أحيانا اخرى مقام ” هزام ” ومقام بياتي على درجة الصول.
من أول ما بكون وياك.. ويا روحي ساعة ما ألقاك، مش بس أوقاتي بتحلو.. دي العيشة والناس والجو، والدنيا بتضحكلي معاك”.. هذه الكلمات الجميلة بعدما رحلت كوكب الشرق، غناها سيد مكاوي بصوته، وقدمها فى ألبوم له سجله على العود بس، وظلت الأغنية وكلماتها ولحنها ساكنة فى أدراج سيد مكاوي، لكن شعر بضرورة إحياء الأغنية وبهجتها ثانية بصوت آخر، يبعث فيها الروح، وكانت الفرصة سانحة للمطربة وردة، بعدما طلبت من مكاوي فى واحد من اللقاءات بينهما، أن تعيد غنائها وأبدعت وردة في غنائها وأصبحت من الأغاني الجميلة في مشوار وردة الغنائي .
اليوم ذكري رحيل وردة فقد رحلت يوم 17 مايو عام 2012، تاركة لنا إرث غنائي عظيم، فوردة كانت فى سباق الغناء بصوتها مثل خيوط النور التى تنسج المشاعر فقد عششت أغانيها فى قلوبنا وسكنت مشاعرنا بشدوها العذب، فهى كانت مثل قبس أمل فقدناه فى زحمة ضجيج الأصوات الحالية، فهي مثل الوردة فى سماء الأغنية العربية تزينها وتحليها وتخرج لنا عطرها الذى مازالت رائحته ساكنة معنا.
الفنانة الجزائرية وردة حاضرة فى كل وقت وكل مكان وكل زمان فلو كنت حزينا ومكتئبا فسوف تسمع أغانيها الشجنية مثل “حكايتى مع الزمان” و”احضنوا الأيام” ولو انتابتك حالة من السعادة وملئك الحب والأشواق فسوف تسرع لتسمع أغنيتها “فى يوم وليلة دقنا حلاوة الحب”، أما إذا كنت على سفر ووحشك أحبابك وأصدقاءك فسوف تغنى” و”حشتونى وحشتونى وحشتونى” وبالفعل وحشتينى يا وردة، أما إذا كنت تمر بتجربة عاطفية وقاسيت وعانيت منها فسوف تسمع للرائعة وردة “حرمت أحبك أحبك متحبنيش” أما اذا كان حبيبك على موعد سفر وسوف يفارقك فستقول له : خليك هنا خليك بلاش تسافر، ولو طلبت معاك وطنية وكنت من محبين بلدك فسوف تتغنى، قائلا: حلوة بلادى السمرة بلادى وأنا على الربابة باغنى.
هكذا هى وردة حاضرة معنا فى كل لحظات حياتنا فى لحظات الحب والحزن وفى لحظات الفراق والغضب من الحبيب وفى لحظات السفر والهجر وردة وبليغ لم يتركا مشاعر إنسانية إلا وتناولاها لحنا وغنائا.