حريق مسرح “الهوسابير” ذكرى مؤلمة فى قلب جورج سيدهم
تمر اليوم ذكرى ميلاد الفنان جوروج سيدهم، الذى رحل عن عالمنا بعد معاناة طويلة مع المرض، في 27 مارس 2020 عن عمر يناهز 81 عامًا، وشاء القدر أن يتزامن رحيل الفنان جورج سيدهم مع اليوم العالمى للمسرح، الذى أغلق كل أبوابه فى العالم أمام محبيه في ذلك اليوم، بسبب الأزمة التى مر بها العالم أجمع تلك الأيام، وكأن سيدهم يأبى أن يعيش لليوم الذى يرى فيه خشبة “أبو الفنون” خالية من ممثليها، ومقاعد المتفرجين فارغة، وأطفأت أنواره وراحت البهجة التى يحدثها فى نفوس الجماهير.
كان جورج سيدهم، الذى تمر اليوم ذكرى ميلاده، يجيد فن الارتجال والتحق بالمسرح الجامعى بعد أن أقنعه كل من حوله أنه يمتلك موهبة التمثيل والإضحاك، وعلى الرغم من أنه قنبلة كوميدية متحركة إلا أنه قدم على مسرح الجامعة عددا من أشهر الأعمال التراجيدية، ومنها “عطيل” و”ماكبث”.
ولموهبته الملموسة سرعان ما تقلد رئاسة فرقة “السمر” المسرحية بجامعة عين شمس، وهى الفرقة التى كانت سبباً فى تعرفه على رفيق دربه الفنان الراحل سمير غانم، الذى كان رئيساً لفرقة “سمر” المسرحية بجامعة الإسكندرية وقتها شعر كل منهما أن هناك رابطاً مشتركاً يجمع بينهما، ألا وهو حبهما للمسرح وتمتعهما بالقبول الجماهيرى، فقررا التعاون معا فى تقديم أعمال للمسرح الجامعي، فقدما مسرحيات لكبار الأدباء المصريين ومنهم صلاح عبد الصبور ونجيب سرور.
كوّن جورج بالاشتراك مع سمير غانم والضيف أحمد فرقة “ثلاثى أضواء المسرح” واستطاعت أن تعلن عن نفسها وسط أكبر الفرق المسرحية لكبار النجوم فرقة إسماعيل ياسين، وفرقة نجيب الريحاني، وفرقة المتحدين لنجم الكوميديا فؤاد المهندس، وتميزت أضواء المسرح بالتنوع فى موهبة الثلاثى فلكل منه ما يميزه، إلا أن جورج كانت له مهاراته فى استخدام تعبيرات وجهه، وحركاته الرشيقة على المسرح رغم بدانته، حتى فى أصعب الفترات التى مرت بها مصر وهى نكسة 67 وما أصاب الحركة الفنية فى مصر من فتور، اتفق الثلاثى وعلى رأسهم جورج بأن العمل هو أفضل طريق للخروج من تلك الكبوة، وبالفعل عاد الجمهور للمسرح وأنقذه الثلاثى من الركود الفنى.
ومن المحطات الحزينة في حياة جورج لحظة حريق مسرح «الهوسابير» الذي كان يملكه في مطلع التسعينات، مما أصابه بحزن شديد لم يستطع أن يتحمله، وأجرى عملية تغيير لأحد شرايين القلب، بعدها أعاد بناء المسرح من جديد وقدم مسرحية «نشنت يا ناصح» إخراج عبد المنعم مدبولي عام 1995، وبعدها فقد مسرح الهوسابير للأبد بعد أن قام شقيقه برهنه دون علمه، وليضيع منه عشقه الأبدي عام 1997وأصيب بجلطة حزنًا، والسبب يرجع إلى صدمته فى شقيقه الذى أخذ أموال الفرقة التى كان يعمل بها وهاجر إلى أمريكا، وذلك بحسب صديق عمره الفنان الكبير سمير غانم.