كلمة العدد 1315 الاخوان بين الاردوغانيه والخمينيه
يكتبها د. محمود قطامش
كشف فوز اردوغان في الانتخابات الاخيره عن استراتيجيه جديده يتبعها في التعامل مع الملف الاخواني والتي يضمن من خلالها الاستفاده منهم في دعم الدور الوظيفي المتعلق بصراعات حزب العداله والتنميه علي المستوي المحلي وحاجته المستمره لجهه تسند جماهيريته في الازمات وخلال اي استحقاق انتخابي في المحليات في العام المقبل والتي يعتبرها اردوغان مصيريه بالنسبه له والي حزبه حيث تلعب اجنحة الاخوان دورا في الدعايه الانتخابيه المكثفه للحزب ومشروعه الاسلامي اضافه الي الاستعانه بهم في جمع التبرعات لضحايا الزلزال وهذه السياسه تنطلق من الرغبه في الحفاظ علي خيط متين في علاقات النظام التركي مع الاخوان وهذه الموائمة من منطلق الفرز والتمييز المبني علي تحقيق مصالح تركيا في ابعاد العناصر المشاغبه ورفض منحهم الجنسيه التركيه لاشخاص صدرت ضدهم احكام بالقاهره وعدم السماح للاخرين باستخدام الاراضي التركيه في اي نشاط اعلامي معادي للقاهره ودول الخليج العربيه
حتي تنال ثقة القاهره ودول الخليج وعدم اثارتها بالابقاء علي العناصر المنضبطه وغير المشاغبه وغير المثيره للجدل مع الاستمرار في سياسة التسامح في وجود شخصيات اقل حده واكثر التزاما واتباعا للتعليمات بعدم التحريض علي الدول العربيه وهذا لا يعني انها اغلقت ملف الاخوان او انها اوقفت الاستثمار في تيار الاسلام السياسي بل هو تحقيق توازن بين المتاح من المصالح المتبقيه وبين المستجدات التي اقتضت اظهار اردوغان في صورة المتخلي عن دعم الاخوان بعد فشلهم في تحقيق مشروعه الاقليمي ومقتضيات المصالحه مع الدول العربيه بالذات علاقتها بالقاهره مع استمرارها في التعامل مع هذا الملف بالقطعه او حسب سير ملف التصالح .
والقراءه لما حدث تظهر بان الجماعه تستسلم لهذا المصير بعد ان فقدت الامل في العوده في لعب دور مؤثر في مشروع اقليمي ترعاه تركيا وانحسر الدور فقط في البحث عن ملاذات امنه لقادتها الهاربين املا في حدوث تحولات جديده قد تحدث تحصل بمقتضاها علي بعض المكاسب السياسيه لذلك فهي تقوم باي دور ولو محدود في سياق خدمة مصالح حزب العداله والتنميه الداخليه مقابل عدم رفع الحمايه عن عناصرها وقياداتها حيث اثبتت الظروف ان الجماعه تحترف الفشل والخساره بعد ان اقتربت نهايتها بفقدها الدور المؤثر في مصر وفقدانهم الشكل القانوني في الاردن وانسحابهم من المشهد الانتخابي في الكويت لدورتين انتخابيتين وانحسار الدور في العراق واليمن وخسارة الانتخابات في المغرب وطردها خارج المشهد السياسي في تونس وبهذا فشلت او نزعت او هزمت كل ازرع الاسلامي السياسي او اغلبها في المنطقه العربيه والجماعه لم تتعامل مع الهزيمه السياسيه بمنطق وادوات السياسه بل تحولت مباشره الي العنف والارهاب وتشكيل لجان مسلحه بدلا من المناوره السياسيه واتبعوا تكتيكات قديمه فغابوا عن المشهد لانهم غيبوا انفسهم في دهاليز التاريخ وعلي الرغم من اعجابهم الشديد بالتجربه الاردوغانيه الا ان الجماعه تميل اكثر الي الخمينية حيث وجدت في دوله المرشد في ايران نموذج من الممكن استنساخه بتاسيس دوله مرشد سنيه في مصر والمنطقه العربيه وصنعت مظلوميه ميدان رابعه كشبيه بالمظلوميه الشيعيه في كربلاء محاولين صناعه بطل مظلوم في حله عصريه بدلا من الانخراط في المشهد باساليبه الديموقراطيه العصريه والحديثه .
والله الموفق
محمود صلاح قطامش
مصر تلاتين [email protected]