آراء وتحليلات

ليس للأدميرال من يكاتبه!

عايض السراجي

هذا العنوان هو لكتاب سيرة من أفضل كتب السيرة وجدير بالاقتناء حسب رأيي للاديب عمرو العامري.. ابحر بنا المؤلف بين المعرفة والتاريخ عبر مرافي عالمية وبحار مفتوحة.

التحق المؤلف في بداية حياته بالأكاديمية العسكرية البحرية في باكستان وهى من اعرق الكليات العسكرية وتخرج برتبة ملازم بحري في القوات البحرية السعودية، تلقى عدة دورات في فنون قيادة المعارك في أعرق كليات الحروب من باكستان الى بنجلاديش الى فرنسا وأميركا.. له عدة مؤلفات ومنها رواية “جنوب جدة.. شرق الموسم” و”بيت أمي” و”جيرة الوحشة” و”تذاكر العودة” وصدر له حديثًا كتاب “مدن اوقفتني على ابوابها”.

عمرو المتيم بالتاريخ الأندلسي الذي اتخذه مزارًا في كل سفراته حينما سلك طرق الفاتحين عبر سبتة ومليلية محمل بصفحات تاريخ الاندلس وقف على اطلال هدمت بعد ما كانت منارًا للعلوم في أوروبا كقصر الحمراء الذي قال عنه عمرو قصة من الندم ودموع من الحجر، ومسجد قرطبة الذي تحول في ما بعد الى كاتدرائية لا زالت تحمل جماليات وفنون العمارة الاسلامية، أخذ الكتاب حيز كبير من تاريخ الأندلس حيث سلك مؤلفه طرق الفاتحين عبر سبتة ومليلية الاندلس وشبه جزيرة ابيريا كفارس جرد من سلاحه في زمن السلم، يحفظ المعالم ويوقف على اطلال هدمت بعدما كانت منارًا للعلوم في أوروبا.

قال المؤالف في صفحة201 في سيرته: دخلت غرناطة وكنت ابحث عن ابناء وبنات عمي، كان كل شيء عربي المكان وسماء وهامات النخيل والحرف العربي حتى تقاسيم الوجوه، كانت الارض تدعوني أن أفيق من الحلم والتاريخ سفر مقفل ما كتب قد، وانتهى عمرو الذي وقع على صفحات تاريخ الاندلس ما ظهر منها في هذا الكتاب يعيدك الى تاريخ امة دمجت ما بين الدين وفنون العمارة والشعر والغناء حتى الحب، ومن شواهده ضريحي شاعرين هما بن زيدون وولادة بنت المستكفي، الاسبان شيدوا نصب تذكاري على ضريحي بن زيدون وولادة وجعلوه تكريمًا لهما وكتبوا عليهما اشهر قصائدهم الغرامية، الاسبان احترموا التاريخ حتى وان كان من أعدائهم حينما وضعوا ذلك النصب وجعلوه مزارًا سياحيًا، ما جادت به ذاكرة المؤلف في هذا الكتاب الجميل قد اعاد للاندلسيين تاريخهم الحافل بالانجازات الحضارية.

وما تبقي من تلك الصفحات تخزنها ذاكرة عمرو وقد تفرج عنها يومًا في كتاب آخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *