أخبار الفن

فريد الأطرش يروى كواليس اكتشافه موهبة أسمهان: فاجئتنا كلنا بصوتها الجميل

يحل، اليوم الجمعة، ذكرى وفاة الفنانة أسمهان، وفى ذكراها نعيد نشر مقال صحفى فى مجلة آخر ساعة بتاريخ 10 أكتوبر 1940، كشف فيه الفنان فريد الأطرش أسرارا لأول مرة عن شقيقته الفنانة أسمهان، وحبها للعزلة وقراءتها للأدب العربى والفرنسى، بالإضافة إلى كواليس اكتشافه موهبتها فى الغناء.

 

جاء المقال بعنوان : أسمهان الإنسانة والفنانة

كانت أسمهان فنانة فى كل شىء حتى فى أكلها وشربها وملبسها وكانت تمضى فترات تميل إلى العزلة فتهرب من الناس وتبالغ فى الهرب منهم وتتجنب بقاءهم حتى اعتقد البعض أنها متكبرة متعجرفة.

وكانت فى بعض الأحيان تحب الحياة المليئة بالصخب والضوضاء وهذا حال الفنانين ، وقبل أن تعرف أسمهان الحياة الفنية ، كانت تعيش فى البيت حياة كلها هدوء وبساطة وكانت تمسل إلى القراءة والاستماع إلى الموسيقى ، وأستطيع أن أقول إن أسمهان كانت تحفظ عن ظهر قلب أكثر من 20 ديوانا من الشعر العربى وعددا كبيرا من أبيات الشعر الفرنسي ، وكانت أحب رياضة إليها فى تلك الأيام السير على الأقدام لمسافات طويلة.

ولم تكن طفولة أسمهان تدل على أنها ستصبح مطربة ، كانت تذهب إلى المدرسة لتتعلم كما تقضى تقاليد أسرتنا على كل فتاة، وكنا نلاحظ أنها تميل إلى الجلوس بجوار “فونوغراف” تستمتع إلى قصائد أم كلثوم وأغانى غيرها من المطربات والمطربين، ولم يخطر بذهن أحد أن أسمهان لها صوت جميل ، إلى أن حدث ذات يوم أن دعتنا أسرة صديقة تقيم فى حلوان إلى تناول طعام الغداء وذهبنا جميعا إلى بيت هذه الأسرة وبعد تناول الغداء جلسنا نستمع إلى أغنية لأم كلثوم سجلتها على أسطوانة وهى أغنية “إن كنت أسامح وانسى الأسية” وكان إعدابنا كبيرا بهذه الأسطوانة الأمر الذى جعل صاحب البيت يعيد وضعها على الفونوغراف عدة مرات.

وبعد ساعات قررنا العودة إلى البيت وفى الطريق فوجئنا بأسمهان تغنى الأغنية بصوت رخيم أثار دهشتنا وإعجابنا فى آن واحد .. وفى ذلك اليوم عرفنا لأول مرة أن أسمهان تتمتع بصوت جميل ، وبدأ الصراع بيننا وبين تقاليد أسرتنا وانتهى بالنصر لنا، وأصبحت أسمهان مطربة رغم أنف هذه التقاليد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *