محمد الروبى فى ندوة الاحتفاء بالراحلين: هشام سليم كان يعرف قدره وأحبه الجمهور
قال الناقد محمد الروبي خلال ندوة الاحتفاء بالراحلين، والتي أقامها المهرجان القومي للمسرح في دورته الـ 16، برئاسة الفنان محمد رياض إن الهدف من هذه الجلسات إعطاء فرصة للجيل الجديد أن يعرفوا هؤلاء الفنانين الراحلين، ويعرفوا أن هذا المجال لا يمكن أن يكون مثل “الحرث في البحر” وأنه مهما قدموا عملا بسيطا لابد أن يكون مؤثرا، وأيضا تعطي الحماس للجيل الحالي إلى الاستمرار، وأود أن أؤكد أن عالم التمثيل درجات، كل حسب موهبته وتعلمه وإصراره.
وقال عن الفنان هشام سليم:” هو ممثل ليس عبقريا وفي نفس الوقت لم يدع أنه ممثل عظيم أو مهدور حقه، هو عرف قدره وأحبه الجمهور، طوال الوقت كان قريبا جدا من الناس والجمهور يشعر أنه منهم، وحينما رحل كان هناك حزنا كبيرا عليه لأنه ممثل غير مدعي ومحب للناس وكان إحساسه صادق دائما على الشاشة ويصل للناس”.
وتحدث الروبي أيضا، عن الفنان الراحل كمال سليمان حيث قال : كنت من المحظوظين، أنني عرفت كمال في المعهد، فهو كان بقلب طفل، لدرجة انه ذات مرة، في عرض كان يخرجه أحمد عبد العزيز، ووجدت كمال بيبكي صمتا في الكواليس وكان السبب أن أحمد عبد العزيز “انفعل عليه”، كمال سليمان من الفنانين الذين لديهم رضا شديد جدا، ويعرف قدراته جيدا، ولم ينشغل يوما بموضوع النجومية، وفي التمثيل لم يدع يوما حتى وفاته أنه أحسن شخص في التمثيل”.
وقال الدكتور عمرو دواره، عن الفنان الراحل هشام الشربيني: “هشام الشربيني كان ابن المسرح القومي، وقدم على خشبته الكثير من البطولات”، وقال عن هشام سليم: “تربى على أيدي يوسف شاهين، كانت لديه جينات النجومية، واستطاع أن يوظفها بشكل جيد خلال ما قدمه من أدوار متنوعة”.
وعن الفنان سامي فهمي، قال دواره: “منذ ظهوره الأول كان فنانا قويا جدا وأثبت وجوده، وعاشق للفن، وفنان أصيل لديه حالة من التوهج الفني، فهو من النماذج المشرفة للأجيال الجديدة”.
وقال الكاتب الصحفي جمال عبد الناصر: “هذه الدورة مختلفة تماما عن الدورات السابقة في الندوات التي تقام من حيث فكرة الاحتفاء بكل الراحلين المسرحيين من كتاب ونقاد وممثلين، وفكرة توثيق ذلك في كتاب هامة جدا، كما وجه “عبد الناصر” تساؤلا للفنانة عايدة فهمي، عن أسباب عدم عودة الفنان سامي فهمي للتمثيل، وأجابت قائلة: “سامي عاد للفن بعدما تقدم في السن، وكان بعيدا عن التمثيل، وكنت أخاف عليه من العودة للفن بدون أن يحصل على مكانته التي يستحقها، فكانت تعرض عليه أعمال غير مناسبة له، وأقل من مكانته كفنان وكقيمة، وحينما عاد إلى مصر كان مازال مرتبطا بعمله الحر في أمريكا، وحياته كانت بين مصر وأمريكا، فلم يكن متفرغا بشكل كامل للتمثيل، وأنا كنت ضد فكرة عودته للتمثيل إلا إذا عرض عليه عمل قوي”.
وقال الفنان معتز السويفي، عن صديقه كمال سليمان: ” سوف أتحدث عن كمال إنسانيا، كنت أرى له مواقف انسانية كثيرة، فكان حينما يعلم أن زميل يحتاج للعمل، كان يعتذر عن دوره في العمل الغني المرشح له، ويرشح الزميل الآخر لهذا الدور دون أن يعلم احد، فالمواقف الإنسانية لكمال مدعاة للفنان كيف يكون فنانا إنسانا وليس فنان سلعة أو تاجرا، كانت جلساتنا نتحدث فيها عن الإنسانيات التي فقدناها كثيرا حاليا، واحترام الآخر والمهنة واحترامنا لبعضنا ولذاتنا واحترام الصغير للكبير واحترام الكبير للصغير”.