منهج أداء الممثل ومختبر عرنوس فى دراسة للدكتور عصام أبوالعلا بمهرجان المسرح
قدم الدكتور عصام أبوالعلا دراسة وبحث خلال ندوة بعنوان ” منهج أداء الممثل ” بمهرجان المسرح المصري برئاسة الفنان محمد رياض، وأدار اللقاء الشاعر والناقد والكاتب محمد عبد الحافظ ناصف .
قال أبوالعلا خلال بحثه : البداية الحقيقية التي يمكن أن يحسب فيها وقت بدء “الورش الأكاديمية” في فن التمثيل في مصر يمكن حسابها منذ أواسط السبعينيات مع ما قدمه الدكتور/ نبيل منيب، الذي قدم أشهر ورشة أكاديمية لفن الممثل خرج منها مدربون أكفاء قاموا بعدها بتكوين ورش مماثلة في أماكن متفرقة لتدريب الممثل.
وأصاف : ومن المشهود أن ما قدمه الدكتور عبد الرحمن عرنوس – بعد عودته من إعارته بالأردن عام 1987 – من مجموعة الورش المسرحية التي أطلق عليها وقتئذ اسم “المختبر” ليميزه عن غيره من الورش المسرحية الأخرى.
وربما تكون هذه الورقة البحثية القصيرة تذكرة طيبة لذكرى رحيل هذا المبدع الكبير الذي رحل في صمت يوم الرابع عشر من يوليو عام 2009 بعد أن قدم تجارب متفردة في فن المسرح نظريًّا وعمليًّا.
وأشار أن ورشة الدكتور نبيل منيب تعد من أهم الورش الفنية التي قامت بتدريب الممثل قبل أن تنتشر هذه الورش في مصر والبلدان العربية على حد سواء، وفي منهج الدكتور عبد الرحمن عرنوس يتم البدء بتطوير الممثل من خلال تفجير طاقاته الكامنة؛ بحيث تتشكل بها أدوات الممثل الخارجية، ويؤكد الدكتور عرنوس في منهجه للتدريب أن الممثل لكي يسيطر على انفعالاته الخاصة التي قد تخونه فإنه يستعين هنا بـ “السيكودراما” لتفريغ هذه الانفعالات للحصول على الانفعالات المنتخبة للشخصية باستخدام التخيل والخيال .
وينطلق منهج الدكتور عبد الرحمن عرنوس من التدفق الحر المباشر وذلك لكسر الخجل الذي قد يصيب الممثل عند الاستعانة بمنهج “السيكودراما” ولكن يجب أن يكون تحت مراقبة واعية وهو ما سوف يعين الممثل على التخلص من الكليشيهات التي قد يكون اختزنها بداخله نتيجة اعجابه بممثل آخر مما يجعله يكتشف أدواته الخاصة الصوتية والحركية.
وبهذا يرى الدكتور عبد الرحمن عرنوس أنه يمكن الاستفادة بالعلم المعروف بـ “الباراسيكولوجي”، والذي يبحث في تأثير الظواهر غير المرئية في النفس والجسد، ويفيد منهج الدكتور عبد الرحمن عرنوس من منهج العالم العربي”ابن سينا”للحواس الظاهرة، وهي الحواس الخمسة ومثيراتها المادية كالبخور والمِلح والإيقاع وبقع اللون ومثيرات اللمس وعلاقة هذه الحواس الظاهرة بالحواس الباطنة؛ أي ظلال الحواس الداخلية التي تثيرها صورة المثير المجرد عند استحضاره، ولتنمية الذاكرة الحسية؛ أي الإحساس المنتخب وليس المفروض بتلك الذاكرة الحسية التي هي ركائز الذاكرة الانفعالية.
وأكد أبو العلا : من الملاحظ بالنظر إلى منهجي تدريب الممثل لدى كل من الأستاذ الدكتور/ نبيل منيب، والدكتور/ عبد الرحمن عرنوس أن منهج الأخير أطلق انطلاقة مختلفة وتمثل عناصره من مصادر مختلفة عن تلك التي اعتمد عمليها الأستاذ الدكتور/ نبيل منيب؛ فإذا كانت مكونات منهج الأول تتكون من عناصر روسية وفرنسية، فإن ما قدمه الدكتور/ عبد الرحمن عرنوس قد تكون من عناصر أغلبها شرقية إلى جانب الإفادة بالدراسات النفسية الحديثة.
وهذا يؤكد أن منهج الدكتور/ عبدالرحمن عرنوس يمثل إضافة حقيقية لمناهج تدريب الممثل المعروفة وليس نسخاً لإحداها؛ خاصة أن منهج أداء الممثل عنده كان يمثل هما من همومه التي عاش حياته لتحقيقها.
عصام أبوالعلا