نور الشريف.. نجم جمع بين الحسنيين الوسامة والثقافة
رغم سنوات الرحيل إلا أن الفنان نور الشريف لا يزال يشكل علامة فارقة فى تاريخ الفن بأعماله التى لا تزال تعيش بيننا، ولا يزال رحيله يؤلم جمهوره ومحبيه، خاصة أن موهبة نور الشريف موهبة فريدة وتنبأت له الصحافة بمستقبل باهر مع أول ظهور له، وهو ما شهد عليه عدد مجلة آخر ساعة وتحديدًا يوم 12 يونيو من عام 1968، حيث أعلنت المجلة عن بزوغ نجم جديد فى عالم الفن، كان ما زال يخطو أولى خطواته الفنية، ولفت إليه الأنظار بموهبته التى تفرد بها عن غيره من أبناء جيله، فجمع بين الوسامة والثقافة، إنه نور الشريف الذى بدأ من ملاعب كرة القدم حتى وجد ضالته على خشبة المسرح، وفى السطور التالية ننشر ما كتبته الناقدة والكاتبة الصحفية إيريس نظمى.
كشف المقال الذى كتبته إيريس نظمى أن المخرج كمال عيد كان يستعد لإخراج مسرحية “روميو وجولييت” لشكسبير، وكان حائرًا فى البحث عن البطل روميو، وعندما شاهد نور انتهت حيرته وأسند إليه دور البطولة، وهو مازال طالبًا فى المعهد العالى للفنون المسرحية، ولكن سوء حظه أن المسرحية لم تعرض، إلى أن تخرج وتم اختياره معيدًا بالمعهد فى قسم التمثيل.
المقال جاء بعنوان: “لاعب الكرة الذى أصبح نجمًا”
وجاء فى متنه: زمان كان جواز المرور إلى عالم الفن بالنسبة لأى ممثل أن يكون وسيما فقط، وأن تكون الممثلة هى ست الحسن والجمال، لكن الصورة تغيرت هذه الأيام فلا مانع من أن يكون الممثل وسيما ولا من أن تكون الممثلة هى ست الحسن والجمال، لكن هناك شرطا أهم من ذلك كله، هذا الشرط هو الموهبة والدراسة والثقافة.
وأحدث الوجوه الجديدة التى شاهدتها فى الفترة الأخيرة هو الممثل نور الشريف وقد شاهدته لأول مرة فى دور “كمال” فى فيلم قصر الشوق، وأحسست أنه لا يمثل ولكنه كان يؤدى دوره بطبيعية مطلقة .
إن نور الشريف إلى جانب أنه وجه مريح ومقبول ومعبر قد درس فن التمثيل فى معهد الفنون المسرحية، والغريب أن نور الشريف – وهذا ليس اسمه الحقيقى – كان يحلم بأن يكون لاعب كرة قدم معروفا، وكان يجرى فى الملاعب ويلهث وراء الكرة ويحلم بمجد ونجاح الرياضيين المعروفين.
كانت أحلام – محمد جابر – وهذا اسمه الحقيقى – تتركز فى الكرة فقط، إلى أن دخل معهد التمثيل فتغير مجرى حياته وأصبحت خشبة المسرح حلمه الحقيقى وأمله الذى يتطلع إليه . ترك الملعب الواسع الكبير واختار خشبة المسرح المحدود ليجرى ويتحرك عليها. وهو فى الحالتين يجد الجمهور الكبير الذى يصفق للعمل الجديد، سواء فى الملعب أو على خشبة المسرح والجمهور يعجب دائما بالدور الناجح.
واختتم المقال؛ إن الكثيرين تبهرهم أضواء الفن فيجرون وراءها ثم يسقطون فجأة فى الطريق والسبب أنهم بلا موهبة، ولا ثقافة ولا دراسة، وكما قلت إن الممثل الجديد لم يعد يكفى أن يكون وسيما بل لابد أن يكون موهوبا قبل كل شيء، وأعتقد أن نور الشريف من هذا النوع ممثل يمكن أن يتطور وأن يتقدم بخطوات واسعة لو وجد الفرص الكافية.