مفتى الجمهورية: شراء الحلوى والاحتفال بالمولد النبوى الشريف مباح شرعًا
قال الدكتور شوقي علام –مفتي الجمهورية، إن هناك عددًا من الفتاوى الموسمية ترد إلى الإفتاء في موسم معين، مثل السؤال عن مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وما يتعلق به من أكل الحلوى وغيرها من مظاهر الاحتفاء بهذه الذكرى العطرة.
وأكد المفتي، خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج «نظرة» المذاع على قناة صدى البلد، أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أمر استحسنه علماء الأمة الإسلامية، وهو شاهد على حبه وتعظيمه، وله أصل في الكتاب والسُّنة، عندما سُئِل النبيُّ لماذا يصوم يوم الإثنين؟ فقال: «ذاك يوم وُلدت فيه».
وأشار المفتي إلى أنَّ الفتوى مستقرة على أنَّ الاحتفال بميلاد النبي مشروع، ولو لم يفعل النبي، فليس كل ما تركه النبي منهيًّا عنه.
وحول مشروعية شراء حلوى المَولد النبوي الشريف وأكلها في هذه الأيام المباركة أكَّد المفتي، أن شراء الحلوى وأكلها والتهادي بها أثناء الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف مباح شرعًا، ويدخل في باب الاستحباب من باب السَّعة على الأهل والأسرة في هذا اليوم العظيم.
وأوضح المفتي، أننا لا نريد أن نحجر على القلوب في فرحتهم بالنبي، ويجب ألا نلتفت لمن يغبش على الناس ويعكر فرحتهم بميلاد النبي.
نبه المفتي خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، ببرنامج «نظرة» المذاع على قناة صدى البلد، الأزواجَ ليتذكروا كيف كان يعامل النبي صلى الله عليه وسلم زوجاته ويهتم بهنَّ، وكيف كان يهتم بالأطفال.
وقال المفتي إننا نريد أن نعيد الحوار والدفء مرة ثانية إلى الأسرة، وأن نبتعد عن الفضاء الإلكتروني الذي ضيَّع الكثير من القيم وضيَّع الكثير من الشباب الذي أصبح في حالة التلقِّي فقط دون خوض تجربة النقاش والتعلم، فأصبحت المعلومات على الفضاء الإلكتروني بمثابة حوار من طرف واحد، وانعكس ذلك على الأسرة وعلى الأبناء والأصدقاء.
وأشار المفتي إلى أن سيرة النبي مليئة بخُلق الصفح والعفو، فعندما نزل إليه ملَك الجبال وقال له: لو شِئت أن أُطبق عليهم الأخشبين -الجبلين- لفعلت، ورغم إيذاء الشديد في هذه المرحلة فقد صبر وتحمل هو وصحابته الكرام، وقال: لعلَّ الله يُخرج من أصلابهم مَن يقول لا إله إلا الله.
وتابع: ثم دعا النبي وقال: «اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون”، موضحًا أن المنهج النبوي تمتع بالنظرة المستقبلية للأمور واستشرف المستقبل وأبعاده، فكانت نظرته دائمًا إلى المستقبل المشرق الذي يصل فيه الدين إلى العالمين».
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن كُتَّاب السيرة النبوية المشرفة كان لكل منهم تأمل في حياة النبي ومواقفه، موضحًا أن النبي كان نموذجًا للحياة كلها.
وقال المفتي إن كل تفاصيل حياة النبي كانت قدوة وأسوة حسنة في بيته وصلواته وعلاقاته بجيرانه، وبالأطفال والبيئة والحيوان والجماد وكل تصاريف الحياة، ومن ثم نجد في كل ذلك الراحة والسكينة إذا ما تلمسنا هذا الاقتداء.
في السياق ذاته أوضح المفتي أن سيدنا عبد الله بن عمر كان شديد الاقتداء بالنبي حتى كان يسير مثله، والصحابة رصدوا كل شيء فعله النبي صلى الله عليه وسلم، حتى الأمور الخاصة جدًّا في الحياة الزوجية، حتى إن الصحابة كانوا يصفون ابتسامة رسول الله وأنه كان يضحك حتى تظهر نواجذه، وكيف كان هناك أربع شعرات بيض في لحيته، ووصفوا إناءه وشربه.
وأضاف: الصحابة الكرام كان لديهم اهتمام خاص بكل التفاصيل المتعلقة بالنبي صلى الله عليه وسلم وكأنهم يقولون لنا: نحن رصدنا لكم كل شيء عن رسول الله فاجعلوه في حياتكم؛ ذلك لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان نورًا، والله يقول: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ}، والمفسرون أكدوا أن هذا النور هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وأكمل: إننا لا نستطيع أن نعيش البيئة التي عاشها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن نستطيع أن نعيش تفاصيل أخلاق النبي ومنهجه في كافة تفاصيل الحياة، فقد كان النبي هينًا لينًا، وكان الطفل يأخذه من يديه حتى يقضي حاجته له، فقد كان رءوفًا