
حكواتي العريش.. العريني يتذكر
كتب / محمد العريني
كل عام وانتم بخير اليوم الجمعه السادس من اكتوبر وذكرى انتصاراتنا المجيده في 6 اكتوبر 1973
عادت بي الذاكره ليوم الانتصار والعبور العظيم وتذكرت يوم السبت السادس من اكتوبر العاشر من رمضان 1973
كنت وزملائي في مدرسة العريش الثانويه بنين في الصف الثالث القسم الادبي
ذهبنا للمدرسة السابعه والنصف صباحًا وعدنا لمنازلنا في الثانيه ظهراً لان يوم السبت كان ستة حصص وبعد تناول طعام الغداء والنوم لفتره ساعة القيلوله اذا بالوالد رحمه الله يدخل البيت مسرعاً ويبحث عن الراديو التوشيبا ذو الحجاره الوسط ويفتح الراديو على إذاعة البرنامج العام هنا القاهره
جاءنا البيان التالي من القيادة العامه للقوات المسلحه::: عبرت قواتنا المسلحه للضفه الشرقيه لقناة السويس وحطمت خط بارليڤ ولاتزال المعارك مستمره هنا القاهره
قام والدي باحتضاني وتقبيلي واخذنا بالدعاء لقواتنا المسلحه بالنصر وتحرير الارض
غنت المجموعه اغنية باسم الله والله اكبر باسم الله باسم الله
باسم الله أذن وكبر باسم الله باسم الله
نصره لبلدنا باسم باسم الله
بإيدين ولادنا باسم الله باسم الله
وآدان ع المادنه باسم الله باسم الله
بيحيي جهادنا باسم الله باسم الله
والله اكبر أذن وكبر وقول يارب النصره تكبر
باسم الله والله اكبر باسم الله هنا القاهره
كانت فرحة ابناء سيناء لاتوصف بهذه الاخبار المفرحه وانتظرنا هذا اليوم بفارغ الصبر حتى نمحو آثار الهزيمة في حرب 1967
كان كل همي بعد نوم والدي ان آخد الراديو الذي يحتضنه بأي وسيلة وعندما سمعت شخيره تسللت خِلسه لاسرق لحظات نوم والدي لاستمع لاغنية بسم الله واحفظها واغنيها ثاني يوم لزملائي في الفصل وقد كان وكثيراً من الزملاء بالفصل يعرفون حلاوة وجمال صوتي
في صباح اليوم التالي جاءني الزميلان احمد سالم وعلي البردويل وذهبنا لغازي هارون وعبد اللطيف ذكري في طريقنا ووصلنا المدرسه وبعد طابور الصباح وعند ذهابنا للفصول غنينا باسم الله وكان الايقاع بالخبط على الكشاكيل التي بيدينا وغنيتها بين الفواصل الخمس دقائق التي بين الحصص
وعند مراوحنا من المدرسه وقبل ان اتغدى حضنت الراديو واشرت بمؤشره على البرنامج العام وكانت ورده تغني واناااااااا على الربابه باغني مملكش غير اني أغني وأقول تعيشي يامصرياااامصر
واناااااا على الربابه باغني مملكش غير غنوة امل للجنود امل للنصر ياااامصر
وتحيا مصر تحيا مصر حلوه بلادي السمره بلادي الحُره بلادي وكتبتها وحفظتها وسمعتها من البرنامج العام وصوت العرب والشرق الاوسط وغنيتها في الفضل لكن الاغنيه التي اصبحت بالنسبه لنا كالنشيد الوطني هي بسم الله والله اكبر بسم الله وكنا نغنيها في طريقنا للفصول من طابور الصباح وعند المراويح بعد المراويح ووصول البيت احتضنت الراديو واستمعت الى اغنية رايحين جايين شايلين في ايدنا سلاح راجعين رافعين رايات النصر باسمك يابلدي تاريخنا يابلدي بجيشك وشعبك نرد التحدي ثم اغنية صبرنا وعبرنا وطهرنا دارنا وربك نصرنا وبالبندقيه رفعنا العلم ورفعنا وربك نصرنا
وهكذا كل يوم نغني باسم الله كنشيد وطني وباقي الاغاني بين الحصص في الاستراحه ثم كانت اغنية شاديه عبرنا الهزيمة يامصر ياعظيمه وباسمك يابلادي تشتد العزيمه باسمك يابلادي عدينا القنال باسمك يابلادي خطينا المُحال باسمك ياحبيبتي مصر ياحبيبتي خطينا المُحال
ثم غنت فايزه احمد ياصباح النصر يامصريين ياصباح النصر رديتوا الظلم على الظالمين والنصر لمصر
وغنى عبدالحليم حافظ عاش اللي قال للرجال عدوا القنال عاش اللي حّوِّل صبرنا حرب ونضال عاش اللي قال يامصرنا مفيش مُحال عاش ليكي اسمك عاش اللي رد اعتبارك خلى نهارك احلى نهار
وهنا في هذه الذكرى العظيمه اتذكر من الزملاء الذين كانوا معي بالفصل المرحوم مغنم علي حمام ومحمد مطر حمام وسليمان المالح الشهير بحسن وعزمي آدم ومحمد مصطفى نجيله ومحمود العبد نجيله وعزمي آدم ونشأت رفاعي والمرحوم كمال ابراهيم المالح وجمعه مسلم وعبدربه عرفات وابراهيم طعيمة ومحمد حمد سويلم عوده وسليمان دهمش ومحمد حسن صقر رحمه الله وصبري صقر ومحمود البيك وعبدالمنعم الزرباوي والزملاء في تانيه علمي احمد سالم وغازي هارون وعلي البردويل وعبداللطيف زكري والمرحوم مدحت لبيب وعبدالعليم البيك وذكروني بباقي الزملاء في المدرسة
كانت ذكرى حرب اكتوبر تجول بخاطري منذ اسبوع وقررت كتابة حكايه من حكاياتي في نفس يوم الانتصار العظيم وكل عام وانتم بخير.
ولكم تحياتي محمد العريني
