أخبار مصر

الصحة العالمية: مضاعفات مقاومة المضادات الحيوية تؤدى لوفاة 5 ملايين شخص سنويا

دعت منظمة الصحة العالمية قادة العالم إلى ترسيخ الإلتزام السياسي وزيادة العمل من أجل الاستثمار في نهج “الصحة الواحدة” لمعالجة التهديدات المشتركة التي تؤثر على صحة ورفاه البشر والحيوانات والنباتات والبيئة معاً.

ومن جانبه قال الدكتور تيدروس أدحانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: “إن نهج الصحة الواحدة بديهي من منظور الصحة العامة والاقتصاد والمنطق”، مضيفاً: “من الواضح أنه لا يمكننا حماية وتعزيز صحة البشر إلا من خلال حماية وتعزيز صحة الحيوانات والكوكب الذي تعتمد عليه جميع أشكال الحياة، ونحن نرحب بالإجماع السياسي المتزايد على مبدأ الصحة الواحدة على الصعيد العالمي، ونحن ملتزمون بدعم البلدان لترجمة مفهوم الصحة الواحدة إلى إجراءات تُحدث فرقاً“.

وأوضح، أنه تعدّ الآثار الصحية لأزمة المناخ وتلوث المياه وسلامة الأغذية وزيادة تفشي الأمراض من بين أكبر التحديات التي تواجهها البشرية وكوكب الأرض اليوم، فعلى سبيل المثال، يؤدي تلوث الهواء إلى وفاة 7 ملايين شخص ويسبب خسائر قدرها 3 تريليونات دولار أمريكي كل عام، وتؤدي المضاعفات الناتجة عن مقاومة مضادات الميكروبات إلى وفاة 5 ملايين شخص كل عام، وخسائر اقتصادية متوقعة تصل إلى 100 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2050.

وبلغ النطاق التقديري للوفيات البشرية الناجمة عن كورونا، وهو مرضٌ حديث النشأة 6 ملايين وفاة فى عام 2022، إلى جانب خسائر اقتصادية تناهز 3,5 تريليون دولار أمريكي، ومن بين المنظمات الدولية، يتولى التعاون الرباعي بشأن الصحة الواحدة قيادة نهج “الصحة الواحدة”، وتضمّ منظمة الصحة العالمية إلى جانب منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والمنظمة العالمية لصحة الحيوان.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في أكتوبر 2022، أطلقت المجموعة الرباعية خطة العمل المشتركة للصحة الواحدة (2022-2026)، كإطار عمل للنهوض بنهج الصحة الواحدة وتوسيع نطاقه بشكل مستدام. وعلاوة على ذلك، سيصدر في ديسمبر من هذا العام دليلٌ بشأن تنفيذ خطة العمل المشتركة على المستوى الوطني لتوفير إرشادات عملية للبلدان حول كيفية اعتماد وتكييف خطة العمل المشتركة، ونهجُ “الصحة الواحدة” هو طريقةٌ مستدامة للعيش المشترك على هذا الكوكب، ويمكن اعتباره أسلوب حياة، ويمكن للأفراد المساهمة في تنفيذه بعدة طرق مختلفة، من خلال ضمان بقاء الأحياء البرية في موائلها الطبيعية وعدم المشاركة في الاتجار بها، وأخذ علاجات المضادات الحيوية بالطريقة التي يصفها المهنيون الصحيون واستكمال جرعاتها على النحو الموصوف، ومن خلال ممارسة العادات الصحية المتعلقة بالحيوانات الأليفة وضمان حصولها على التطعيمات اللازمة، وتجنب وسائل النقل الكثيفة الكربون والسعي لزيادة التنقل بالمشي أو ركوب الدراجات في الرحلات القصيرة، فكل ذلك من شأنه أن يساعد، ولكل شخص دوره في “الصحة الواحدة“.

نبذة عن يوم الصحة الواحدة..

ويجري الاحتفال بيوم الصحة الواحدة في 3 نوفمبر من كل عام، وهو حملة دولية تشارك في تنسيقها لجنة الصحة الواحدة ومبادرة الصحة الواحدة ومؤسسة منصة الصحة الواحدة، والهدف من هذا اليوم هو لفت الانتباه في جميع أنحاء العالم إلى الحاجة إلى التواصل والتفاعل بشأن نهج الصحة الواحدة ورؤية إجراءاته على أرض الواقع.

وتنضم المنظمة اليوم إلى المنظمات المجتمعية التي تحتفل بالحملة السنوية الثامنة “يوم الصحة الواحدة” لجذب الانتباه العالمي إلى أهمية نهج “الصحة الواحدة”، وهو نهج يعتمد على فهم كيفية تأثير الإجراءات والسياسات البشرية على صحة الحيوان والبيئة، وقالت المنظمة فى بيان لها، يتيح “يوم الصحة الواحدة” للجميع فرصة لتثقيف أنفسهم حول الروابط بين صحة الحيوانات والبشر والنباتات والبيئة، ونهج “الصحة الواحدة” هو نهج مثبت لصنع السياسات والتعاون بين القطاعات لمنع ظهور وعودة ظهور الأمراض الحيوانية المصدر والأمراض المنقولة بالنواقل، وضمان سلامة الأغذية والحفاظ على الإنتاج الغذائي المستدام؛ والحد من العدوى المقاوِمة لمضادات الميكروبات؛ ومعالجة القضايا البيئية لتحسين صحة الإنسان والحيوان والبيئة بشكل جماعي، من بين العديد من المجالات الأخرى.

 وأضافت المنظمة، يُنشئ هذا النهج فرصاً لتعبئة المجتمع بأسره حتى يتمكن الأطباء البيطريون وعلماء الأوبئة وممارسو الصحة العامة وخبراء الحياة البرية وقادة المجتمع والأشخاص من مختلف القطاعات من العمل معاً يداً بيد لمواجهة التهديدات الصحية الرئيسية، بالإضافة إلى إنقاذ الأرواح وتعزيز الرفاه، تقدم إجراءات “الصحة الواحدة” فوائد اقتصادية ضخمة، وتقدّر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والبنك الدولي أن جهود “الصحة الواحدة” يمكن أن تعيد ما لا يقل عن 37 مليار دولار أمريكي سنويا إلى المجتمع العالمي، وبالمقابل، يتطلب الاستثمار في نهج “الصحة الواحدة” أقل من 10% من هذا المبلغ، فعلى سبيل المثال، من شأن تطبيق نهج “الصحة الواحدة” الوقائي بالحد من إزالة الغابات أن يوّلد فوائد إضافية بقيمة 4,3 مليارات دولار أمريكي ناتجة عن خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *