سفير كندا لـ”أ ش أ”: الوضع فى غزة “مريع ومحزن”.. ومصر تقوم بدور كبير لإرساء الاستقرار فى المنطقة
وقال السفير الكندي – في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الجمعة، إنه يتعين علينا أن نعترف بفضل مصر وجهودها المستمرة لإحلال السلام في المنطقة.
وأضاف أنه فيما يتعلق بالأوضاع في الأراضي الفلسطينية، فإن مصر لعبت دور “الوسيط” خلال السنوات الأخيرة، مثنيا على جهود مصر في هذا الصدد.
وحول التنسيق الوثيق بين مصر وكندا حيال القضايا والأزمات الآنية على الصعيدين الإقليمي والدولي خاصة فيما يتعلق بتداعيات الحرب في أوكرانيا والتصعيد العسكري المتواصل في قطاع غزة، أشار سفير كندا بالقاهرة إلى مشاركة وزيري الخارجية والتنمية الدولية الكنديين في قمة القاهرة للسلام التي نظمتها مصر ودعا إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي على ضوء التصعيد العسكري في قطاع غزة.
وأضاف السفير دوما، أن بلاده تقدر بشكل كبير الدعوة لعقد قمة القاهرة للسلام، وتابع “نشعر بحزن شديد إزاء الوضع في غزة، هناك عدد كبير من السكان في كندا من العرب ومن الناطقين بالعربية وعدد كبير من الفلسطينيين أيضا، ونحن نتابع الوضع عن كثب وندعو إلى حوار بين الأطراف للوصول إلى تفاهم ورؤية حول الاتجاه الذي نرغب في التوجه إليه”.
واعتبر السفير الكندي بالقاهرة أنه يجب أن نعترف أن جذور الصراع الحالي عميقة للغاية، ولابد من إجراء نقاشات وحوار بين الأطراف المختلفة.
وعما إذا كانت كندا يمكنها أن تقوم بدور – في مرحلة ما بعد الحرب في غزة – بغية استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ومن ثم دفع عملية السلام، شدد السفير لوي دوما على أن كندا يمكن أن تلعب دورا شريكا؛ لاسيما وأنها قوة تعمل على نشر السلام والتفاهم، مشيرا إلى أن مصر تلعب أيضا دورا هاما للغاية وبالتالي من الممكن التنسيق بين البلدين وأن نقوم بدور يدعم ما تقوم به مصر من أجل الوصول إلى حوار بين مختلف الدول.
وفيما يخص المساعدات المقدمة من جانب كندا لغزة خلال التصعيد المتواصل على القطاع، قال إن بلاده أعلنت تقديم حوالي عشرة ملايين دولار كمساعدات إنسانية لغزة، مشيرا إلى أن وزير التنمية الدولية بكندا أحمد حسين قد أعلن – خلال زيارته إلى مصر حيث شارك في قمة القاهرة للسلام – عن مساعدات إضافية تقدر بخمسين مليون دولار، وبالتالي فإن المساعدات الكندية تبلغ ما يقرب من 60 مليون دولار لقطاع غزة.
وحول العلاقات المصرية- الكندية على المستوى السياسي لاسيما في ضوء الزيارات المتبادلة من الجانبين، وصف السفير الكندي العلاقات بين البلدين بأنها “ممتازة”، معربا عن سعادته للتطور الملحوظ الذي تشهده الروابط بين مصر وكندا خلال السنوات الأخيرة في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وقال إن الزيارات المتبادلة بين مصر وكندا كانت قد توقفت خلال أزمة انتشار فيروس كورونا “كوفيد 19″، لافتا إلى أن كندا كدولة صديقة قامت بتقديم لقاحات مضادة لكوفيد إلى مصر وبلغت أكثر من مليون جرعة من اللقاحات.
وأضاف السفير لوي دوما أن مرحلة ما بعد كوفيد شهدت طفرة في الزيارات المتبادلة على المستوى الوزاري؛ حيث قامت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي ووزير التنمية الدولية أحمد حسين بزيارة مصر؛ حيث شاركا في قمة القاهرة للسلام الشهر الماضى، كما قام وزير التنمية الدولية الكندي السابق بزيارة مصر مرتين، وكذا وزير الرياضة ووزير البيئة الذي شارك في مؤتمر المناخ بشرم الشيخ “كوب27”.
وفيما يخص التعاون الاقتصادي بين مصر وكندا، أكد السفير الكندي أن التعاون التجاري بين بلاده ومصر متميز للغاية؛ حيث تعد مصر الشريك التجاري الأول لكندا في القارة الإفريقية، مشيرا إلى أن التبادل التجاري بين البلدين بلغ ما يقرب من 1.8 مليار دولار.
وأضاف أنه يتعين العمل على تنويع الصادرات المصرية إلى كندا، متوقعا أن يشهد التعاون في مجال التعدين تطورا خلال الفترة القادمة واهتمام العديد من الشركات الكندية ومنها العالمية بالاستثمار في هذا القطاع، ونعمل عن كثب مع الجانب المصري للتعاون في هذا القطاع.
وفي سياق آخر، أشاد سفير كندا برئاسة مصر للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر المناخ “كوب27” وخاصة فيما يتعلق بصندوق الخسائر والأضرار لمساعدة الدول النامية المتضررة من التغيرات المناخية، مشيرا إلى التنسيق والتعاون بين مصر وكندا فيما يتعلق بالمناخ.
وأوضح أن السفارة الكندية نظمت قبل أيام حلقة نقاشية بعنوان “عام بعد كوب 27: إنجازات مصر وتحدياتها” حيث تمت مناقشة ما تحقق خلال الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر المناخ وما يجب أن نتوقعه خلال الدورة الثامنة والعشرين التي تترأسها الإمارات العربية المتحدة.
وقال إنه يتعين التركيز على الطاقة المتجددة حيث إن بلاده تعتمد على توليد الكهرباء بنسبة 60% من الطاقة الكهرومائية وفي بعض المقاطعات كمقاطعة “كيبيك” فالنسبة تصل إلى 99%.
وبالنسبة للطفرة التنموية الكبيرة التي حققتها مصر والمشروعات العملاقة خاصة في قطاعي النقل والبنية التحتية، وصف السفير الكندي العاصمة الإدارية الجديدة بأنها “مبهرة ورائعة” وما يتم تحقيقه “لا يصدق” في العاصمة، مشيرا إلى أنه رافق قبل أسابيع وزير التنمية الدولية الكندي خلال زيارته إلى العاصمة الإدارية؛ حيث اجتمع مع وزيرة التعاون الدولي رانيا المشاط بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وأشار سفير كندا بالقاهرة إلى أن الاقتصاد المصري تأثر بالأحداث الدولية والإقليمية بما في ذلك الحرب في أوكرانيا، مشيدا بمبادرة “حياة كريمة”، مؤكدا أن كندا التي تعد شريكا لمصر تدعمها لتحقيق أهدافها المنشودة.
وفيما يتعلق بالتعاون السياحي، قال إن هناك العديد من السائحين الكنديين يهتمون بزيارة مصر والحكومة الكندية تشجعهم على ذلك.
وأشار إلى وجود خط ملاحي بين القاهرة وتورونتو، وخلال فصل الصيف هناك رحلات يتم تسيرها بين القاهرة ومونتريال، لافتا إلى أن هذه الرحلات تكون كاملة العدد ليس فقط بالمصريين الكنديين الذين يقومون بزيارة عائلاتهم بل بالمواطنين الكنديين الذين يرغبون في زيارة المناطق السياحية التي تذخر بها مصر.
وعن التعاون بين البلدين في قطاع التعليم، أشار السفير لوي دوما إلى وجود العديد من المدارس الكندية التي يدرس بها أكثر من 12 ألف طالب بخلاف عدد من الجامعات الكندية في مصر، مشيرا إلى أن هناك حرما للجامعة الكندية بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وأشار إلى أن هناك برنامج تعاون مع وزارة الاتصالات المصرية يتيح لمائتي طالب مصري دراسة الماجستير فى القرية الذكية بالتعاون مع جامعة أوتاوا الكندية في مجال الذكاء الاصطناعي والحاسبات.