قمة المناخ وحقوق الانسان في غزة
دكتور: السيد مرسى
انعقد فى دبى قمة المناخ “COP28، لبحث تطورات تأثيرات التلوث البيئي وخطورة تداعياته على الكرة الأرضية بأسرها، بمعنى أن تجاهل التغيرات المناخية أو تجاهل تأثيراتها، يحرم التمتع الكامل والفعلي بمجموعة متنوعة من حقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في الحياة، والحق في الحصول على المياه وخدمات الصرف الصحي، والحق في الغذاء، والحق في الصحة، والحق في السكن، والحق في تقرير المصير، والحق في الثقافة، والحق في التنمية. ويقع على عاتق الدول الإلتزام في مجال حقوق الإنسان يقضي بمنع الآثار السلبية المتوقعة لتغير المناخ، وضمان أن يتمتّع الأشخاص المتضررين منه، لا سيّما من يعيش أوضاعًا هشّة، بإمكانية الوصول إلى التعويضات ووسائل التكيف الفعالة لعيش حياة كريمة، تلك دوافع إنسانية لا يمكن أن نتصورها في ظل انتهاك للبيئة من دمار وتدمير في غزة الغاشم لن تبقى معها بيئة نظيفة أو مناخ نظيفا للأبناء والأحفاد في مستقبل قريب ، ويتساءل البعض مستنكرا، عن العلاقة القانونية بين مؤتمر المناخ والحرب في غزة ؟ والإجابة ببساطة إذا كان المؤتمر يدعو الى عدم تجاهل التغيرات المناخية، لماذا تجاهل التغيرات المناخية الصارخة في غزة من حيث هدم البيوت وتجريف المزارع والأشجار وتدمير للبنية التحتية وتشريد العائلات وقتل النساء والأطفال والرجال وتدمير المستشفيات والمساجد والكنائس والدور ، وهذا مخالف للمادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان “يولد جميع الناس أحرارًا ومتساوين في الكرامة والحقوق.” والتحرّر من التمييز وكذلك بالمادة الثانية منه هو ما يضمن هذه المساواة.” وكذلك المادة 3 “لكل فرد الحق في الحياة والحرية وأمن على شخصه.” وأيضا المادة 6 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ” الحق في الحياة حق ملازم لكل إنسان. وعلى القانون أن يحمى هذا الحق. ولا يجوز حرمان أحد من حياته تعسفا” ، ونصت المواد 59 و60 من حقوق الانسان بالدستور المصرى ، المادة 59 “الحياة الآمنة حق لكل إنسان، وتلتزم الدولة بتوفير الأمن والطمأنينة لمواطنيها، ولكل مقيم على أراضيها”و المادة 60 “لجسد الإنسان حرمة، والاعتداء عليه، أو تشويهه ، أو التمثيل به، جريمة يعاقب عليها القانون ” وتقابل هذه المواد بالمواثيق الدولية لحقوق الانسان : المادة 3من الإعلان العالمي لحقوق الانسان ، المادة 7من اتفاقية الحقوق المدنية والسياسية ، المادة 4 من الميثاق الإفريقي لحقوق الانسان ، ما سبق الضمان للمشاركة الفاعلة والمستديمة للمواطن في جميع مجالات الحياة .
ومن اكثر ما يثير السخرية هذه الحفاوة بأبناء صهيون ومن يناصرهم من الامريكان والغرب داخل مؤتمر قمة المناخ COP28 بدولة الإمارات الشقيقة، فبعد أن رأينا الرئيس الأمريكي يزور إسرائيل فى الأسبوع الأول من العدوان، وهو أول رئيس أمريكي يزور إسرائيل، وهى فى حالة حرب، ومن بعده وزير الدفاع لويد أوستن ليعلن أن المخازن الأمريكية مفتوحة أمام الجيش الإسرائيلي ليأخذ منها ما يريد. وقبله جاء وزير الخارجية أنتونى بلينكن ليعلن أنه جاء إسرائيل بصفته يهوديا وليس كوزير لخارجية الولايات المتحدة !!!
فأمام هذه التجاوزات نشير إلى أن تحقيق السلم والأمن في أي مجتمع لا بد وأن يرتبط ارتباطا وثيقا بحقوق الإنسان، فحقوق الإنسان هي الضمان للمشاركة الفاعلة والمستديمة للمواطن في جميع مجالات الحياة.
الى اللقاء: دكتور: السيد مرسى