آراء وتحليلات

قتل الحقيقة

كتبها عادل رستم
دأبت إسرائيل على استهداف الصحفيين وامتد ذلك إلى اسرهم في حرب غزة الأخيرة مما يشكل منعطفا خطيرا في اغتيال الكلمة ومحاولة لترهيب الصحفيين لممارسة مهنة إظهار الحقيقة …
وربما كان اغتيال الاعلامية شيرين ابوعاقلة والذي مثل علامة بارزة ولاقى استنكار عالمي كبير ولكن وللأسف برغم ان كل الادلة التي اثبتت القتل العمد الا ان الأمر لم يتعدى الاستنكار والشجب .. وهنا يجب أن ننتبه عمن نتحدث وعن اي عالم متحضر ذلك الذي يتغاضى عن قتل الأبرياء وبغض الطرف ان كان من جانب إسرائيل وان كان من طرف عربي مثلا اصطف ورغى وازبد وربما فرض عقوبات ..
ان مايسمى بالعالم المتحضر اصيب بالعمى العفن والتردي الأخلاقي وغابت القيم ومايسمى بحقوق الصحفيين وعدم المساس بهم .
وكانت منظمة “مراسلون بلا حدود”، غير الحكومية كانت قد اعلنت، أنها رفعت دعوى أمام المحكمة الجنائية الدولية بشأن ارتكاب “جرائم حرب” بحق صحفيين خلال الاقتتال الدائر بين حركة حماس وإسرائيل.
وجاء في بيان للمنظمة “قدّمت مراسلون بلا حدود شكوى تتعلق بجرائم حرب إلى مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في 31 أكتوبر 2023، تتضمّن تفاصيل حالات 9 صحفيين قتلوا منذ السابع من أكتوبر، واثنين أصيبا أثناء ممارسة عملهم”.
ويبدو أن شبكة الجزيرة وبشكل خاص قد نالها النصيب الأكبر من استهداف صحفييها واخرهم والد الصحفي انس الشريف وقبله عائلة مؤمن الشرافي وعائلة وائل الدحدوح .
وهناك احصائية تقول ان حرب غزة اظهرت انه بمعدل سقوط صحفى واحد يوميا فى الحرب الإسرائيلية على غزة و أكد أنتونى بلانجر الأمين العام للاتحاد الدولى للصحفيين أن الصراع فى غزة لا يقارن بنظرائه فيما يتعلق بعدد الوفيات بين الصحفيين والعاملين فى المؤسسات الإعلامية. وذكر تقرير لوكالة أنباء«أسوشييتدبرس» أن نحو ٦٠ صحفيا قتلوا منذ اندلاع الحرب فى السابع من أكتوبر الماضى ، وهو رقم يقارب أعداد الصحفيين الذين قتلوا فى حرب فيتنام بأكملها فى القرن الماضي. أما الحروب الأخرى الضارية بالشرق الأوسط فلا تقارن نهائيا فى ضراوتها مع ما يجرى حاليا فى غزة.
تلك الحقائق وهذه المرة يجب أن لاتمر دون عقاب .. ويجب أن نخصص يوما للاعراب عن المنا الشديد لفقد كتاب الحقيقة ومذيعيها .. وان نرى المتهمون يحاكمون على جرائمهم وان لاتشغلنا فظاعة الحرب على عزة من دعم تحرك اكبر لحماية الصحفيين في كل مكان وعقاب كل من يعمل بالمس بهم ..
اجعلو يوما للتضامن معهم … واستمروا في النضال من أجلهم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *