نعيب زماننا
كتبه عادل رستم …
انا من جيل عشق الصحافة والادب وكنت مواظبا لشراء الكتب من سور الازبكية وهو في قلب القاهرة.. (حيث يشع سور الأزبكية بنوره ودوره الثقافي منذ بدايته عام 1907 . . علي مدي أكثر من قرن من الزمان.. السور الذي حمل علي عاتقة مسئولية ثقافة شعب علي مدي عقود منذ نشأته في مطلع القرن الماضي ، فالقراءة والكتاب من الأمور الأساسيّة لنهضة الشعوب على اختلافها وتنوّعها ، فقال أمير الشعراء أحمد شوقى : أَنا مَن بَدَّلَ بِالكُتبِ الصِحابا لَم أَجِد لي وفِيًا إِلا الكِتابا .. وقد شكل سور الأزبكية حالة ثقافية ومعرفية نادرة .. شكّل سوقا رائجة للكتب التي تجمع بين الثمن الزهيد والندرة في الوقت نفسه ، ويعد علامة من علامات القاهرة الثقافية )
منه قرأت لكبار كتاب مصر والعالم العربي والغربي وتشكل وجداني مع كل سطر كنت اقرءه ..
عشنا زمنا ثريا لكتاب كانو بحق يمثلون قادة للتنوير
قرأت لنجيب محفوظ وانيس منصور وإحسان عبد القدوس وطه حسين ويحيي حقي ومحمود تيمور وغيرهم ….
كنت ايضا وبشكل دائم قاريء لثلاثية الصحافة المصرية اخبار اهرام جمهورية
واليوم غاب مايمكن بتسميتهم كتاب الوعي .
نعم كانت لدينا صحافة بحق وكتاب بحق يعرفون للكلام موضعه وللوطن حقه وفي نقاشاتنا ونحن شباب كنا ننقسم هذا يقرأ للكاتب محمد حسنين هيكل واخر يقرأ للكاتب سلامه أحمد سلامه واخر لموسى صبري ومصطفى امين وانيس منصور وغيرهم ..
اما اليوم …….وعفوا فقد لا أذكر إلا رحمه الله احمد خالد توفيق وربما قبله بسنوات اسامه انور عكاشة
كانوا وغيرهم كثر يمثلون القوى الناعمة المصرية وكان كل واحد منهم مدرسة كان بعضهم يتولى مسئولية وزير للتعليم او وزير الثقافة ..
تأثيرهم الثقافي تعدى حدود الوطن وصولا للمحيط العربي والعالمي ايضا
واليوم ورغم كل مانملكه من وسائل التكنولوجيا الحديثة للاسف الشديد لم نعد كما كنا ..
ربما ماطرحتة اليوم يفتح ملفا مهما وخاصة ان قضيتنا المصيرية هي الوعي ثم الوعي ثم الوعي وحتى لانردد
نعيب زماننا والعيب فينا