آراء وتحليلات

الرواق الأزهرى مشكاة بالإسكندرية

دكتور / السيد مرسى

أحسبني لست في حاجة الى بيان مدى أهمية الأزهر الشريف كهيئة علمية إسلامية ، والمؤسسة الدينية الأكبر في مصر والعالم الإسلامي قاطبة ، يقع مقرها الرئيسي بمبنى مشيخة الأزهربالقاهرة ، وتم إنشاء الجامع الأزهر على يد جوهر الصقلي قائد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله في 24 جمادى الأولى 359هـ ، الرابع من أبريل 970م أي بعد عام من تأسيس مدينة القاهرة، واستغرق بناؤه ما يقرب من 27 شهرًا، حيث افتُتِح للصلاة في يوم الجمعة 7 رمضان 361هـ الموافق 21 يونيه 972م، وما لبث أن تحول إلى جامعة علمية، وأُطلق عليه اسم الجامع الأزهر ، ويُعتبر ثالث أقدم جامعة في العالم بعد جامعتي الزيتونة والقرويين، ومؤسسة الأزهر بشكلها الحالي أُعيد تنظيمها طبقًا للقانون رقم 10 لسنة 1911 والمعدل بقانوني رقم 32 و33 لسنة 1923 ثم قانون رقم 103 لسنة 1961والذي نص على أن الأزهر هو الهيئة العلمية الإسلامية الكبرى التي تقوم على حفظ التراث الإسلامي ودراسته، وله شخصيته المعنوية المستقلة.
ولأجل حفظ التراث الإسلامي ودراسته وتجليته ونشره، انطلقت الأروقة العلمية بالجامع الأزهر بناء على مبادرة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قبل سنوات؛ لإعادة إحياء الأروقة الأزهرية؛ لتمارس دورها التاريخي في تقديم وتيسير شرح العلوم الشرعية والعربية، وفق المنهج الأزهري الوسطي وفق ما جاء بالقانون رقم 103 لسنة 1961 بشأن تنظيم الازهر والهيئات التي يشملها وجاءت المادة الثانية منه – الازهر هو الهيئة العلمية الاسلامية الكبرى التى تقوم على حفظ وصيانة ونشر أمانة الرسالة الاسلامية الى مصر وكل الشعوب ، من أجل الإرتقاء بالحضارة وكفالة الأمن والطمأنينة وراحة النفس لكل الناس فى الدنيا وفى الآخرة ، وتزويد العالم الإسلامي والوطن العربى بالمختصين واصحاب الرأى فيما يتصل بالشريعة الاسلامية والثقافة الدينية والعربية ولغة القران ، وتخريج علماء عاملين متفقهين فى الدين يجمعون الى الايمان بالله والثقة بالنفس وقوة الروح ، كفاية علمية وعملية ومهنية لتأكيد الصلة بين الدين والحياة ، والربط بين العقيدة والسلوك ، وتأهيل عالم الدين للمشاركة فى كل اسباب النشاط والانتاج والقدوة الطيبة ، وعالم الدنيا للمشاركة فى الدعوة الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة .
من خلال هذه الجهود المباركة حظيت محافظة الاسكندرية. في هذه الأيام وتحديدا في يوم 17 ديسمبر 2023 بمصابيح أزهرية من خلال افتتاح الدراسة برواق العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر والفروع الخارجية وذلك برعاية ومباركة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر ، وحرصه على إتاحة الفرصة لراغبي العلوم الشرعية والعربية طبقًا للمنهج الوسطى المعتدل، وباعتماد فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر، وبإشراف أ.د عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر وفضيلة الأستاذ الدكتور هاني عودة عواد المدير العام للجامع الأزهر الشريف ، وإشراف من فضيلة الدكتور عبد العزيز ابو خزيمه ، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة الإسكندرية الأزهرية والأستاذ محمود ماهر مدير إدارة الرواق والذى أشار لنا بأن الدراسة برواق العلوم الشرعية والعربية تتوفر بنظامي الحضور المباشر وعن بُعد تسهيلًا على الدارسين في ١٦ محافظة، وكذلك تم تهيئة مقر بكل محافظة من تلك المحافظات لاستقبال الدارسين، بينما يُعقد نظام الدراسة عن بعد ب ٢٧ محافظة عبر قنوات التيليجرام التي خصصتها الإدارة العامة للجامع الأزهر لبث المحاضرات والمواد التعليمية من خلالها.وفي نفس السياق قد أوضح د. عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، أن الالتحاق بالدراسة في رواق العلوم الشرعية والعربية مجانا ولجميع الأعمار، ويقوم بالتدريس نخبة من أساتذة جامعة الأزهر.
وفى الأخير ليعلم القاصى والدانى أن جهود الأزهر الشريف بأروقته منتشرة فى مصرنا المحروسة وليس القاهرة فحسب.. جهود طيبة مباركة من علمائنا الأكارم الأجلاء.. ومن الدارسين بهذه الأروقة لهم كل الدعوات والأماني بالتوفيق والسداد.
إلى اللقاء : دكتور / السيد مرسى

.

 

مقالات ذات صلة