دلالالت زيارة رئيس الصومال للقاهرة.. محلل لـ الشروق: مصر حاضرة بقوة في قضايا إفريقيا
قال الدكتور حسن مرهج، الخبير في شئون الشرق الأوسط، إن زيارة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، إلى القاهرة ولقائه الرئيس السيسي قد نجحت، وخاصة في اختيار توقيتها الذي يحمل دلالات مهمة.
وأضاف مرهج، في تصريحات لـ”الشروق”، أن الزيارة تؤكد أن مصر حاضرة بقوة في القارة الإفريقية، لا سيما أن مجالات التعاون بين البلدين هي مجالات متعددة، لكن الأبعاد السياسية للزيارة تصطدم بأبعاد أخرى في هذا الإطار وتحديدا بالتطورات المرتبطة في عموم المنطقة.
* مصر حاضرة بقوة في إفريقيا
أكد مرهج، أن مصر لديها حضور قوي في القارة الإفريقية، استنادا الى الأبعاد التاريخية للدور المصري في القارة، فضلا عن طبيعة العلاقات التي تجمع مصر بدول القارة لا سيما جيبوتي والصومال.
وأوضح أن زيارة الرئيس الصومالي للقاهرة تحمل أبعادًا استراتيجية مُهمة في إطار التأكيد على الحرص المصري-الصومالي على تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين على كافة الأصعدة، مستعرضا مجالات التعاون بين البلدين، ففي الصعيد الدبلوماسي؛ ترتبط مصر والصومال بعلاقات سياسية قوية في الآونة الأخيرة، ويتضح ذلك من خلال بناء روابط أخوية على المستوى الرئاسي، وحرص الرئيس السيسي خلال القمة الثنائية التي انعقدت بقصر الاتحادية على تهنئة نظيره الصومالي حسن شيخ محمود، بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية الصومالية التي انعقدت في مايو 2022. كما نجد أن هناك مؤشرًا آخر يتمثل في الزيارات رفيعة المستوى التي قام بها المسئولون المصريون للصومال.
وتابع مرهج: “على الصعيد الأمني هناك تعاون مصري صومالي في المجال الأمني، ويظهر ذلك في تدريب الضباط الصوماليين بالتعاون مع القوات المسلحة المصرية، إذ إن الصومال بحاجة إلى الدعم المصري في الملف الأمني، نظرًا لتزايد هجمات حركة الشباب في الداخل الصومالي، ولذا فالتعاون بين البلدين سيساهم في بناء قدرات الأجهزة الأمنية الصومالية، بحيث تكون قادرة على مجابهة التحديات الأمنية.
* تطورات الأوضاع في البحر الأحمر
ذكر مرهج، أن منطقة البحر الأحمر تشهد حاليًا تطورات متعددة ومتنوعة، من بينها التوترات الجيوسياسية والأمنية، والتحديات الاقتصادية وتعد هذه التطورات ذات أهمية كبيرة على المستوى الإقليمي والدولي، نظرًا لأن المنطقة تمثل ممرًا حيويًا للتجارة العالمية والنفط والغاز، لافتا إلى أن التحديات الأمنية تشمل التهديدات الإرهابية والقرصنة البحرية، وتزايد التوترات بين الدول المجاورة، مثل مصر والسودان وإثيوبيا.
وأكمل: “التطورات الأخيرة في البحر الأحمر تأتي في إطار تحقيق الردع وتوازن المصالح، بمعنى البحث عن معادلات جديدة من قبل القوى الإقليمية والدولية في مشهد البحر الأحمر نظرا للأهمية الجيو- استراتيجية لمنطقة البحر الأحمر.
واعتبر أن قمة الرئيس الصومالي ونظيره المصري ساهمت في تقريب وجهات النظر حيال عدد من الملفات الإقليمية محل الاهتمام المُشترك، لا سيما أن إثيوبيا تريد أن تسيطر على منطقة القرن الإفريقي ودول حوض النيل ومنطقة شرق إفريقيا لتسجل حضورها الكبير، لكن الاتفاق سابق الذكر لم يلق قبولا في الداخل الصومالي ويعتبر غير رسمي وغير مشروع؛ لأنه تم على أرض شمال الصومال، وسيكون له تأثير مباشر سواء على الصومال أو مصر.
وفيما يتعلق بملف سد النهضة؛ أشار مرهج، إلى أنه تم التوافق بين الرئيسين المصري والصومالي على ملف سد النهضة، إذ تهدد السياسات الأثيوبية مصالح جميع دول القارة الإفريقية.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى، قد أكد أن مصر لن تسمح بأى تهديد للصومال وأمنه، مجددا الرفض للاتفاق الموقع بين إقليم أرض الصومال وإثيوبيا مؤخرا بشأن الاستحواذ على ميناء فى البحر الأحمر، وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك، مساء الأحد، جمعه بالرئيس الصومالي الذي أجرى زيارة هامة للقاهرة.
ووقّع إقليم أرض الصومال «مذكرة تفاهم» في مطلع يناير الجاري، تُمنح بموجبها إثيوبيا حق استخدام واجهة بحرية بطول 20 كيلومتراً من أراضيه لمدة 50 عاماً، وفقا لما نشرت الشرق الأوسط اللندنية.
* الصومال: مستعدون للحرب
بحسب تقرير للصحيفة، تسعى إثيوبيا (التي ليست لها منافذ مائية) لتأمين منفذ بحري حُرمت منه منذ 30 عاما بعد استقلال إريتريا عنها عام 1993؛ لكن حكومة مقديشو، ردّت بأنها ستتصدى لهذه الاتفاقية بكافة الوسائل القانونية وعدّتها عدواناً وانتهاكاً صارخاً لسيادتها وأمنها.
وقال أحد كبار مستشاري الرئيس الصومالي، لصحيفة “الجارديان” البريطانية، إن الصومال مستعدة لخوض الحرب لمنع إثيوبيا من الاعتراف بإقليم الصوماليلاند الانفصالي وبناء ميناء هناك.