مفتي الجمهورية : الشيخ محمد بخيت المطيعي رائد ومؤسس الفتوى الحقيقي
وتحدث خلال الندوة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، وحاوره وأدار الندوة الإعلامي والكاتب الصحفي حمدي رزق.
واستهل حمدي رزق كلمته بالإشارة لدور دار الإفتاء المصرية العظيم، قائلًا: “عندما جاء الوباء تجلت دار الإفتاء بمراجعها”، مشيرًا إلى دور شوقي علام، والذي وصفه بأنه مفتي لا يقف حائرًا أمام الاستنساخ، ولا يخجل من الذكاء الاصطناعي، كما أن دار الإفتاء زاخرة بعلمائها الأجلاء.
بدوره، وجه علام، الشكر للقائمين على معرض الكتاب والحضور الكريم، وتحدث عن أن الشيخ محمد بخيت المطيعي مفتي مصر الأسبق كان رائدًا ومؤسسًا حقيقيًا، فهو الأستاذ الكبير الذي استفاد منه رواد العلم، واستطاع بجدارة معالجة قضايا عصره، وتحرك في أرض الواقع بأحكام الشريعة.
وأضاف: الشيخ بخيت أنتج في ست سنوات 2028 فتوى تعد مرجعًا وميراثًا لنا، وظل يفتي إلى أن توفاه الله، ونشرت فتاواه في مواقع ومجلات عدة ظلت نقطة ضوء لنا من بعده، فمنهجه يندر أن يأتي الزمان بمثله؛ لأنه كان مهتمًا بالتدقيق في فهم الواقع، لافتا إلى أنه ترك ميراثا إفتائيا كبيرا، وكان قرينًا لمشايخ كبار لهم أثر كبير يُدرس في علوم الفتوى من بينهم زميل دراسته الشيخ محمد عبده، والعالم الكبير المحقق الشيخ محمد مصطفى المراغي أول من تولى القضاء، وكان قاضي القضاة في مصر والسودان، وأول من تولى الأزهر الشريف في سن صغيرة”.
وأشار إلى أن الشيخ محمد المطيعي رائد في معالجة القضايا المعاصرة في زمنه، متابعًا: “كان يفهم في التراكيب الكيميائية، ولاحظت ذلك لمعرفته تفاصيل تركيبة الكحول عندما استفتوه في استخدامه، وقال لا حرج، والآن دار الإفتاء نجحت في إيجاد علاقة مشتركة بين العلوم المختلفة، فبعض الفتاوى عندما تصدر نجد لها حراكًا علميًا”.
وأشار علام إلى أن الحركة العلمية في مصر يقظة، والشيخ محمد بخيت المطيعي رائد القضايا المعاصرة الدقيقة التي ربما لم يتصدى لها أحد في زمنه، فكان عالم صاحب فكر متطور ومتجدد.
ولفت إلى أن الشيخ المطيعي، نالته الانتقادات في بعض الفتاوى، ولكن في المقابل حظيت فتاويه بتأييد كبير بعدما تناولت ما لم يتناوله أحد في عصره.
وعلى جانب آخر، استعرض المفتي مواقف المطيعي الوطنية في أثناء ثورة 1919 عندما طالب الشعب المصري بالاستقلال وأتت لجنة من بريطانيا لتدرس الواقع المصري، ودعا المطيعي المصريين بمقاطعة هذه اللجنة، ولذلك ذهب رئيس اللجنة له في بيته وتناقشا معًا، واستطاع أن يحبط كيده، فقد كان يعتز بمصريته في الحوار ويرفض العبارات الفضفاضة.