كيف صارت «نحن العالم» الأغنية الأبدية بالنسبة للنجم ليونيل ريتشي؟
أثناء عرض أقيم مؤخرا لفيلم وثائقي جديد بشأن أغنية “وي آر ذا وورلد” (نحن العالم) الجماعية الشهيرة التي تم إنتاجها في عام 1985، وجد المغني الأمريكي ليونيل ريتشي أن هناك شعورا بالقلق يسيطر عليه، ويستمر حتى الآن رغم مرور نحو أربعة عقود على طرح هذه الأغنية التي تم توجيه دخلها لصالح الأعمال الخيرية، وضمت عددا كبيرا من صفوة النجوم.
ونقلت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية في تقرير لها، عن نجم موسيقى الـ “بوب” والـ “سول” المخضرم /74 عاما/، قوله بشأن جلسة التسجيل التي استمرت لليلة واحدة، والتي شارك بها 46 فنانا من المشاهير في استوديوهات “إيه آند إم” العريقة بشارع “لا بري أفينيو” في 28 من يناير عام 1985: “عليكم أن تفهموا أن النجاح في إنجاز ذلك كان أمرا مستحيلا”.
وقد كانت المهمة – التي تزامنت مع تدفق عدد كبير من النجوم الموهوبين إلى لوس أنجلوس لحضور حفل توزيع جوائز “أمريكيان ميوزيك أواردز” الذي كان يتم بثه في ذلك المساء على شاشات التليفزيون على الهواء مباشرة – هي تصوير الأغنية التي كتبها ريتشي مع نجم البوب الأسطوري الراحل مايكل جاكسون، سويا، من أجل جمع الأموال لإغاثة المنكوبين من المجاعات في أفريقيا. وكان التحدي يتلخص في كيفية إنجاز المهمة بمشاركة نجوم الصف الأول المتجمعين في المكان للمشاركة في حفل توزيع الجوائز، قبل أن يتفرقوا في صباح اليوم التالي.
ومن بين النجوم الأشهر في الولايات المتحدة والعالم، ممن شاركوا في الاغنية: نجم الروك بروس سبرينجستين /74 عاما/، والنجم ستيفي ووندر /73 عاما/، والفنان الشهير بول سايمون /82 عاما/، والمغنية والممثلة سيندي لاوبر /70 عاما/، ونجم الروك بيلي جويل /74 عاما/، ونجمة الروك الاشهر تينا تيرنر /83 ععاما/، والنجم هيوي لويس /73 عاما/، والفنان الراحل كيني روجرز /81 عاما/، والنجم بوب ديلان /82 عاما/، وجميعهم كانوا تحت إشراف المنتج المخضرم كوينسي جونز /90 عاما/.
ويقول ريتشي، الذي كان يتذكر أنه لم يكن يبعد عينيه عن ساعة كانت معلقة على الحائط في استوديو التسجيل عند حوالي الساعة الثانية صباحا، حيث كان يدرك حجم العمل المتبقي والذي يتعين إنجازه: “لقد قام الرفاق (الفنانون) بحجز التذاكر من أجل العودة إلى ديارهم، ولم يكن لدينا يوم آخر لإنجاز ذلك… لذلك كنت أحدث نفسي أثناء تصوير الاغنية قائلا /يا إلهي، نحن في ورطة/. أنا أتعرق الآن رغم حدوث ذلك قبل 40 عاما… كان علي أن أذكر نفسي قائلا /إن الأغنية قد تم طرحها بالفعل يا ليونيل. لقد كانت ناجحة. لقد فعلناها/”.
وفي الواقع، حققت الأغنية نجاحا ساحقا فور طرحها، حيث بيع منها 800 ألف نسخة خلال ثلاثة أيام فقط، كما تصدرت قائمة “بيلبورد هوت 100” لأفضل 100 أغنية، لمدة أربعة أسابيع متتالية. وتم اعتماد الأغنية لصالح “يو. إس. إيه فور أفريكا”، وهي مؤسسة غير ربحية تقوم بتقديم المساعدات الغذائية والإغاثية للمتضررين من المجاعات في أفريقيا. وفازت الاغنية بجائزتي “جرامي” من فئة أفضل تسجيل وأغنية العام؛ كما يقال إنها ساهمت في جمع عشرات الملايين من الدولارات من المساعدات الإنسانية التي كانت هناك حاجة شديدة إليها.
أما الآن، فتعد هذه التحفة الفنية الشهيرة التي تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، هي محور النقاش في “ذا جريتست نايت إن بوب” (أعظم ليلة في موسيقى البوب)، وهو عمل وثائقي موسيقي مسلي ومؤثر بصورة مدهشة، يقدمه المخرج باو نجوين، وتم عرضه لأول مرة في يناير 2024، ضمن فعاليات مهرجان “صن دانس السينمائي” في بارك سيتي بولاية يوتا – وهو المهرجان الابرز في أمريكا الشمالية – قبل أن يتم عرضه في وقت لاحق على منصة “نتفليكس” للترفيه عبر الإنترنت.
وبالاعتماد على لقطات أرشيفية ومقابلات جديدة تمت مع ريتشي وسبرينجستين ولاوبر، بالاضافة إلى آخرين، يقدم الفيلم وصفا غامرا وغنيا بالتفاصيل عما حدث من ملابسات لتصوير الأغنية الشيقة – وذلك ليس فقط في ذلك المساء باستوديوهات “إيه آند إم”، ولكن أيضا على مدار أسابيع من التخطيط المسبق، الذي كان مطلوبا لتحديد من يجب ضمه للفيلم، وأين ومتى يتم ذلك، بالاضافة إلى كيفية الحفاظ على السرية.
وكما يظهر الفيلم الوثائقي، فقد تم تصور أغنية “وي آر ذا وورلد” بوصفها نوعا من النظير الأمريكي لأغنية “دو ذي نو إيتس كريسماس؟” (هل يعلمون إنه الكريسماس؟)، التي أيضا تم توجيه دخلها لصالح الاعمال الخيرية البريطانية في أواخر عام 1984، وضمت مجموعة كبيرة من صفوة النجوم، من أمثال الراحل جورج مايكل /53 عاما/ وفيل كولينز /73 عاما/ وستينج /72 عاما/، إلى جانب آخرين.