هل كانت رحلة الإسراء والمعراج بالروح أم بالجسد؟ دار الإفتاء تجيب
أعلنت د ار الإفتاء المصرية أن اليوم الأربعاء الموافق 27 من شهر رجب هو ذكرى الإسراء والمعراج.
وأعلنت دار الإفتاء، أمس، إطلاق صفحة إلكترونية مختصة بالقضية الفلسطينية، بناءً على توجيهات الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- لدعم القضية بكل الإمكانات المتاحة خاصة في إطار الاستفادة من التطور التقني والتفوق الإعلامي لموقع دار الإفتاء المصرية وانطلاقًا من موقف مصر الريادي.
وأكدت دار الإفتاء في بيانها أن هذه الخطوة التي تأتي مواكبةً لذكرى الإسراء والمعراج، وتذكيرًا بمسرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، تُمثل تجسيدًا لالتزام مصر العميق بدعم فلسطين وشعبها، مستخدمةً في ذلك أحدث الوسائل التقنية والمنابر الإعلامية.
* هل كان المعراج بالروح أم بالجسد؟
ورد سؤال على الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية عن هل صعد الرسول الكريم في رحلة الإسراء والمعراج إلى السماوات العلا بالجسد والروح، أم كان رؤيا منامية؟
وأجاب الدكتور محمد علي جمعة قائلا إن الإسراء والمعراج معجزة اختص الله بها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم تكريمًا له وبيانًا لشرفه صلى الله عليه وآله وسلم وليطلعه على بعض آياته الكبرى.
واستشهد جمعة بقوله تعالى في سورتي الإسراء والنجم على الترتيب: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾.
قال تعالى: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ۞ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ۞ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ۞ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ۞ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ۞ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى ۞ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ۞ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ۞ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ۞ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ۞ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ۞ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى ۞ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ۞ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ۞ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ۞ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ۞ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ۞ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾.
واتفق جمهور العلماء على أن الإسراء حدث بالروح والجسد؛ لأن القرآن صرَّح به؛ لقوله تعالى في القرآن: ﴿أَسْرىَ بِعَبْدِهِ﴾ فكلمة العبد لا تطلق إلا على الروح والجسد.
وأوضح فضيلته ان الإسراء تحدث عنه القرآن الكريم والسنة المطهرة، ويمكن مراجعة الأحاديث التي وردت في مظانها.
وأما المعراج فاوضح فضيلته أنه وقع خلاف فيه هل كان بالجسد أم بالروح -أي رؤيا منامية-، وأن جمهور العلماء من المحققين اتفقوا على أن المعراج وقع بالجسد والروح يقظة في ليلة واحدة، مشيرا إلى أن ما يراه بعض العلماء من أن المعراج كان بالروح فقط أو رؤيا منامية فإن هذا الرأي لا يعوَّل عليه؛ لأن الله عز وجل قادرٌ على أن يعرج بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بجسده وروحه كما أسرى به بجسده وروحه.
وتابع: “إذا كان القرآن الكريم قد تحدث عن الإسراء صراحة وعن المعراج ضمنًا، فإن السنة جاءت مصرحة بالأمرين الإسراء والمعراج”.
وذهب جمهور العلماء سلفًا وخلفًا على أن الإسراء والمعراج كانا في ليلة واحدة وأن الإسراء حدث بالروح والجسد معًا.
* ماهو الإسراء والمعراج
الإسراء هو السير ليلًا بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من المسجد الحرام بمكة إلى بيت المقدس بالشام، والمِعْراجُ هو عروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من بيت المقدس “المسجد الأقصى” أولى القبلتين إلى السماوات، حتى سدرة المنتهى، اي مستوى سمع فيه الرسول عليه السلام صريف الأقلام، ومر على سموات سلم خلالها على أنبياء وبينهم النبي ابراهيم عليه السلام.
وتعتبر الإسراء والمعراج رحلتان قدسيتان من المعجزات الكبرى والخوارق للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي من الحجج الدالة على صدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والتي يجب الاعتقاد بوقوعها.
ورحلة الإسراء والمعراج رحلة إلهية ومعجزة نبوية لا تقاس بمقاييس البشر وقوانينهم المحدودة بالزمان والمكان، بل على قدرة من أراد لها أن تكون وهو الخالق جل جلاله.