الأعلى للثقافة يبحث تطوير التعليم الجغرافي في المؤسسات التعليمية المصرية
عقدت لجنة الجغرافيا والبيئة بالمجلس الأعلى للثقافة ومقررها الدكتور عطية الطنطاوي، بالتعاون مع لجنة التربية وعلم النفس ومقررها الدكتور معتز سيد عبد الله، ندوة بعنوان “رؤية مقترحة للتعليم الجغرافي والتربية البيئية في المناهج الدراسية”.
أدار الندوة: الدكتور عطية الطنطاوي عميد كلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة ومقرر لجنة الجغرافيا والبيئة.
وشارك في الندوة الدكتور محمد أمين المفتي، الأستاذ المتفرغ بقسم المناهج بكلية التربية، جامعة عين شمس وعضو لجنة التربية وعلم النفس.
والدكتور عبد المسيح سمعان، أستاذ الدراسات البيئية بجامعة عين شمس وعضو لجنة الجغرافيا والبيئة، والدكتور لطفي كمال عزاز، رئيس قسم الجغرافيا بكلية الآداب جامعة المنوفية.
وعقب على الندوة الدكتور فتحي عبد العزيز أبو راضي، أستاذ الجغرافيا الطبيعية وعميد كلية الآداب جامعة الإسكندرية الأسبق وعضو لجنة الجغرافيا والبيئة.
أشار الدكتور عطية الطنطاوي إلى أهمية صياغة رؤية جديدة للتعليم الجغرافي والتربية البيئية في المناهج الدراسية، لإبعاد الاتهام الذي التصق بالجغرافيا من أنها علم جاف، موضحًا أن التفريق بين الجغرافيا والبيئة يكاد يكون مستحيلًا، ومؤكدًا أهمية توعية الفرد بالمكان الذي يعيش فيه، فإذا عرف الإنسان قيمة مكانه لتمسَّك به.
وتحدث الدكتور محمد أمين المفتي عن التحولات التي حدثت لعلم الجغرافيا موضحًا أن هذا المجال (تربويات الجغرافيا) يعنى بكيفية اختيار موضوعات مناهج الجغرافيا وكيف يتم تدريسها ولمن، ومشيرًا إلى أن هناك تحولًا من الفلسفة التقليدية إلى الفلسفة الحديثة، فالأخيرة ترى أن قيمة المعلومة في قابليتها للتحقق، وعلى التوازي حدث تحول في فلسفة العلم، من العلم للعلم إلى العلم لرفاهية الإنسان، وأثرت هذه التحولات في النظرة إلى المناهج بصفة عامة، وإلى مناهج التربية على وجه الخصوص، فهناك مؤسسات أنشئت خخصيصًا لتعليم وتربية الإنسان، وهي المؤسسات التعليمية.
وأوضح المفتي أن علم الجغرافيا يمتلك خواص تضعه بين العلوم الطبيعية والإنسانية، فلم يعد يهتم فقط بوصف الظواهر، بل اعتمد حديثًا على التحليل والربط واستخدام النماذج والنظريات الحديثة، كما أن تعليم الجغرافيا وتعلمها يوظف علومًا أخرى كالإحصاء والفيزياء والكيمياء؛ ما يعرف بالثورة الكمية في الجغرافيا.
وأضاف المفتي أن الرؤية المقترحة تتطلب الإجابة على أسئلة مهمة؛ لماذا نعلم الجغرافيا، وماذا نعلم، ولمن، وكيف؟ ويضعنا هذا السياق يضعنا أمام سؤال مهم، ألا وهو: ما خطوات تجسيد تلك الرؤية المقترحة إلى مناهج دراسية؟
وأردف المفتي أن مراحل تعليم الجغرافيا تبدأ بالمكان (البيئة)، ثم الدولة، ثم الدول المجاورة، وصولًا إلى العالمية (دراسة العالم بأكمله).
وتحدث الدكتور عبدالمسيح سمعان عن التربية البيئية في إطار التنمية المستدامة والمناهج الدراسية، موضحًا عملية التنمية وملقيًا الضوء على مفاهيم المدخلات (الموارد البيئية)، والمخرجات (المنتج)، والمخلفات (التلوث البيئي). متسائلًا عمن صنع التنمية وهل كانت متوافقة مع البيئة؟ وموضحًا دور سن القوانين والتزام الإنسان بقيم وأخلاق تتوازى مع تطبيقه للقانون، وتعزز فكرة الحفاظ على البيئة، ومؤكدًا أن التنمية المستدامة هي العلاج الأمثل لمشكلتي البيئة والتنمية.
وأكد سمعان ضرورة تنمية وعي المسئولية لدى المعلم وتعزيز دوره، وبالتالي تحقيق وتأكيد أهمية البيئة وقيمتها.
كما ركز سمعان على إبراز الأبعاد الغائبة في المناهج الدراسية من طرق حديثة للتعلم، وعدم بيان دور المواطن في الحفاظ على البيئة، وسطحية معالجات القضايا، وغيرها، مختتمًا حديثه بأن التربية البيئية سياق يقوم على تحفيز الفكر والوجدان، ومشيرًا إلى ظهور مصطلح “الوظائف الخضراء” وكيف ينبغي توعية المرء باختيار وظيفة خضراء للحفاظ على التربية البيئية.
وأما عنوان الورقة البحثية للدكتور لطفي كمال عزاز فهو: “رؤية مقترحة لتطوير التعليم الجغرافي صونًا للبيئة”، وتحدث فيها عن أهداف التنمية المستدامة وفكرتها وتحويل أهدافها إلى مقررات دراسية، وتوزيع عدد ساعات المقررات المقترحة، ويأتي على رأسها المقررات الأساسية في علم الجغرافيا بالإضافة إلى مقررات تخصص نظم المعلومات (الجيوماتكس)، وموضحًا أن علم الجغرافيا في خطر شديد إذا لم توضع خريطة طريق للخروج من تلك الأزمة.