أخبار الفن

مسلسل جولة أخيرة يقتحم العالم الخفي لبائعات الهوى.. انتقادات بسبب الألفاظ الجريئة وإشادات بأداء بطلات العمل

نجح مسلسل “جولة أخيرة” في اقتحام العالم الخفي للعاهرات، أو بائعات الهوى، محترفات تقديم الجنس مقابل المال، بطريقة غير معتادة مع الدراما التليفزيونية، خاصة أن العمل تنقل بين المحترفات اللاتي ما يزالن يمارسن المهنة، والتائبات منهن، كما قدم نموذجا للشاب الذي ولد من علاقة عابرة لأمه العاهرة التي لا تعرف من هو والد جنينها.

تعرض المسلسل للعديد من الانتقادات بسبب استخدام صناعه بعض الألفاظ الجريئة، لكنه في نفس الوقت لاقى ردود أفعال واسعة، وأشادت شريحة كبيرة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بأداء أبطال العمل، خاصة هؤلاء الذين حطموا الصورة النمطية لهم في أذهان المشاهدين، وفي مقدمتهم الفنانات حنان سليمان وسحر رامي وصفاء الطوخي، اللاتي لعبن لأول مرة في مشوارهن الفني، دور عاهرات تائبات، قمن بالهرب من مكان عملهن، بصحبة ابن إحداهن الذي أنجبته من ممارسة البغاء دون معرفة والده الحقيقي، بعد أن تعرض لكثير من المضايقات في طفولته بسبب مهنة أمه، ووصل الأمر لإطلاق اسم “شبكة” عليه، في إشارة ان والدته تعمل بشبكة دعارة، الأمر الذي دفع الثلاثة ومعهم الطفل لمغادرة المكان، والسفر لمكان آخر لا يعلم أحدا عنهن شيئا.

ونالت الفنانة حنان سليمان النصيب الأوفر من حالة الاندهاش التي أبداها البعض، خاصة أن حنان طوال مشوارها الفني الممتد لنحو 40 عاما لم تقدم شخصية غير سوية، أو دور به ملامح شر، فطوال مشوارها الفني هي إما الفتاة المغلوبة على أمرها، أو الأم الحنون، وهو ما دفع بكثيرون لإبداء انزعاجهم الشديد من هذا الاختيار، رغم أنها تلعب دور بائعة هوى تائبة، وقامت بأداء فريضة الحج.

كما نال أداء الفنانة صفاء الطوخي اشادة كبيرة بالدور الجريء الذي تقدمه بالمسلسل لأم أنجبت طفلا دون معرفة والده، وحينما أجبرها على اعتزال المهنة، ظلت ثائرة طوال الوقت وتسعى للعودة لحياتها السابقة من جديد.

ولأول مرة تظهر الفنانة سحر رامي مرتدية الحجاب، وهي تدعم قرار ابن صديقتها في قرار التوبة والابتعاد عن الحياة السابقة، وتساهم في تربيته مع صديقتيها زملاء المهنة.

أما الفنانة أسماء أبو اليزيد فكانت من مفاجآت العمل أيضا، فرغم أنها قدمت دور نمطي سبق وتم تقديمه في كثير من الأعمال، لأم شابة تضطرها ظروف الحياة للعمل في هذه المهنة كي تستطيع الإنفاق على ابنتها الوحيدة بعد وفاة الزوج، ولكن نجحت أسماء في تقديم الدور بشكل مختلف لفت الأنظار إليها، خاصة أنها المرة الأولى التي تقدم فيه هذه النوعية من الأدوار، كما نجحت في تأدية دور بائعة الهوى التي استغلت مواقع التواصل الاجتماعي في تحقيق مزيد من المكاسب.

وعلمت “الشروق” أن اختيار هؤلاء الفنانات تحديدا، كان أمرا متعمدا من قبل مخرجة المسلسل مريم أحمدي، فقد حرصت أن تختار وجوها لم تقدم هذه النوعية من الأدوار التي تبحث عن مقاييس محددة، كادت أن تكون روتينية، بل وأصرت على اختيارها رغم إبداء البعض تحذيرا لها أنها تضع نفسها في تحد كبير، حيث ربما لا يتقبل الجمهور هذه الاختيارات.

ولكن وجهة نظر مريم أن بائعة الهوى في الحقيقة ليس لها شكل واضح المعالم، كما حاول الفن المصري تقديمه في كثير من الأعمال، بأنها المرأة التي تتحدث بلغة معينة، وترتدي ملابس ساخنة ليل نهار، وتمضغ “اللبنانة” طوال الوقت.

وقالت إن كثير من النساء مارسن دور بائعات الهوى ولم يظهر عليهن أي معالم ممارسة المهنة، بل كان منهن آمهات طبيعيات، تمارس كل واحدة منهن دورها الطبيعي في الحياة.

وكانت الصعوبة أمامها في إقناع هؤلاء الفنانات بلعب هذه الأدوار، ولكن نظرا لرؤيتها المختلفة، ومحاولتها لتقديمهن في أدوار بعيدة عن النمطية، كان دافعا لهؤلاء الفنانات لقبول العمل.

يذكر أن مسلسل “جولة أخيرة” تدور أحداثه في إطار تشويقي اجتماعي، حول شخصية الدكتور (يحيى)، الذي تمر حياته بالعديد من الأزمات، خاصة بعد ابتعاده عن ممارسة رياضة الفنون القتالية، كما يعيش حياة روتينية، وهو منفصل عن زوجته، وفجأة يظهر مدربه القديم الملقب بـ(تامبي)، والذي يحاول إعادته لممارسة رياضة الفنون القتالية.

المسلسل تأليف أحمد ندا، وسيناريو وحوار محمد الشخيبي، ويشارك في البطولة كل من أحمد السقا وأشرف عبد الباقي ورشدي الشامي وعلي صبحي وغيرهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *