أخبار مصر

مع زيارته للقاهرة.. كيف رأى الرئيس التركي أردوغان مشكلة الاستقرار العالمي؟

وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمصر، الأربعاء، في زيارة تاريخية للقاهرة بعد ما يزيد عن 10 سنوات من عدم استقرار العلاقات بين البلدين.

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي نظيره التركي، مؤكدًا أن زيارة أردوغان إلى القاهرة تمثل صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى تطلعه لتلبية دعوة أردوغان لزيارة تركيا خلال أبريل المقبل.

وتأتى الزيارة بعد مجهودات دبلوماسية وسياسية على أعلى مستوى بين البلدين خلال السنوات الماضية، والتي تتوج اليوم بعودة تطبيع العلاقات بين البلدين، حيث إن هناك تقاربًا بين الرئيسين السيسي وأردوغان لمواجهة التحديات المشتركة.

وجاء بالمؤتمر الصحفي الذي جمع الرئيسين، اهتماما بتعزيز التنسيق المشترك والاستفادة من موقع الدولتين كمركزي ثقل في المنطقة بما يسهم في تحقيق السلم وتثبيت الاستقرار ويوفر بيئة مواتية لتحقيق الازدهار.

وتناول أردوغان مسألة الاستقرار العالمي، ضمن كتابه “نحو عالم أكثر عدلا”، وصدرت ترجمته العربية عن “دار جامعة حمد بن خليفة للنشر”.

* العدالة العالمية

يقول أردوغان: “لا يمكن لأحد أن يدعي أن العالم الذي نعيش فيه عالم عادل ومستدام، ولا يمكن أيضًا أن يستمر هذا القدر من الظلم إلى الأبد، ومن ثم لا بد لهذا النظام الذي أنشئ عقب الحرب العالمية الثانية على أساس توزيع القوى الدولية في ذلك العصر والمناخ السياسي أن تُعاد هيكلته لإرساء العدالة العالمية”.

* تلاشي الأخلاق

ويضيف أردوغان: “إن الطابع المؤسسي الذي يشكل أساس النظام الدولي يتآكل من الأعماق يوما بعد يوم أمام أعيننا لينتهي به المال إلى الزوال، كذلك فإن تلاشي مفهوم الأخلاق السياسية للمجتمع الدولي أصبح جليا واضحًا على مر الأيام، مثلما يتجاهل مبدأ الوفاء بالعهد الذي يمتد لمئات السنين مع مرور الأيام”.

وواصل: “والدول التي كانت في طليعة التوقيع على الاتفاقيات وبناء المؤسسات تتخذ اليوم خطوات غير مكترثة بالعقود التي وقعتها، وتضع نفسها موضع المتميز، في حين يجب عليها مواجهة هذه المشكلات بواقعية”.

* الخطاب ديمقراطي

وأردف في كتابه: “كما أنها تحاول الهروب من المشكلات التي سببتها تشوهات النظام الدولي في مناطق أخرى في العالم بغية حماية مصالحها الشخصية. إننا نواجه عالمًا غربيًا يُنشئ علاقته بديمقراطية البلاد الأخرى على الخريطة فقط، في حين أنه يؤدي بنفسه دور التبشير بالخطاب الديمقراطي”.

* حضور للإمبريالية

وتابع أردوغان: “تتبدى مشكلات هذا النظام، الذي وضعت أساساته في الحرب العالمية الأولى، في كثير من العناوين، وأكثرها إثارة للانتباه هو استمرار المفهوم الاستعماري والإمبريالي حتى الآن”.
وذكر أردوغان:”إن هذا المفهوم لم يُنتج العدالة ولم يجلب الاستقرار ولم يجد حلا للنزاعات في أي وقت من الأوقات، وقد تبدى هذا المفهوم الآنف ذكره لأول مرة في الظلم الناجم عن النظام القائم عقب الحرب العالمية الأولى”.

وأشار إلى أن المجتمع الدولي لا يمكنه أن يبقى جاهلًا بالمشكلات التي تسبب الإرهاب، ولا يمكن حل مشكلة دولية إلا من خلال وسائل مناسبة وأساليب قابلة للتطبيق تكون شاملة لجميع أعضاء المجتمع الدولي، وما نحتاج إليه في هذه المرحلة هو امتلاك نهج صادق يتماشى مع الضمير العالمي العام، ومن ثم ندعو العالم أجمع، وعلى رأسه الدول الغربية، إلى تعاون صادق لمكافحة هذه المشكلات العالمية، ولهذا السبب فإن من الأهمية بمكان تحويل نظام أمم متحدة عادل وشامل وفعال وعملي وموثوق وخاضع للمساءلة ويعمل بسلاسة، إلى قاعدة أساسية تحقق ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *