التنمية الاجتماعية” تطرق باب إصلاح التعليم
خلال الجلسة الثالثة للمنتدى العالمي للسلام العادل
هناء السيد
تحت عنوان “السلام والتنمية الاجتماعية” أقيمت الجلسة الثالثة للمنتدى العالمي للسلام والتنمية، والتي أكد فيها المتحدثون على أهمية التعليم والنهوض به من أجل تحقيق التنمية.
وأكدت د. جيلدا هوزا من ألبانيا أن كل إجراء يتخذه الاتحاد الأوروبي يرتكز على المعاهدات التي تمت الموافقة عليها طوعًا وبشكل ديمقراطي من قِبل جميع الدول الأعضاء، وأهم هذه الاتفاقيات المواد التي تدعو إلى المساواة بين المرأة والرجل، حيث يكون “النساء والرجال والفتيات والفتيان بكل تنوعهم، أحرارًا في متابعة مسار الحياة الذي اختاروه، ويتمتعون بفرص متساوية للازدهار ويشاركون على قدم المساواة في مجتمعنا الأوروبي وقيادته.
وشددت على أنه من أهداف التنمية المستدامة التعليم الجيد، الذي يرابط ارتباطًا وثيقًا بتحسين توفير فرص العمل والتقدم الوظيفي من أجل الهروب من حالة الفقر، وقد كان لتفشي الوباء الأثر على هذا مدى تنفيذ هذا الهدف من أهداف التنمية المستدامة نظرًا لانخفاض معدلات الأطفال الذين يلتحقون بالمدارس بشكل مباشر، وهو الأمر الذي يهدد شتى الإنجازات الحديثة في قطاع التعليم على مستوى العالم.
الجماعات المهمشة
من جهتها تناولت أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة د.نيڤين مسعد في كلمتها قسمين أساسيّيين، القسم الأول نظري وجوهره أن الحاجة إلى تضمين كل الجماعات المهمشة إنما ينبع من مصدرين اثنين،الأول هو التنوّع الذي يميّز كل المجتمعات البشرية دون استثناء نوعيًا وعُمريًا وصحيّا واجتماعيًا واقتصاديًا وبالطبع ثقافيًا أيضًا، والثاني هو أن المواطَنة الكاملة حق لكل المواطنين بدون استثناء وبغض النظر عن اختلافاتهم.وفي إطار هذا الطرح يحلّل البحث بعض الإشكاليات التي تكتنف الحديث عن التنوّع والمواطَنة، من قبيل العلاقة بين التنوّع والتعددية، تزايد ظاهرة الهجرة والحاجة للموازنة ما بين الانفتاح عليها والحفاظ على المنظومة القيمية لبلدان المهجر.وعندما ينتقل البحث للحديث عن المواطَنَة فإنه يثير عدّة إشكاليات، ومن قبيلها العلاقة بين المواطَنة والهوية،وبين المواطَنة وحقوق الإنسان والظروف المنشئة للمواطَنة.
مشاريع التنمية
أما د. جوردون ساموت من مالطا قالت، “تبحث العديد من مشاريع التنمية مبادرةً حسنة النوايا، والتي تسعى في صميم عملها إلى تحقيق نتائج إيجابية لمن يُقصد لهم أن يستفيدوا منها، لكننا نجد أيضًا – في برامج التنمية – أن متغير الثقافة يعني أيضًا أن ما يصلح للإوزة لا يصلح بالضرورة لغيرها، وهو ما يعني أنه يجب الاعتراف بأن التدخلات التي تسير على نحو جيد في مكان ما قد لا تعمل أو تسير بنفس القدر من الفعالية في أماكن أخرى بسبب المتغيرات السياقية الداخلية.
وأضافت، ولهذا السبب، تتعرض بعض برامج التنمية التي تُصَدِّرُ استراتيجيات التنفيذ المصممة في بلدان أخرى إلى الفشل بسبب الفهم غير الصحيح لبعض العناصر الرئيسية.
وكان اخر المتحدثين د. أنس بوهلال من فنلندا، والذي قال، ظل مفهوم ثقافة السلام يتغير ويتطور منذ عدة سنوات ضمن منظومة الأمم المتحدة، والكيانات التابعة لها، مثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، منذ أن تم وصفه للمرة الأولى في مدينة ياموسوكرو في ساحل العاج عام 1989.
وأضاف، ويدعو هذا المفهوم إلى تحويل وتطوير بدائل للقيم، والاتجاهات والسلوكيات الضرورية والكافية لإعداد وتطوير ثقافة الحرب والعنف.
وشدد على أن ثقافة السلام تُعرَّف بأنها مجموعة من القيم والمواقف وأنماط السلوك وأساليب الحياة التي ترفض العنف وتهدف إلى منع نشوب الصراعات من خلال معالجة أسبابها الجذرية من خلال الحوار والتفاوض بين الأفراد والجماعات والأمم.
وشدد على أن تعزيز السلام من خلال التعليم من صميم عمل منظمة اليونسكو؛ والتي تعمل على تعزيز السلام الدولي والرفاه المشترك للإنسانية من خلال العلاقات التعليمية والعلمية والثقافية بين شعوب العالم.
وقال، إن نهج اليونسكو في التعليم من أجل السلام يتسم بأنه نهجٌ متعدد الأبعاد، لأنه يربط التعليم بمجموعة من الأنشطة التي تعالج الأسباب الجذرية للعنف، من الأمن البشري وصولًا إلى التنمية المستدامة (أهداف التنمية المستدامة).