وسط مخاوف من ارتفاع سقف التوقعات.. منافسة بين كبار الصنعة والشباب في دراما رمضان 2024
• مجدى أبو عميرة يلعب على المضمون وجمال عبدالحميد يرفع شعار «أكون أو لا أكون»
يشهد موسم دراما رمضان 2024 على عودة كبار الصنعة للمنافسة بقوة ضمن الماراثون الأهم للدراما التليفزيونية، بعد أن تمت الاستجابة لمطالب كثيرين ممن كانوا يناشدون الجهات الإنتاجية بضرورة الاستعانة بالكبار «تأليفا وإخراجا وتمثيلا» حتى يحدث الاندماج والتواصل بين الأجيال، لكن تحيط بهذه العودة مخاوف كبيرة، سببها ارتفاع سقف توقعات الجمهور، الذى ينتظر من هؤلاء الكبار إعادة العصر الذهبى للدراما التليفزيونية المصرية، ولن يقبلوا أى هفوات أو أخطاء، كما حدث مع عودة المخرج الكبير محمد فاضل، الذى قدم أخيرا مسلسل «الضاحك الباكى»، عن قصة حياة نجيب الريحانى، وواجه سهام نقد قاس ولاذع على مواقع التواصل الاجتماعى، وتعرض لهجوم من رواد السوشيال ميديا لم يشهده طوال مشواره الفنى الممتد لأكثر من 60 عاما.
بعد 7 أعوام غياب عن موسم دراما رمضان، يعود المخرج مجدى أبو عميرة للماراثون من جديد، ومعه كارت رابح، هو الفنان يحيى الفخرانى، المبتعد عن الموسم أيضا لعامين متتاليين، لكن يحظى الفخرانى بقاعدة جماهيرية كبيرة، تضمن لأى مخرج فرصة كبيرة لمشاهدة عمله، بينما يواجه العمل تحديا كبيرا لا يمكن الاستهانة به، فما يزال نجاح مسلسل «يتربى فى عزو» الذى جمع بين الإثنين قبل 17 عاما راسخا فى الأذهان، والكل يتوقع أن ينجح «الفخرانى وأبو عميرة» فى تحقيق ذات النجاح مرة أخرى، وهو ما يزيد المهمة صعوبة أمام مجدى أبو عميرة، خاصة أن آخر وجود له بالدراما الرمضانية لم يكن قويا كما كان متوقعا، حيث تولى إخراج الجزء السادس من رائعة «ليالى الحلمية» وهو الجزء الذى تعرض لهجوم ضار وقتها.
فى هذا الموسم يقدم مجدى أبو عميرة مسلسل «عتبات البهجة» المأخوذ عن رواية إبراهيم عبدالمجيد التى تحمل نفس الاسم، سيناريو وحوار ورشة كتابة تحت إشراف مدحت العدل وتدور أحداثها فى 15 حلقة، وفيه يلعب يحيى الفخرانى دور بهجت الأنصارى، رجل ستينى يعمل على تقديم محتوى على قناة يوتيوب «يوتيوبر» يرغب من خلاله نشر البهجة على الجميع.
يشارك فى بطولة المسلسل كل من جومانة مراد وسيد رجب وصلاح عبدالله وجيهان الشماشرجى وحنان يوسف وهنادى مهنا ومايان السيد، ومطرب المهرجانات عنبة.
يعد المخرج جمال عبدالحميد، أكثر المخرجين الذين نادى الجميع بضرورة عودته للعمل مرة أخرى، بعيد غياب امتد لأكثر من 10 أعوام، خاصة أن سجله حافل بالنجاحات الكبيرة، نذكر منها «ريا وسكينة»، «أرابيسك» «زيزينيا 1،2» و«حلم الجنوبى» وغيرها من الأعمال، وعليه يدخل جمال عبدالحميد الماراثون المقبل بمسلسل «بدون مقابل» تحت شعار «أكون أو لا أكون»، وهو ما شعر به العاملون بالمسلسل، حيث لمسوا حالة نشاط كبيرة من جانبه، تم ترجمتها بانتهائه من تصوير نحو 6 أسابيع من المسلسل، من إجمالى 10 أسابيع، وهو معدل مرتفع، كما أنه مؤشر لإمكانية انتهائه من تصوير المسلسل بالكامل قبل انطلاق موسم رمضان، كما اختار جمال مونتير شاب لا يتعدى عمره 35 عاما، وهو أحمد يحيى ليتولى مهمة المونتاج، ويترجم الهدف الحقيقى من تواصل الأجيال.
من جانبها قامت الجهة المنتجة للعمل بتوفير كل متطلبات جمال عبدالحميد، خاصة أنه كان يرفض العمل السنوات الماضية، بعد أن شعر أن المخرج أصبح تابعا للممثل وللمنتج، وليس قائدا للعمل كما هو معتاد عليه طوال مشواره المهنى.
ويشهد مسلسل «بدون مقابل» إعادة اكتشاف الفنان هانى رمزى، الذى تخلى عن الكوميديا فى هذا العمل، ليلعب دور ضابط شرطة متقاعد بعد إصابته بمرض نادر، ويشارك فى العمل نخبة كبيرة من الفنانين منهم خالد سليم ونضال الشافعى وعمرو عبدالجليل، ونسرين طافش، وداليا البحيرى، ووفاء عامر، وأيتن عامر، وغيرهم.
أنور عبدالمغيث يراهن على الأسطورة
ولأن الأسطورة ما تزال تحتفظ بمكانة خاصة لدى شريحة كبيرة من الجمهور، يراهن المؤلف أنور عبدالمغيث، العائد للدراما التليفزيونية بعد غياب 12 عاما على حدوتة «ألف ليلة وليلة» تلك الأسطورة التى ارتبطت بالموسم الرمضانى لسنوات طويلة، ولكن نظرا لتدهور مستواها فى سنواتها الأخيرة، توقف تقديمها مرة أخرى، مما يضع عمله الرمضانى الجديد «ألف ليلة وليلة: جودر» تحت مقصلة المشاهدين خاصة فئة الكبار الذين ستدفعهم النوستالجيا لمشاهدة عمل له ذكريات فى طفولاتهم، وأيضا الشباب الذين أصبحوا يطلعون على الأعمال الأسطورية العالمية من خلال هاتفهم المحمول.
أنور عبدالمغيث قال فى تصريحات خاصة لـ«الشروق» أنه يتوقع تعرض مسلسله للرصد والتصيد، بعد أن «أصبح لدينا أعداد هائلة من النقاد والعيون المترصدة، والمتصيدة للأخطاء» لكنه قال إنه وضع كل هذا فى ذهنه وهو يكتب العمل، ويشعر بحالة طمأنينة، خاصة أنه معه فريق عمل أكثر من رائع، فى مقدمتهم الفنان ياسر جلال الذى حقق نجاحا كبيرا فى السنوات الماضية، ويشاركه البطولة كل من نور اللبنانية، وأيتن عامر، ومحمود البزاوى وتارا عماد، وعمرو عبدالجليل، إلى جانب المخرج المتميز إسلام خيرى الذى قدم تجربة ناجحة تدور فى نفس الإطار من خلال مسلسل «جت سليمة» الذى عرض موسم رمضان الماضى. وقال عبدالمغيث لـ«الشروق» أنه مستعد تماما للنقد والمحاسبة.