السفارة الأمريكية بالقاهرة لـ الشروق: نبذل قصارى جهدنا للحفاظ على المناطق الأثرية المصرية وندعم ترميمها
تُقام فعاليات النسخة الثانية من “أسبوع القاهرة للتصميم” خلال الفترة من 23 فبراير إلى 2 مارس بقلعة صلاح الدين الأيوبي، ويعد الحدث الأبرز للمهتمين بالتصميم والصناعات الإبداعية، ويشارك فيه عدد كبير من خبراء التصميم ومحبي الفنون في مجالات مختلفة، وتبرز النسخة الثانية الاهتمام بالمعمار القاهري القديم من خلال مجموعة من الصور والتصميمات.
شارك في النسخة الثانية من “أسبوع القاهرة للتصميم” المصور الأمريكي العالمي “إد كاشي” الذي يشارك بمجموعته الفوتوغرافية “مدينة الموتى قبل 30 عاما”.
التقت «الشروق» مع المتحدث الرسمي باسم السفارة الأمريكية، بيتر وينتر، والمصور الأمريكي العالمي، إيد كاشي، للحديث عن تفاصيل معرض “مدينة الموتى” والهدف من وجوده في منطقة أثرية مثل قلعة صلاح الدين.
في البداية، أعرب “وينتر” عن سعادته بالتواجد داخل قلعة صلاح الدين وعن وجود معرض الصور الفوتوغرافية “مدينة الموتى” للمصور العالمي إيد كاشي في القلعة التي تعتبر من أهم المناطق الأثرية العريقة بالقاهرة.
وقال وينتر في تصريح صحفي لـ”الشروق” على هامش افتتاح المعرض: “إنه مثال حي ورائع للتعاون بين مصر والولايات المتحدة في مجال الحفاظ على التراث الثقافي”.
وتابع: “تدعم الولايات المتحدة الأمريكية الجهود المبذولة للحفاظ على هذه المواقع الأثرية المهمة، وهذا يساهم في إعلاء قيمة تلك المناطق الأثرية؛ مما يؤثر بشكل إيجابي على السياحة والقيمة الاقتصادية العائدة منها”.
وأوضح وجود العديد من المشاريع المختلفة بين مصر والولايات المتحدة في مجال الحفاظ على التراث الثقافي؛ مبرهنا بذلك على قيام الولايات المتحدة في السابق بدعم مشاريع للحفاظ على التراث الثقافي بأكثر من 120 مليون دولار ومن بينها؛ مشروع ترميم ضريح الإمام الشافعي وإنشاء مركز خدمة زوار مسجد الإمام الشافعي.
كما أعرب عن سعادته بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان لضريح الإمام الشافعي واصفا الحدث بأنه: “شيء رائع”.
واستكمل حديثه بمشاركة بعض من ذكرياته عن مصر بالحديث عن والدته، التي قامت بزيارة مصر وجلبت معها الكثير من التذكارات والقصص حول الحضارة المصرية؛ مما دفعه لتعلم اللغة العربية، واصفا ذلك الشعور بأنه قوة الأماكن والمواقع التاريخية في مصر.
بعد ذلك، تحدث وينتر عن اختيار القلعة لتكون أحد الأماكن المستضيفة للفعاليات المدعومة من السفارة الأمريكية، قائلا إن هذا المعرض ضمن فعاليات أسبوع القاهرة للتصميم، والسفارة الأمريكية ضمن الشركاء الداعمين لهذا الحدث؛ مضيفا أن السفارة قامت بتنظيم العديد من الفعاليات في حديقة الأزهر والأقصر والإسكندرية؛ مشيرا إلى أن السفيرة الأمريكية، هيرو مصطفى، كانت في مدينة الإسكندرية للمشاركة في فعاليات أسبوع الإسكندرية للتصوير.
وعن وجود خطط لتوسيع خريطة الفعاليات الثقافية في جميع أنحاء مصر؛ قال وينتر: “أنها أهمية قصوى للسفارة وخاصة في الإسكندرية؛ فقد كان شيئا مهما لشركائنا في الإسكندرية”، موضحا أنهم متطلعين لإقامة فعاليات في أسوان والأقصر والمنيا وسوهاج.
وحول دور السفارة في دعم الفعاليات والأنشطة الفنية والثقافية في مصر؛ تحدث وينتر أن هناك العديد من المشروعات التي دعمتها السفارة الأمريكية مثل، مهرجان الرقص المعاصر “Breaking Walls”، كونه تجربة جديدة ومختلفة بالإضافة إلى دعم السفارة الأمريكية لأسبوع الإسكندرية للتصوير، وأسبوع القاهرة للتصوير، وأسبوع القاهرة للتصميم، بالإضافة إلى التعاون مع مهرجان الإسماعيلية السينمائي، ومهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، وأيضا العمل على توفير بعض المنح لصناع الأفلام المصريين.
وفي الختام، أوضح وينتر معايير اختيار المشاريع والمواقع التي تساهم الولايات المتحدة في دعم ترميمها وإعادة تأهيلها، قائلا: “وزارة الخارجية الأمريكية والسفارة الأمريكية لديهما ما نسميه صندوق السفراء للحفاظ على الثقافة؛ لذلك نقوم بتوجيه دعوة مفتوحة للمؤسسات والناس لتقديم الأفكار والمقترحات واستقصاء أهمية تلك الأماكن وأوضاعها، ويتم مراجعتها قبل اتخاذ القرار. ونحن نعمل بشكل وثيق مع الحكومة المصرية، فعلى سبيل المثال مشروع ترميم ضريح الإمام الشافعي؛ فقد تعاونت الحكومة الأمريكية ووزارة السياحة والآثار وعدة وزارات وهيئات مصرية. حيث كان ذلك المشروع أولوية للحكومة المصرية وللحكومة الأمريكية ولذلك تقابلت اهتمامات الحكومتين”.
* 30 عاما على مدينة الموتى
ومن جانبه، تحدث المصور الأمريكي إيد كاشى، لـ”الشروق”، عن إقامة معرض له في مكان تاريخي كالقلعة، قائلا إن أحد الأسباب الهامة للعمل الوثائقي هو الاحتفاظ بلحظة معينة خاصة في ظل وجودنا في عالم مليئ بالإعلام ووسائل الاتصال والصور والمعلومات.
وأضاف: “أن وجود مثل هذا المعرض في مثل هذا المكان وبعد 30 عاما من التقاط هذه الصور؛ هو شيء طالما حلمت به لأنه يبرهن أن ذلك العمل لا زال يمتلك قيمة كبيرة، ليس فقط لي ولكن لكل من كان جزءا من هذا العمل، خاصة وأن العمل يتم عرضه في المنطقة التي تم التقاطها فيه”.
وعن مشروع مدينة الموتى، قال إن فكرة هذا المشروع ولدت أثناء زيارته مع صديقته في ذلك الوقت (والتي أصبحت زوجته لمدة تتجاوز الـ30 عاما) لمصر خلال عمله على مهمة لناشيونال جيوجرافيك عن مشاكل الموارد المائية في الشرق الأوسط، مضيفا: “لقد كنا في بداية مسيرتنا المهنية، وهي كتبت القصة عن مدينة الموتى وأنا التقطت الصور وقضينا 3 أسابيع في وسط المقابر من أجل العمل على هذا المشروع”.
ولفت إلى أنه، خلال تواجده في مصر، قام بتنظيم عدة ورش عمل حول التصوير للمصورين المصريين الشباب، بالإضافة إلى عمل مراجعة لعدة ملفات لمصورين مصريين، والمشاركة في مائدة مستديرة عن التصوير والعمل الفوتوغرافي، إلى جانب ترشيح بعض المصورين المصريين للمشاركة في عدة فعاليات عالمية.