34 عاما على رحيل موسيقار النوبة أحمد منيب صاحب مشروع التغيير في الأغنية المصرية
تمر اليوم الثلاثاء، الذكرى الـ34 على رحيل موسيقار النوبة أحمد منيب، والذي رحل عن عالمنا في 27 فبراير من عام 1990، تاركا ميراث كبيرا من الألحان والأغاني التي عاشت في وجدان المصريين.
أحمد منيب المولود في 4 يناير من عام 1926، لم تقف تجربته الفنية عند تقديمه للألحان والأغاني النوبية كمطرب وملحن نوبي، لكنه تجاوز ذلك بمشروع فني للخروج بالموسيقى النوبي إلى آفاق واسعة، ووضعها كموسيقى مصرية أصيلة على حد المنافسة مع ألحان شرقية وغربية كانت السائدة في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.
* إذاعة وادي النيل
اشتهر منيب كعازف عود منذ بداية الخمسينات، وكانت بداياته عام 1954 مع إنشاء إذاعة وادي النيل، والتي قدم فيها مع الفنان عبد الفتاح والي العديد من الأغاني التراثية النوبية، كما قدم مع الشاعر محيى الدين شريف أغاني نوبية تتكون من قالب الأغنية الحديثة، وكان هذا التعاون وليد الممارسات الاجتماعية لدى أهل النوبة وجزءاً من تطوير طقوسها الشفاهية، والتي كانت مجرد أغان تتوارثها الأجيال بتنويعات لحنية ثابتة في الأفراح وحفلات الميلاد وأغنيات العمل.
* أصوات شابة
لم يقف دور أحمد منيب على الغناء ووضع الألحان، ولكنه ساهم في تقديم العديد من الأصوات الشابه، والتي حملت ألحانه الى جمهور عريض من الشباب، ومنهم علاء عبد الخالق، محمد فؤاد، وغيرهم، ولكن يظل النجم محمد منير هم الإنجاز الأكبر في هذا الاتجاه، وساهم التعاون بينهما في فرض الاغنية على الساحة المصرية باعتبارها لون جماهيري، كما عبرت تجربة منير بالأغنية النوبية إلى العالمية.
* إفريقي شرقي
استلهم الموسيقار النوبي ألحانة من اساليب العزف على أوتار آلة الطنبور ذات الجذور الفرعونية، بينما أضفت عليها أساليب العزف آلة العود حسها الشرقي، ليبتدع من خلالهما مزيج موسيقي يجمع الخماسي الإيقاعي الإفريقي بالشرقي الطربي، ومن هنا كانت مفاتيح الشجن التي أطلت عبر أغانيه.
ولعب الملحن النوبي الشاب أحمد منيب دورا في تجربة زكريا الحجاوي، والذي انضم لفرقته واستمرت جولته معها عامين جابا فيها كافة أنحاء مصر، فاجتمعت له ناصية الثقافة الموسيقية الشرقية وتلوناتها الشعبية إلى ما يكتنزه بذاكرته الموسيقية من أنغام النوبة.
* عبدالرحيم منصور
أحدث اللقاء بين الملحن أحمد منيب مع الشاعر عبدالرحيم منصور نقلة حقيقية في الاغنية المصري، وجاء الربط بين اللحن الحزين والكلمة المحملة بمهموم قادمة من عمق الصعيد، لتنطلق المغامرة الفنية التي ساهمت في تغير المزاج العام.