كلمة العدد 1354.. “”إسرائيل””
يكتبها د. محمود قطامش
كيان منذ انشائه في ١٤ مايو عام ١٩٤٨ وهي تتمتع ((بالحصانه )) من العقاب منذ إعلانها علي يد ديفيد بن غوريون ولها تاريخ طويل من الانتهاكات فقد أنتهكت إسرائيل ٢٨ قرارا صادرا من مجلس الامن التابع للأمم المتحده وهي جميعها قرارات ملزمه للدول الأعضاء في الامم المتحده …… ومن عام ١٩٧٢ الي فبراير ٢٠٢٣ استخدمت الولايات المتحده ،، حق النقض ،، ٥٣ مره في مجلس الامن ضد قرارات تحمل ادانه لاسرائيل …..فبينما تدوس اسرائيل علي كافة المؤسسات الدوليه بما فيها الامم المتحده تتواطأ الولايات المتحده الامريكيه وحلفائها الغربيين علي تدمير النظام العالمي القائم علي القواعد والأسس التي وضعوها هم بأنفسهم .
والسؤال الذي يبحث عن اجابه في اذهان اصحاب الضمائر الحيه متي ستغيب امريكا والغرب عن مساعدة اسرائيل ؟؟؟ وعلي الرغم من هذه المساعده نجد ان اسرائيل ترفض الانصياع والتعاون مع داعميها وكانها ضمنت الدعم والمسانده والحصانه مهما كانت ردة فعلها وهنا تدرك ان الوقت قد فات لكبح جماح الوحش الذي صنعته امريكا والغرب الامر الذي يرشح النهايه المتوقعه في روايه (فرانكشتاين ) لصاحبتها ماري شيلي عام ١٨١٨ م لتصور واقعا كالذي تعيشه امريكا مع اسرائيل الان حيث يقوم فرانكشتاين بصناعة وحش ينقلب عليه في النهايه ويقتل شقيقه وصديقه وعروسه في ليله واحده حتي يحاول قتل الوحش الذي صنعه لكن الوحش هو الذي يقوده للسعي خلفه حتي توفي فرانكشتاين (( وهذه القصه هي تصوير للواقع حيث صنعت امريكا إسرائيل وإسرائيل لا تتبع اوامرها )).
فشل الغرب وامريكا في تحجيم الرد العنيف الذي تقوم به إسرائيل تجاه الفلسطينين في غزه بل تستمر الحمايه من امريكا واوروبا وتمتد الي محاولة منع جنوب افريقيا سعيا لاصدار امر قضائي مؤقت ضد الانتهاكات الاسرائيليه لاتفاقية الاباده الجماعيه واعتبروا ذلك ( امرا عديم الجدوي ) ويؤدي الي ( نتائج عكسيه ) وانه ( خاطئ واستفزازي ) كما ان الغرب جميعا فشل سابقا في وقف الاستيطان ووقف بناء المستوطنات الغير قانونيه علي الارض الفلسطينيه المحتله …..بالاضافه الي ان الولايات المتحده وحلفائها الغربيين اعتمدوا لغه دبلوماسيه اعتبروها قويه وهي عبارات فضفاضه مثل ( مستاء للغايه ) و ( منزعج للغايه ) و ( معارض بشده ) ناهيك عن ( الدعوه الي ضبط النفس ) و( ضد الخطوات الاحاديه ) وكلها وغيرها عبارات لاتحمل اي عواقب وهي لا تختلف عن كونها من باب جبر الخاطر للطرف الثاني وهي جميعا لا تعني إلا امر واحد فقط (( لاشئ هنا استمروا )).
واعترضت امريكا وحلفائها وأدانوا عبارة (( من النهر الي البحر حدودك يافلسطين ))باعتبار ان هذه العباره معاداه للساميه وفي نفس الوقت الجميع يتذكر بيان حزب الليكود الذي يقول فيه وبشكل واضح (( ان حق الشعب اليهودي في ارض اسرائيل ابدي ولا جدال فيه ولن تكون سياده سوي السياده الاسرائيليه بين البحر والنهر )) ولم يعترض احد بل حتي لم يجرؤ احد علي انتقاد ذلك ……هذه هي اسرائيل والامثله كثيره علي تدليلها وحصانتها من المسائلة القانونيه الدوليه وبعيدا عن عناصر القوه الماديه التي نعلم انها تتساوي او تزيد امام اي دوله عربيه لكنها تتفوق في الحصانه الامريكيه وتلك تحمل معها ومنها وبمساعدتها قوه اكبر وأعظم …. هذه هي حقيقة الدوله العنصريه التي وضعت كخنجر في خاصرة الامه العربيه وان اردت المزيد عليك بقراءة كتاب (( قوة اسرائيل )) لمؤلفه الامريكي جيمس تراس مع امثله كثيره للنفوذ الاسرائيلي داخل امريكا .
ولكم تحياتي
محمود صلاح قطامش
مصر تلاتين