أخبار مصر

في منزل الوحي (2).. ما حالات وشروط إباحة عدم الصيام؟

ونعايش ونستحضر روح القرآن مع قرّاءنا من خلال حلقات مسلسلة على مدار النصف الأول من شهر رمضان تحت عنوان” في منزل الوحي” ونتناول خلالها مواقف نزول الآيات وأبرز ما ورد عنها بكتب التفسير والسيرة النبوية
اختص الله شهر رمضان المبارك بفضائل عدة دون غيره من شهور السنة؛ حيث شهد ابتداء نزول القرآن الكريم على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في ليلة القدر جملة واحدة؛ إيذانا ببدء بعثة النبي وتكليفه بالرسالة.

وبعد نزول القرآن جملة واحدة في ليلة القدر، تفرّق نزول آياته بعد ذلك على امتداد سنوات البعثة النبوية بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وارتبط نزول كل آية قرآنية بفرض حكم، أو تفسير أمر أو العبر والعظات من تاريخ الأنبياء والأمم السابقة.

الحلقة الثانية:
تحدثنا في الحلقة السابقة عن الآية التي جاء بها حكم فرض الصيام وبينا أنها فريضة افترضها الله على ما سبقنا من الأمم.

وفي تفسير القرطبي أن الشعبي وقتادة وغيرهما قالوا: إن الله كتب على قوم موسى وعيسى صوم رمضان، فغيروا وزاد أحبارهم عليه عشرة أيام، ثم مرض بعض أحبارهم فنذر إن شفاه الله أن يزيد في صومهم عشرة أيام ففعل، فصار صوم النصارى خمسين يومًا، فصعب عليهم في الحر فنقلوه إلى الربيع، واختار النحاس هذا القول، وفيه حديث عن دغفل بن حنظلة عن النبي –صلى الله عليه وسلم-، ثم ذكر أقوالاً في أن تشبيه صيامنا بصيام السابقين هو في فرضيته وليس في صفته ولا في مدته.

ونكمل حديثنا في حلقة اليوم مع الحالات والشروط التي رخّص لعباده بها الإفطار، كما ورد في الآية الكريمة من سورة البقرة:” فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ”.

* الإفطار لعلة المرض
وبحسب تفسير الإمام القرطبي؛ فالمريض حالتان إحداهما ألا يطيق الصوم بحال، فعليه الفطر واجبا، والثانية أن يقدر على الصوم بضرر ومشقة، فهذا يستحب له الفطر ولا يصوم إلا جاهل.

وقال ابن سيرين: متى حصل الإنسان في حال يستحق بها اسم المرض صح الفطر، قياسا على المسافر لعلة السفر، وإن لم تدع إلى الفطر ضرورة.

وقال طريف بن تمام العطاردي: دخلت على محمد بن سيرين في رمضان وهو يأكل، فلما فرغ قال: إنه وجعت أصبعي هذه، وقال جمهور من العلماء: إذا كان به مرض يؤلمه ويؤذيه أو يخاف تماديه أو يخاف تزيده صح له الفطر.

* المسافر
وذكرت الآية الكريمة المسافر لجانب المريض فيمن يحق لهم الأخذ برخصة الإفطار.

وفقا لفتوى فضيلة الشيخ حسن مأمون مفتي الجمهورية السابق؛ فمتى تحقَّق وصف السّفر في الصائم جاز له الفطراشتمل سفَرُهُ على مشقّةٍ أو لا، ثم بيّن الله سبحانه وتعالى بعد ذلك أن الصومَ خيرٌ له وأفضل مع وجودِ المُرَخِّص في الفطر، فإذا ظنّ المسافرُ الضررَ كرِه له الصوم، وإن خاف الهلاكَ بتجربةٍ وجبَ الفطر.

وطبق الرسول – صلى الله عليه وسلم- حكم الآية وأخذ برخصة الإفطار في إحدى مرات سفره؛فعن أنسِ بنِ مالكٍ الكعبيِّ رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في إبل كانت لي أُخِذَتْ، فوافَقْتُه وهو يأكُلُ، فدعاني إلى طعامِه، فقُلتُ: إنِّي صائم، فقال: ادْن أُخبِرْك عن ذلك، إنَّ الله وضع عَن المسافر الصوم وشَطْرَ الصلاة.

* شروط السفر المبيح للفطر
وقالت دار الإفتاء الأردنيو أن من أراد أن يترخص بالفطر في رمضان بسبب السفر، لا بد أن يتحقق في سفره شروط أربعة:

1- أن يكون سفره طويلا يزيد على (81/كم).
2- أن يكون سفرا مباحا أو سفر طاعة، وليس سفر معصية.
3- أن يشرع في السفر قبل صلاة الفجر، أما إذا دخل عليه وقت الفجر ولم يبدأ بالسفر بعد فلا يجوز له الإفطار ذلك اليوم، ولكن يجوز له الإفطار في الأيام التالية إذا انطبق الشرط الرابع.
4- أن لا يقيم في المكان الذي سافر إليه أربعة أيام فأكثر غير يومي الدخول والخروج، فإن نوى الإقامة أكثر من ذلك فلا يجوز له الترخص بالفطر إلا في الطريق، أما إذا وصل البلد فلا يفطر لأنه لا يعد مسافرا، بل هو مقيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *