السينما وصورة العرب (3).. فيلم المملكة يصور السعودية كأنها في حاجة إلى مُنقذ أمريكي
فتبدأ تلك الحلقات من الجندي الذي أحرق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن، إلى الشباب الذين أعادوا اسم أسامة بلادن إلى التريند على منصات التواصل الاجتماعي لقراءة رسالته إلى أمريكا، ومحاولة فهم لماذا يكره هذه الدولة، إلى جانب المئات من الاحتجاجات السلمية والوقفات الصامتة التي تُجرى على أرض الولايات المتحدة دعما لفلسطين منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن، وعشرات التوقيعات على رسائل تطالب بوقف إطلاق النار، ووقف الحرب في غزة من مشاهير هوليود مثل “جون ستيوارت، وخواكين فينيكس، ومارك روفالو، و رامي يوسف، وريز أحمد وغيرهم”، كما شارك البعض بشكل مباشر في مظاهرات في الشارع مثل سوزان ساندرون.
وقد كانت حرب غزة هي الحجر الضخم الذي حرك المياه الراكدة بعد سنوات من تكريس صورة معينة عن العرب كإرهابيين، في عشرات الأفلام، ذات الإنتاجات الضخمة، ولكن في عصر منصات التواصل الاجتماعي يرى العالم ما يحدث من قتل وإبادة مباشرة، ويستطيع كل فرد الحكم بنفسه وتحديد موقفه.
فيلم المملكة “the kingdom”
تدور أحداث الفيلم، الذي أنتج عام 2007، حول فريق أميركي من المباحث الفيدرالية، يتم إرساله إلى مدينة الرياض، للتحقيق في عمليات إرهابية تمت عام 2003، ولكن يتعرض الفريق الأميركي لمحاولات قتل واغتيال، وحرب شرسة يقودها المدعو (أبو حمزة)، ووفق الأحداث هو إرهابي شهير، وتدور حرب شرسة بين الإرهابيين من جهة، وبين الفريق والأمن السعودي من جهة أخرى.
وينفجر مجمع سكني في الرياض، وكان يسكن فيه مجموعة من الأشخاص حاملي الجنسية الأمريكية، وتكون مهمة رونالد فلوري (الممثل جيمي فوكس)، هي التحقيق في الأمر بمعاونة فريق مكون من 4 عملاء من “إف بي آي” (FBI).
ويشارك في بطولة الفيلم جينيفر جارنر، وكريس كوبر، وجيسون بيتمان، وأشرف برهوم، وتأليف ماثيو مايكل كارنهان، وإخراج بيتر بيرج.
ويفتتح الفيلم بعناوين إخبارية، وسرد صوتي يغطي تاريخ المملكة منذ تأسيسها عام 1932 حتى يومنا هذا، وهو مبنى على قصة حقيقية، وهي قصة انفجار أبراج الخُبر في المملكة العربية السعودية عام 1996.
صور بيتر بيرج العرب في الفيلم باعتبارهم غير قادرين على حل قضاياهم، وهم بحاجة إلى المٌخلص/ البطل الخارق الأمريكي المتمثل بفريق مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي يصل إلى السعودية، ويتتبع آثار التفجير ملتقطا وبدون عناء بقايا الجهاز المفجّر، وبنظرة ثاقبة من عيني قائد الفريق يكتشف البناء الذي راقب وصور من على سطحه الإرهابيون مسرح عمليتهم، وعندما يطارد الضابط الإرهابيين لكي يقضي عليهم وعلى زعيمهم من دون أن يقتل أحد من الأمريكيين، ولا يموت إلاّ الضابط السعودي المرافق.
من جانبه ذكر الباحث عبيدة منشاوي فوال، في رسالته لنيل درجة الماجستير من جامعة كونكورديا، كندا 2013، أن الأفلام الأمريكية مثل فيلم المملكة، تقوم هوليود بتصنيع وتكريس صورة نمطية عن الإسلام والمسلمين، وأن هذه الصورة تدخل في إطار السياسة والأجندة الأميركية، واستخدمت الحكومة الأميركية مثل هذه الأفلام لتصوير الإسلام على أنه يشكل خطرا على أميركا، ولإشاعة مناخ الخوف من المسلمين في الولايات المتحدة.
ويستخدم المخرج صوت الراوي لاستعراض تاريخ المملكة؛ إذ يقول “إنها تشكلت بمساعدة المحاربين الإسلاميين الوهابيين الذين يعادون الغرب”، ويصف الأغنياء السعوديين أنهم لا يعرفون قيمة المال، لذلك يحتاجون إلى الأميركيين لضمان أمنهم، ولمساعدتهم في استخراج نفطهم.