ياسر جلال لـ«الشروق»: تربيت على حواديت ألف ليلة وليلة.. و«جودر» محطة مختلفة فى تاريخى
فلسطين قضيتنا منذ الطفولة.. وأتمنى تقديم فيلم عنها.. وأحلم بتجسيد عبدالناصر وطارق بن زياد
سعيد بالتعاون مع نور وستكون مفاجأة للجمهور هذا العام فى دور شواهى
وفى حواره لـ«الشروق» كشف ياسر جلال عن سر حماسه لتقديم ألف ليلة وليلة فى عمل فنى، وكواليس تصوير العمل التى استغرقت فترة طويلة، ورأيه فى مشاركة عدد كبير من النجوم فى هذا العمل، كما تحدث عن فكرة مقارنة «جودر» و«الحشاشين»، وكواليس مشاركته مع اللبنانية نور للمرة الثالثة فى الدراما.
< فى البداية سألته: ما سبب تغيير اسم المسلسل إلى «جودر»؟
ــ لم يتم تغيير اسم العمل، ولكن عندما قدم المؤلف أنور عبدالمغيث السيناريو كان مكتوبا عليه: «حكاية جودر بن عمر المصرى» من حواديت ألف ليلة وليلة، ولذلك قررت الشركة المتحدة أن يكون «جودر» اسما للعمل، لأنه يتناول قصة جودر بن عمر المصرى، لكن «ألف ليلة وليلة» تشمل حواديت كثيرة، وجودر مثله مثل سندباد وعلاء الدين، هو شخصية تخوض رحلة جميلة، وإن شاء الله الناس تستمتع بها.
< وما السر وراء تقديمك لعمل فنتازيا تاريخى مأخوذ من حكايات ألف ليلة وليلة؟
ــ غياب هذه النوعية من الأعمال عن الدراما المصرية جعلنى أتحمس لتقديم عمل عن ألف ليلة وليلة، فقد تربيت أنا وجيلى على حواديت ألف ليلة وليلة، التى كان يقدمها التلفزيون المصرى من قبل، وشارك فى تقديمها كبار النجوم، وكان هذا العالم من الحواديت والحكايات تتخلله أساطير وأحداث جميلة ومشوقة وممتعة، وأعتقد أنه من الممكن أن يحب الناس مشاهدة هذا اللون، وكان سبب غياب هذه النوعية من الأعمال هو عدم وجود شخص قادر على كتابة هذا اللون، وتجمعنى علاقة طيبة بالمؤلف أنور عبدالمغيث، وهو كان بعيدا عن مصر من فترة طويلة، فتواصلت معه وعلمت أن لديه سيناريو ألف ليلة وليلة، وأخذته منه وعرضت العمل على الشركة المتحدة، وتحمسوا لإنتاجه، لأن المؤلف كتب العمل بشكل جيد.
< حدثنا عن استعدادك النفسى والجسدى لمسلسل «جودر»؟
ــ استعدادى النفسى والجسدى لدخول هذا العالم يكون من خلال قراءة نص السيناريو، وأقوم بتحديد الأبعاد الشخصية، مثل البعد المادى والشكل الخارجى والجسم وملامح الوجه، والبعد الاجتماعى.. هل هو أمير أم ملك فقير؟ والمكان الذى يسكن فيه، وهل هو متزوج أم لا؟ والبعد النفسى ومشاعره وأحاسيسه وطموحاته، وأقوم بدراسة كل شىء عن الشخصية لكى تظهر للجمهور فى أفضل صورة.
< هل تطلب دورك فى «جودر» استعدادا خاصا ومختلفا عن الشخصيات الاجتماعية التى قدمتها من قبل؟
ــ بالطبع، شخصيتى فى «جودر» كانت تتطلب استعدادات من نوع خاص، لأننى أولا أقدم فى المسلسل شخصيتين، الأولى شخصية الملك شهريار، وهى المركز الذى تدور حوله حدوتة جودر، وأجسد شخصية جودر التى يتخيل فيها الملك شهريار نفسه فيها، وتنعكس شخصية جودر على شخصيته وتتطور الأحداث، وكان الاستعداد مختلفا من حيث اختلاف الملابس والحركة، وأماكن التصوير التى كانت مليئة بالصعوبات ومحفوفة بالمخاطر، وحاولنا أن نتخطى كل ذلك بسبب حبنا لعملنا ونريد تقديم عمل جميل للناس ليستمتعوا به.
< ما الصعوبات التى واجهتك فى مسلسل «جودر»؟
ــ الأعمال التى تكون من هذا النوع تجدها مليئة بالصعوبات، فنقوم بارتداء ملابس مختلفة لم نتعود عليها، ونستخدم إكسسوارات مختلفة، ونصور فى أماكن غريبة ومختلفة، بالإضافة إلى أن التصوير فيه يحتاج إلى وضع دخان كثيف فى مكان التصوير، لوضع تأثير معين يتناسب مع أحداث العمل، ويخدم الصورة المرئية، وهذا الأمر يكون مزعجا فى أثناء التنفس، وأحيانا نقوم بالتصوير فى أماكن شديدة الحرارة ونكون مطالبين بارتداء ملابس ثقيلة أو العكس، ونتحمل كل ذلك، وفى بعض الوقت نصور فى أماكن وعرة بين جبال وكهوف وهذا الأمر يكون فى منتهى الخطورة، لكن الحمد لله ربنا يكون بجوارنا ويكرمنا وننتهى من التصوير على خير، وكل شىء يتم بتوفيق ربنا سبحانه وتعالى.
< تتعاون للمرة الثالثة مع اللبنانية نور فى «جودر» بعد مسلسلى «ظل الرئيس» و«ضل راجل».. فماذا عن التعاون؟
ــ نور صديقتى جدا وشخصية محترمة وملتزمة لأبعد حد، وأكون سعيدا بالتعاون معها فى أى عمل فنى، واختيارها للعمل جاء عن طريق الشركة المنتجة ومخرج العمل، وستكون مفاجأة للجمهور هذا العام فى دور شواهى.
< قدمت من قبل أدوار الأكشن والدراما.. واليوم تقدم لأول مرة عملا ينتمى إلى الفانتازيا.. صف لنا الاختلاف بينهما؟
ــ اللهم لك الحمد على كل شىء، أنا أحب التغيير دائما فى أعمالى الفنية، فقدمت فى «ظل الرئيس» حارسا سابق لرئيس الجمهورية، وفى «رحيم» قدمت رجلا خارجا على القانون ويتعاون مع رجال الشرطة لإسقاط مافيا كبيرة فى غسل الأموال، أما «لمس أكتاف» فكان يناقش قضية المخدرات، و«الفتوة» كان يناقش شكل الحارة والصراع على السلطة فى تلك الفترة فى منتصف القرن التاسع عشر، وشهد العمل جزءا من تاريخ شكل مصر فى الماضى، وفى «ضل راجل» قدمت دور الرجل مدرس الألعاب، وبنته تخطئ فيقف بجوارها ويساندها، ونقدم رسالة أن الكل معرض للخطأ، ولو ابنتك أخطأت لابد أن تقف بجوارها وتحميها وتعلمها، وفى «الاختيار 3» قدمت شخصية عظيمة وهى شخصية فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو عمل وطنى يرصد لحظة مهمة وفارقة فى تاريخ مصر، قام بها الفريق أول عبدالفتاح السيسى فى هذا الوقت، وتشرفت بهذا الدور، وبعدها قدمت شخصية مختلفة تماما وهى شخصية رجل الأعمال المتزوج الذى يعيش حياة سعيدة مع أسرته، وتقتحم حياته فتاة ويتزوجها سرا، وناقش العمل قضية الزواج الثانى وتأثيره على الأسرة، من خلال مسلسل «علاقة مشروعة»، وقدمنا رسالة أن الزواج الثانى غير مستحب إذا كان مؤثرا على البيت والأسرة، وهذا العام أقدم عمل فنتازيا عن ألف ليلة وليلة، فلم نقدم حواديت منها مؤخرا، وهو عمل مختلف، والأجيال الجديدة معظمها لا يعرف شيئا عن شهريار وشهرزاد ولا يعرف من هو شهريار وما هى قصته.
< تظهر بشكل مختلف فى الفترة الأخيرة بسبب «جودر» ولوك مختلف.. فما تأثير ذلك عليك؟
ــ طبعا شكلى مختلف، وهذه ليست المرة الأولى التى أقوم فيها بتغيير شكلى بالكامل بسبب تجسيد شخصية فى عمل فنى، وفى مسلسل «الاختيار ٣» قمت بتغيير شكلى تماما عندما جسدت شخصية فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وكان لى الشرف الكبير، وقمت بتغيير شكلى من أجل «جودر» وغيرت لون شعرى وحلقت لحيتى، وكل الناس قالوا لى صغرت وشكلك اختلف، صغرت ٢٠ سنة، وأنا عن نفسى أحب أن أعيش بشكلى الطبيعى ولكن أنا ممثل، والممثل يغير شكله على حسب المطلوب منه، وعلى حسب الدور الذى يقدمه.
< هناك منافسة بين مسلسلك «جودر» و«الحشاشين».. فكيف ترى هذه المنافسة؟
ــ أنا لا أحب كلمة منافسة، ولكن أحب كلمة المشاركة، فكلنا نتشارك فى إسعاد المشاهد وتثقيفه وترويح قلبه، والترفيه عنه، فمسلسل «جودر» ليس تاريخيا، و«ألف ليلة وليلة» هو عمل تراثى ينتمى إلى نوعية الفانتازيا، فيها خيال وفيها سحر وجن وأشياء غريبة، لكن المسلسل التاريخى تكون أحداثه حقيقية حدثت فى التاريخ، لذلك هناك فرق كبير جدا، وهذا قالب درامى مختلف تماما، وأتمنى نجاح «الحشاشين» ولكل الأعمال الدرامية الأخرى النجاح والتوفيق، لأن المستفيد الأول والاخير هو المشاهد، ونقدم له متعة وثقافة وترفيه وأشياء جميلة جدا.
< قدمت شخصية الرئيس عبدالفتاح السيسى من قبل.. فمن تتمنى تقديمه على الشاشة فى الفترة القادمة؟
ــ هناك شخصيات كثيرة أتمنى تقديمها على الشاشة، منهم من الزمن القريب شخصية الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ومنهم من الزمن البعيد شخصية طارق بن زياد، وأتمنى تقديمها فى عمل تاريخى، وهذا الأمر يسعدنى جدا، وكان لى الشرف بتقديم شخصية فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مسلسل الاختيار الجزء الثالث، وكان تحديا كبيرا لى كفنان، وتحديا أكبر كمواطن مصرى تقع على عاتقه مسئولية تقديم شخصية بمثل هذه الأهمية فى فترة حرجة فى تاريخ مصر، فكان هذا الدور تحديا كبيرا على المستوى الفنى والوطنى والنفسى لى كمواطن مصرى.
< بما أنك تميل إلى الاختلاف.. هل من الممكن أن نجدك فى عمل يتناول القضية الفلسطينية؟
ــ حلم عمرى تقديم عمل فنى عن القضية الفلسطينية.. فلسطين قضيتنا كلنا، وقد تفتحت أعيننا عليها منذ أن كنا أطفالا، تنفسناها مثل الهواء، وسنعلم أولادنا حب فلسطين وأن يدافعوا عن قضية شعب فلسطين، قضية فلسطين هى قضية الشعب العربى كله، وأتمنى أن أقدم فيلما عن فلسطين والقضية الفلسطينية، وأكثر شىء أتمناه هو أن يزيح الله عن أهل غزة الهم والغم، وينصر أهالى غزة، وتبقى فلسطين حرة مستقلة، وربنا يحفظ ويحمى أهل فلسطين ويرحم كل الشهداء.
< ما خطتك فى شهر رمضان؟
ــ أواصل تصوير مسلسل «جودر» فى رمضان، حيث يتبقى 20 يوم تصوير فقط، ولم أستطع مشاهدة الأعمال الرمضانية، حتى «جودر» لن أستطيع متابعته بسبب انشغالى بالتصوير، وبعد انتهاء رمضان أشاهد كل مسلسلات زملائى وأهنئهم على مجهودهم وأبارك لهم، لأن علاقتى بزملائى جيدة جدا، وربنا يكرمهم ويكرم كل الناس.
< ما سر غيابك عن السينما فى السنوات الأخيرة؟
ــ لدى فيلمان تم تأجيلهما فى الفترة الأخيرة بسبب انشغالى بالتحضير كل عام للموسم الرمضانى، فالتحضير للسباق الرمضانى يأخذ وقتا كبيرا ومجهودا كبيرا لكى أجد موضوع جديد، والحمد لله والشكر لله، لتقديمى مسلسلا مثل «جودر»، وأتمنى أن ينال إعجاب المشاهدين.