أخبار الفن

السينما وصورة العرب (10).. The Juggler فيلم يُصور فلسطين كأرض فارغة تنتظر الضحايا اليهود

نستعرض على مدار سلسلة، تمتد 15 يوما حلقات تتضمن حديثا عن السينما الأمريكية وعلاقتها بتكوين صورة مشوهة عن العرب بعد أحداث 11 سبتمبر، وكيف تنهار هذه الصورة وتتفتت بسبب منصات التواصل الاجتماعي، من خلال كشف مدى مساهمة الحكومات الأمريكية في قهر الشعب الفلسطيني والمساعدة على ابادته على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

من الجندي الذي أحرق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن، إلى الشباب الذين أعادوا اسم أسامة بن لادن إلى التريند على منصات التواصل الاجتماعي لقراءة رسالته إلى أمريكا، ومحاولة فهم لماذا يكره هذه الدولة؟، إلى جانب المئات من الاحتجاجات السلمية والوقفات الصامتة التي تُجرى على أرض الولايات المتحدة دعما لفلسطين منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن، وعشرات التوقيعات على رسائل تطالب بوقف إطلاق النار، ووقف الحرب في غزة من مشاهير هوليود مثل: جون ستيوارت، وخواكين فينيكس، ومارك روفالو، و رامي يوسف، وريز أحمد وغيرهم، كما شارك البعض بشكل مباشر في مظاهرات في الشارع مثل سوزان ساندرون.

وكانت حرب غزة هي الحجر الضخم الذي حرك المياه الراكدة، بعد سنوات من تكريس صورة معينة عن العرب كارهابيين، في عشرات الأفلام، ذات الإنتاجات الضخمة، ولكن في عصر منصات التواصل الاجتماعي، يرى العالم ما يحدث من قتل وإبادة مباشرة ويستطيع كل فرد الحكم بنفسه وتحديد موقفه، وهذه الصورة لم تبدأ بعد 11 سبتمبر فقط، فقد لعبت هوليود دورا محوريا في إقناع العالم بسردية الإسرائيليون الباحثون عن أرض لهم بعد ما فعله النازيون، لذلك نعود بالتاريخ إلى عام 1953.

– فيلم المشعوذ/ The Juggler

قبل المرحلة التي ركزت فيها هوليود على العرب والمسلمين، لكي تظهرهم في صورة الإرهابي أو المتطرف أو الهمجي، أو الجاهل والغبي، أو غريب الأطوار، كان العرب تمثيلهم في الأفلام التي تتعلق بإسرائيل على الهامش، وكأن أرض فلسطين كانت خاوية إلا من قلة من الأشخاص الرحالة، لذلك كانت الأفلام تركز بشكل كبير على فلسطين كأرض واليهود كشعب وصل ليجد ذاته المشتتة، وحاولت كثير من الأعمال استجداء التعاطف بكل الطرق، من خلال سينما متقنة فنيا حظيت بإشادات نقدية كبيرة وجماهيرية، خلصت صورة غير صحيحة عن الوضع في فلسطين، ومن بينها فيلم المشعوذ.

المشعوذ هو فيلم درامي أنتج في عام 1953، من بطولة كيرك دوجلاس، والذي يجسد شخصية أحد الناجين من الهولوكوست، وكان هذا أول فيلم روائي أمريكي يُنتج في إسرائيل.

يدور الفيلم حول دوجلاس الذي يصل مع نازحين آخرين إلى إسرائيل، وأثناء وجوده في معسكر مؤقت، تثير تصرفاته الغريبة اهتمام الطبيب النفسي في المخيم، ولكن دوجلاس ينفي إصابته بأي مرض ويهرب، في رحلته عبر البلاد، يصطحب جوي والش، وهو شاب يتيم، ويتجهان معًا شمالًا إلى مدينة الناصرة.

يشق دوجلاس طريقه إلى مستوطنة في سوريا، وعندما يصاب اليتيم الذي اصطحبه بلغم أرضي، ينقله إلى المستشفى، حيث يلتقي يائيل (ميلي فيتالي)، المرأة التي فقدت زوجها بسبب “العرب” كما يصورها الفيلم، وسرعان ما تزدهر قصة حب بين دوجلاس ويائيل، ويعترف لها بأنه هارب من الشرطة، في هذه الأثناء، يقوم المحقق الإسرائيلي كارني (بول ستيوارت) بتمشيط البلاد بحثا عن المشعوذ (دوجلاس)، ليس لإلقاء القبض عليه، ولكن لإقناعه بأنه ليس مطلوبًا بتهمة القتل، وأن الآخرين يريدون مساعدته.

يصور الفيلم المشعوذ واليتيم والفتاة وكأنهم ضحايا، أتوا إلى هذه الأرض لكي يجتمع شملهم ويجدون مكانا آمنا لهم، دون ذكر للشعب الأصلي صاحب الأرض.

هذا الفيلم صُور في الفترة التي تلت الحرب الإسرائيلية العربية عام 1948، وعلى الأرض التي كانت تجري دماء شعبها على يد العصابات اليهودية، ورغم ذلك لم يتعرض مطلقا لهذا الشعب، وقد تم التصوير في مدينة حيفا الفلسطينية المحتلة، ومستوطنة هانيتا على الحدود مع لبنان، ومواقع أخرى في الجليل الأعلى، وصٌور أحد المشاهد في منزل مدمر في إقرت، وهي بلدة عربية مسيحية، هجرت القوات الإسرائيلية سكانها، وكان التصوير بعد وقت قصير من تفجير القرية من قبل قوات الاحتلال، بحسب كتاب تاريخ هيوليود وإسرائيل.

أقرأ أيضاً:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *