أخبار مصر

ما دلالة قوله تعالى {قُلۡ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ}؟

لفت القرآن الكريم الأنظار، إلى مفتاح التعرف على تاريخ الأرض والحياة عليها، وذلك بالبحث في مكوناتها وهو ما ورد في الآية الكريمة من سورة العنكبوت: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ}.

وأوضح الأستاذ الدكتور أحمد فؤاذ باشا عضو مجمع اللغة العربية في كتابه “كلمات ربي وآياته في القرآن والكون”، في طبعته الأولى لعام 2014، أن محاولات العلماء لتحديد تاريخ الأرض ومراحل الحياة عليها تنوعت، فمنهم من اعتمد على حساب معدل التبخر في البحيرات التي ليس لها منفذ، مثل بحر قزوين والبحر الميت، وذلك انطلاقا من أن الزيادة المستمرة في ملوحة المحيطات يتناسب مع أعمارها.

ومنهم من ربط بين عمر الأرض وبين تشكلها ببطء شديد من سحابة غازية هائلة تسمى “السديم”، ليكون بمثابة اللغة التي يستنبط العلماء من قراءتها ودراستها تاريخ الأرض المسجل في صخور على أساس أن الحاضر هو مفتاح الماضي.

وتشير الآية الكريمة لعلم الحفريات والذي يعتبر معنى بدراسة بقايا آثار الحياة الأرضية القديمة والكائنات الحية في صخور القشرة الأرضية، للتعرف على البيئات القديمة التي عاشت فيها تلك الكائنات نتيجة مقارنتها بمثيلاتها التي تسكن بيئات الأرض في الوقت الحاضر.

كذلك كانت الحفريات ضرورية لتطوير التقويم الچيولوچي وتقسيمه إلى ثلاثة دهور معروفة للحياة القديمة والمتوسطة والحديثة، وقد ساعدت المجاهر فائقة التكبير حديثًا على اكتشاف حفريات من نوع “حبوب اللقاح” أفادت في تتبع مراحل تاريخ الأرض ومصادر ثرواتها الحيوية.

كما وفرت الطريقة الإشعاعية أداة جديدة لتقدير عمر الأرض بدقة أكثر، لكن تبقى كل النتائج العلمية التي تم التوصل إليها مجرد خطوة على طريق المعرفة نحو حقيقة بدء الخلق التي تمثل تحديًا مستمرًّا للعلم البشري مهما تطور وتقدم.

• تفسير الآية الكريمة {سِيرُوا فِي الْأَرْضِ}

فسر ابن عثيمين الآية الكريمة ﴿قُلۡ سِیرُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُوا۟ كَیۡفَ بَدَأَ ٱلۡخَلۡقَۚ ثُمَّ ٱللَّهُ یُنشِئُ ٱلنَّشۡأَةَ ٱلۡـَٔاخِرَةَۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ﴾، بأن الله تعالى يطلب من الناس الذين كانوا ينكرون قدرته في الأرض، بأن يسيروا فيها لتدبر الأشياء التي خلقها، بينها الوحوش والحشرات، و مخْلُوقاتِ المختلفة التي صنعها الله تعالى، للتفكير في كيف تَنْشَأُ هذه الأشياء؟ بدُون أن نرى لها خالقًا سوى الله عز وجل.

وأمره تعالى: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ﴾ يراد به السيْر بالبدن والقلب، فقد يسِير الإنسان ببدنه ويطَّلِع على مخلوقات الله، وقد يسِير بقلبه فيقرَأُ ما كُتِبَ عن مخلوقات الله.

ثم أنَّ السير بالقدم لا ينفَع إن لم يسير الإنسان بقلب يعتبر الأشياء من حوله، ولو أن الإنسان ماجَ فِجاجَ الأرض كلها وهو غافل ما استفاد مِن ذلك السير شيئًا، بل لا بد أن يكون هناك تَيَقُّظٌ واعتبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *