السينما وصورة العرب (12).. True Lies كوميديا تصور أمريكا الحائط الأخير في وجه الإرهاب
فتبدأ تلك الحلقات من الجندي الذي أحرق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن، إلى الشباب الذين أعادوا اسم أسامة بلادن إلى التريند على منصات التواصل الاجتماعي لقراءة رسالته إلى أمريكا، ومحاولة فهم لماذا يكره هذه الدولة، إلى جانب المئات من الاحتجاجات السلمية والوقفات الصامتة التي تُجرى على أرض الولايات المتحدة دعما لفلسطين منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن، وعشرات التوقيعات على رسائل تطالب بوقف إطلاق النار، ووقف الحرب في غزة من مشاهير هوليود مثل “جون ستيوارت، وخواكين فينيكس، ومارك روفالو، و رامي يوسف، وريز أحمد وغيرهم”، كما شارك البعض بشكل مباشر في مظاهرات في الشارع مثل سوزان ساندرون.
وقد كانت حرب غزة هي الحجر الضخم الذي حرك المياه الراكدة بعد سنوات من تكريس صورة معينة عن العرب كإرهابيين، في عشرات الأفلام، ذات الإنتاجات الضخمة، ولكن في عصر منصات التواصل الاجتماعي يرى العالم ما يحدث من قتل وإبادة مباشرة، ويستطيع كل فرد الحكم بنفسه وتحديد موقفه، وهذه الصورة لم تبدأ بعد 11 سبتمبر فقط، فقد لعبت هوليود دورا محوريا في إقناع العالم بسردية الإسرائيليون الباحثون عن أرض لهم بعد ما فعله النازيون، لذلك نعود بالتاريخ إلى 1994.
• أكاذيب حقيقية/ True Lies
هو فيلم أكشن كوميدي أمريكي، صدر عام 1994، من تأليف وإخراج جيمس كاميرون، بطولة أرنولد شوارزنيجر، جيمي لي كورتيس، توم أرنولد، آرت مالك، تيا كارير، بيل باكستون، إليزا دوشكو، جرانت هيسلوف وتشارلتون هيستون.
ويقدم شوارزنيجر دور هاري، جاسوس أمريكي بارع، متزوج منذ 15 عامًا من زوجة تدعى هيلين (جيمي لي كيرتس)، التي تعتقد أنه يعمل في مجال البرمجيات، لكن في الحقيقة يعمل لصالح ما يسمى قوة أوميجا، والتي تصف نفسها في ختمها الرسمي أنها “خط الدفاع الأخير”.
وبطل الفيلم هاري تاسكر، عميل سري لقطاع أوميجا، وهي وكالة أمريكية سرية لمكافحة الإرهاب، ويتسلل هاري مع زملائه إلى حفل في سويسرا يستضيفه ملياردير عربي يدعى جمال خالد، وفي الحفلة، يلتقي هاري بشخص يدعى جونو سكينر، الذي يعمل ظاهريا كمسؤول لخالد، ولكنه أيضًا شخص يتقاضى أجرًا من فصيل”الجهاد القرمزي”، وهو فصيل إرهابي عربي بقيادة شخص يدعى سليم أبو عزيز.
ويقرر هاري زيارة الفصيل متخفيًا، ويكتشف “الإرهابيون” حقيقته ويحاولون قتله، وينجح في النجاة بحياته لكن يفقد أحد أصدقائه، ونتيجة لهذه المعركة يغيب هاري عن حفلة عيد الميلاد التي خططت له زوجته وابنته.
ويركز الفيلم، كما كثير من أفلام هوليود، على فكرة البطل الأمريكي المضحي من أجل العالم، لحماية الناس من شرور الإرهاب، وأثر ذلك على حياته الشخصية، التي تظهر تبعات عمله عليها من خلال فقدانه موعد حفل عيد الميلاد، وعدم الاهتمام بزوجته وابنته.
ويستدل أيضا على مفهوم البطولة من خلال شعار المؤسسة السرية “خط الدفاع الأخير”، وكأنها مؤسسة هدفها بطولي بحت لحماية البشرية من خطر الإرهاب، والذي جميع عناصره هم شخصيات عربية مسلمة، تريد قتل الأبرياء، ويمكن تفسير عبارة خط الدفاع الأخير بمفهوم أوسع، كأنها دلالة على أن أمريكا هي خط الدفاع الأخير لحماية العالم من الإرهاب.
كما يدعم الفيلم، الذي لا يخلو من لمحات كوميدية، فكرة استحواذ أو وصول الجماعات الإرهابية، التي تريد تدمير الولايات المتحدة، على رؤوس نووية، وهو الأمر الذي يحاول البطل إيقافه، قبل أن تنفذ الجماعة الإرهابية تهديدها الذي أعلنته وهو تفجير 4 رؤوس نووية أسبوعيا في ولاية أمريكية.