السينما وصورة العرب (13).. body of lies: فيلم عن ألاعيب أمريكا لمحاربة الإرهاب العربي
من الجندي الذي أحرق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن، إلى الشباب الذين أعادوا اسم أسامة بلادن إلى التريند على منصات التواصل الاجتماعي لقراءة رسالته إلى أمريكا، ومحاولة فهم لماذا يكره هذه الدولة، إلى جانب المئات من الاحتجاجات السلمية والوقفات الصامتة التي تُجرى على أرض الولايات المتحدة دعما لفلسطين منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن، وعشرات التوقيعات على رسائل تطالب بوقف إطلاق النار، ووقف الحرب في غزة من مشاهير هوليود مثل: جون ستيوارت، وخواكين فينيكس، ومارك روفالو، ورامي يوسف، وريز أحمد وغيرهم، كما شارك البعض بشكل مباشر في مظاهرات في الشارع مثل سوزان ساندرون.
وكانت حرب غزة هي الحجر الضخم الذي حرك المياه الراكدة بعد سنوات من تكريس صورة معينة عن العرب كإرهابيين، في عشرات الأفلام، ذات الإنتاجات الضخمة، ولكن في عصر منصات التواصل الاجتماعي يرى العالم ما يحدث من قتل وإبادة مباشرة ويستطيع كل فرد الحكم بنفسه وتحديد موقفه.
جسد من الأكاذيب/ body of lies
هو واحد من أفلام هوليود الشهيرة، نظرا لفريق العمل الذي وقف وراء صناعته وأبطاله، فهو من إخراج وإنتاج ريدلي سكوت، وتأليف ويليام موناهان، وبطولة وبطولة ليوناردو دي كابريو، وراسل كرو، وأوسكار إيزاك، جولشفتي فرحاني، وهو معالجة سينمائية لرواية ديفيد أغناطيوس، وصدر عام 2008.
تدور الأحداث حول روجر فيريس (ليوناردو دي كابريو)، مدير عمليات المخابرات الأمريكية في الشرق الأوسط وأد هوفمان (راسل كرو) رئيسه، ومهمته الأساسية هي التخطيط للإيقاع بمنظمة إرهابية قاتلة (من الواضح أنها نسخة لتنظيم القاعدة)، يقوم باختلاق منظمة إرهابية منافسة وهمية، واختلاق زعيم وهمي، وإنشاء مسار أدلة مقنعة واستخدامه للتخلص من آل سليم، الزعيم السري للتنظيم الإرهابي الخطير في الشرق الأوسط، والهدف من ذلك زلزلة قدم آل سليم وإخراجه من مخبئه لحراسة المنطقة التي يسيطر عليها ومواجهة المنظمة الجديدة (الوهمية).
تنتقل الأحداث بين أكثر من دولة عربية، منها العراق والأردن وسوريا، حيث روجر يعمل في عمان مع (هاني سلام) مدير الأمن الأردني الذى يشترط عدم إخفاء أي أمر عنه، ويحاول الفيلم نقل الحياة العربية من وجهة نظرهم، حيث يمشي روجر وهو يعرج في ساحة فارغة مليئة بالقمامة على مشارف بلدة عراقية مرتديًا سترة متسخة وسروالًا رياضيًا رخيصًا.
وفي كل مرة يظهر فيها روجر ورفاقه في ساحة عامة أو شارع عربي، يبدو أن ملابسهم جاءت من أقرب متجر لبيع السلع المستعملة، حتى السيارات خردة إلى حد كبير، من الواضح أن هذا المظهر هو هدف مقصود من المخرج بهدف أن تكون الشخصيات مندمجة مع السكان المحليين.
كما يركز الفيلم، في خضم الأحداث التي تتعلق بالإرهاب والجماعات الإسلامية التي تريد تفجير مدن أوروبية، على الصعوبات التي تواجهها مرأة مسلمة في مواعدة رجل غربي، حيث عيون التجسس في كل مكان، من خلال قصة حب الممرضة عائشة وروجر.
ويشير الفيلم إلى الأساليب التي يتبعها الإرهابيون المسلمون وطرق التواصل الخاصة بهم، وكيف أنهم قادرون على مراوغة أجهزة المخابرات، حيث يشرح هوفمان لرؤسائه أن لرؤسائه أن تراجع الإرهابيين إلى أساليب الاتصال ما قبل عصر التكنولوجيا يجعل الأدوات عالية المواصفات التي تستخدمها وكالة المخابرات المركزية عديمة الفائدة، مما يزيد من قيمة أساليب الذكاء البشري التي يتبعها عملاء مثل روجر.
وكتبت الجارديان عن الفيلم: “من المغري أن ننظر إلى جولة ريدلي سكوت الأخيرة باعتبارها استعارة ماكرة لمغامرات أميركا الفاشلة في الشرق الأوسط”، وقال ديفيد دينبي من مجلة نيويوركر، إن هذا كان اقتراح سكوت بأن وكالة المخابرات المركزية لديها التكنولوجيا، ولكن ليس الذكاء البشري لمحاربة الإرهاب بشكل صحيح في الشرق الأوسط.
ومن المعلومات المتداولة عن الفيلم، أن ريدلي سكوت سعى للتصوير في دبي، الإمارات العربية المتحدة، لكن المجلس الوطني للإعلام التابع للاتحاد، رفض إذن المخرج بسبب طبيعة السيناريو الحساسة سياسيا، ونتيجة لذلك، تم تصوير المشاهد التي تدور أحداثها في الأردن والمغرب بدلا من الإمارات.