نيقولا معوض لـ«الشروق»: طالما تمنيت أن أجسد شخصية عمر الخيام وأحب رباعياته وأفكاره
*اعتذرت عن «الحشاشين» المرة الأولى بسبب انشغالى بتصوير «الثمن».. ولم أتردد فى قبوله لاحقا
كشف الفنان اللبنانى نيقولا معوض، عن مدى حبه لشخصية «عمر الخيام» فى مسلسل «الحشاشين»، والذى حالفه الحظ فى تقديمها بعدما اعتذر عنها على مضض فى المرة الأولى بسبب انشغاله بتصوير مسلسل «الثمن» فى تركيا، إلا أنه تم تأجيل مشاركة المسلسل فى الموسم الرمضانى 2023 إلى رمضان الحالى، مشيرا إلى أنه لم يفكر مرتين فى قبول الدور الذى يعتبره محطة مختلفة وكبيرة كونه يجسد عالم رياضيات ولديه عقل وحكمة كبيرة، ولكنه أيضا شاعر ويمتلك قلبا كبيرا. تحدث نيقولا لـ«الشروق» عن تفاصيل مشاركته فى «الحشاشين» وما الجوانب التى أراد إظهارها للجمهور فى «عمر الخيام».
< ما الذى حمسك للمشاركة فى «الحشاشين»؟
ـــ كل شىء جذبنى للمشاركة فى «الحشاشين»، فعندما عرض علىّ العام الماضى كنت مجبرا على الاعتذار عنه لأننى كنت أصور مسلسل «الثمن» فى تركيا، وكل منهم كان يحتاج التفرغ التام، وكنت مستاء جدا أننى اعتذرت عنه، وعندما طلبونى مرة أخرى هذا العام من أجل الدور، وافقت على الفور ولم أفكر مرتين، أنا قرأت الدور قبلها بعام وكنت متحمسا له جدا لأنه من تأليف عبدالرحيم كمال وإخراج بيتر ميمى، كما أننى كنت متأكدا أن هذا العمل سيكون ضخما وعلى مستوى تقنى عال، وكل من شاهد المسلسل سيتأكد أنه لم يبخل عليه فى أى شىء سواء ملابس أو ديكورات أو سفر أو تقنيات تصوير، أو حتى ممثلين وإخراج، وهذا واضح جدا فى النتيجة التى خرجت فى النهاية فأنا وصلنى تعليقات من أشخاص لا يشاهدون أعمالا عربية، ولكنهم شاهدوا الحشاشين لقربه من جودة الأعمال الأجنبية التى يشاهدونها.
< كيف استعددت لشخصية عمر الخيام؟
ـــ أنا أصلا أحب عمر الخيام جدا، وأحب رباعياته وأفكاره، وأعلم جيدا من هو عمر الخيام من قبل حتى أن يعرض الدور علىّ، ولذلك عندما حدثونى العام الماضى عن الدور واضطررت إلى الاعتذار على مضض بسبب انشغالى بتصوير مسلسل «الثمن»، وكنت حزينا جدا لأن الدور ذهب منى، وسعدت كثيرا عندما أخبرونى أن المسلسل تم تأجيله وأننى من سأقوم بالشخصية التى طالما تمنيت تجسيدها، كما أن نص عبدالرحيم كمال، يجعلك لا تريد أن تبحث فى المراجع أو أى مصدر آخر خارجى لتكسب معلومات أكثر عن الشخصيات.
< ما أكثر التفاصيل التى ركزت عليها فى شخصية عمر الخيام؟
ـــ عمر الخيام لديه طبقيات وتقلبات كثيرة فى شخصيته، وهذا كان مدخلى للشخصية وأكثر ما جعلنى أحبها، وأحببت أن أجسد التفاصيل التى يراها عبدالرحيم كمال، فنحن بالنسبة لنا عمر الخيام شخصية عظيمة وعالم جبر ورياضيات وفلك، وفى نفس الوقت هو شاعر، ولكن عمر الخيام بالنسبة لنفسه لم يكن كذلك، ولم يكن راضيا عما يفعل فى الحياة، ويشعر دائما أن حياته ليس لها أى معنى، وكان كثيرا ما يدخل فى فترات اكتئاب ويقول إنه يشعر بأنه سيموت وسيصبح جزاء من التراب وهو لم يفعل شيئا يحمل معنى لحياته، وهذا مذكور عنه فى الكتب وفى ورق المسلسل، ورغبت كثيرا فى إظهار هذه التفاصيل، وحرصت كثيرا على أن لا يظهر انبهارى بعمر الخيام من خلال تمثيلى وأن أجسد النظرة التى كان عمر الخيام يرى بها نفسه.
< ما أصعب المشاهد التى قابلتك فى العمل؟
ـــ لم يكن لدىّ صعوبات فى المشاهد أو حتى وقت التحضير خاصة فى إلقاء الشعر، فأنا خريج مسرح وعملت بعد ذلك فى المسرح الأكاديمى وقدمت العديد من المسرحيات بالفصحى فى لبنان، وأحب اللغة العربية الفصحى كثيرا وأمثل بالفصحى منذ زمن، وهذا لم يكن عائقا بالنسبة لى بالعكس، وأحببت أن الجمهور المصرى لاحظ أننى كنت أتكلم الفصحى بالمصرى، فالفصحى فى مصر مختلفة عما هو موجود بلبنان.
< الكثير لا يفضل تقديم شخصيات تاريخية أو تم تقديمها من قبل تجنبا للمقارنة.. هل كنت تضع فى بالك المقارنة بمن جسد شخصية عمر الخيام قبلك؟
ـــ لا أخاف من المقارنة، وعمرى ما خفت منها، لو لعبت شخصية لعبها أى ممثل قبلى، أو حتى لعبت دورا فى مسلسل أجنبى معرب أو مقتبس، لا أشاهد من قدمها قبلى ماذا فعل وما التفاصيل التى أظهرها فى الشخصية، وذلك لأننى مؤمن بأن الفن واسع جدا، وأنا متأكد من أنه إذا جاء 10 ممثلين ليقدموا نفس الشخصية، كل منهم سيقدمها بطريقته، وحتى إذا جاء 10 كتاب ليكتبوا عن نفس الشخصية كل منهم سيكتب شيئا مختلف عن الآخر وهذه هى متعة الفن.
< كيف تجد العمل مع المخرج بيتر ميمى؟
ـــ بيتر ميمى العمل معه متعة، ودائما ما كنت أرغب فى العمل معه، وهذه فرصة كنت أتمنى أنها تأتى، وعندما عملت معه رأيت مقدار اجتهاده، فالمسلسل يعيش معه طوال الوقت ودائما ما يفكر به، ويمكن أن يحدثك فى أوقات متأخرة بعد انتهاء التصوير لأنه يفكر فى تفاصيل للشخصيات بشكل عام، وعلى الرغم من الضغط الذى كنا نعيشه فى أثناء التصوير بسبب مواقع التصوير الصعبة والمشاهد الصعبة إلا أنه لم يتنازل عن أى شىء يريد أو يراه مهم للمسلسل، فهو مخرج يعرف جيدا ماذا يريد وفى الوقت نفسه يترك لك المساحة لتضيف ما تريد، وقليل جدا ما تجد مخرج لديه ميزان بين تنفيذ ما يريده وترك مساحة إبداع للممثل، فتجد مخرجين يفرضون طريقة التمثيل والبعض الآخر يتركونك تفعل ما تريد، ووجود التوازن الذى لدى بيتر ميمى هو متعة للممثل لأنك تشارك ما تفعل مع المخرج، وهو ما جعلنا أصدقاء بعد الانتهاء من تصوير المسلسل.
< كيف تجد العمل مع المؤلف عبدالرحيم كمال؟
ـــ هذه المرة الثانية التى أقدم بها عملا من كتابة عبدالرحيم كمال، أول دور كان أو عمل لى بمصر وهو مسلسل «ونوس»، وسعيد جدا بعملى معه للمرة الثانية، فأنا أحب روحه فى الكتابة، وأعماله بالنسبة لى هى الأمتع.
شخصية عمر الخيام من أكثر الشخصيات التى لديها مرجعيات فى التاريخ، ولكن نص عبدالرحيم كمال، يجعلك لا تريد أن تبحث فى المراجع أو أى مصدر آخر، فهو يكتب الشخصيات بطريقة مفصلة جدا وثرية بالتفاصيل، لدرجة أنك تميز الشخصية بعد قراءة النص حتى إن كنت لا تعلم أن هذه شخصية عمر الخيام.
< كيف كان تعاونك مع كريم عبدالعزيز وفتحى عبدالوهاب؟
ـــ كريم عبدالعزيز وفتحى عبدالوهاب من أجمل الناس التى تعاملت معها، ليس فقط على الصعيد الفنى ولكن على الصعيد الإنسانى، وهما يثبتان لى نظرية أنا أؤمن بها وهى أن الممثل الجد هو إنسان بجد، ومن أكثر المواقف التى أقدرها لكريم عبدالعزيز هو تصفيقه الحار لى فى بعد انتهائى من أحد المشاهد، وهذا الأمر نادرا ما يحدث بين الممثلين، وهذا الموقف يمكن أن يصف لك مدى صدق وإنسانية كريم عبدالعزيز وحبه للخير لكل الناس.
< ما رأيك فى انتقاد الجمهور لعدم استخدام اللغة العربية الفصحى فى العمل واستخدام العامية المصرية؟
ـــ أنا بالطبع مع أن العمل يكون باللغة العامية المصرية، وليس باللغة العربية الفصحى، مع أننى سبقت وقدمت كثيرا أعمالا بالفصحى، حتى أننى قدمت مسرح بالفصحى والذى هو أصعب من التلفزيون لأنك لا تستطيع تصحيح كلامك إذا أخطأت، ولكن دعنا نتحدث بصراحة لو كان العمل بالفصحى كم شخص سيشاهد المسلسل من الشعب المصرى أو العربى بشكل عام، ومن الشباب بشكل خاص، وكم شخص سيفوته مشاهدة عمل مثل هذا، مسلسل مصرى 100% صنع بتقنيات عالمية وبمستوى ينافس الأعمال العالمية بجدارة، وبالنسبة للناس التى تقول إن العمل كان يجب أن يكون بالفصحى وليس بالعامية، أدعوهم لمشاهدة الأعمال التاريخية العالمية سيجدون أن كل عمل يتحدث بلغة البلد التى صنع فيها، على سبيل المثال فيلم «نابليون» كان بالإنجليزية الأمريكية، لأن الفيلم صنع فى أمريكا، على الرغم ولا يخفى على الجميع إن نابليون فرنسى، ولكن لا يوجد فيلم أو مسلسل يقوم بالتصوير بلغة أخرى غير المتداولة ببلده، وأنا بالنسبة لى سعيد لأن العمل باللهجة العامية المصرية والتى هى أسهل اللهجات للوصول إلى جميع المشاهدين فى الوطن العربى، ويجب أن يكون الشعب المصرى فخورا بأن العمل يتحدث لغته العامية والمتداولة وليس بالفصحى.
< كيف وجدت ردود فعل الجمهور على شخصية عمر الخيام والمسلسل؟
ـــ أنا سعيد جدا بردود أفعال الجمهور من أول عرض المسلسل، وتفاجأت من حبهم للشخصية التى ظهرت منذ أول حلقتين، فعادة تنتظر بعض الوقت حتى يبدأ الجمهور فى التفاعل مع المسلسل والشخصيات، وأحببت أنهم شاهدوا عمر الخيام الذى رغبت فى تقديمه وإظهاره، وهو إنه عالم رياضيات ولديه عقل وحكمة كبيرة، ولكنه أيضا شاعر ويمتلك قلبا كبيرا يتحكم به ويسيطر عليه وعلى تصرفاته، وسعدت كثيرا عندما وجدت أنهم لمسوا ذلك منذ أول حلقة.
< شاركت فى أعمال عالمية ورأيت مستوى الصناعة فى الخارج.. هل ترى أنه يمكننا المنافسة معها فى وقت قريب؟
ـــ تجربتى فى الحشاشين من أقرب ما يكون للسينما العالمية، وأنا فخور جدا بكل شخص عمل بهذا المسلسل سواء أمام الكاميرا أو خلفها، فالجميع عمل باحترافية عالية، وأسعد كثيرا عندما يقول لى أى شخص ممن عملت معهم فى الخارج إنه عندما شاهد مقطعا نشرته على حساباتى بمواقع التواصل الاجتماعى، أثاره الفضول وشاهد حلقة أو اثنين من المسلسل، ويخبرنى أنه لا يصدق أن هذا العمل مصرى أو عربى، وهذا الشىء يشعرنى بالفخر جدا بما قدمناه.
< ما الذى تحضر له فى الفترة القادمة؟
ـــ أنا فى دولة الإمارات منذ أن انتهيت من تصوير مشاهدى بمسلسل «الحشاشين»، أقوم بتصوير عمل عالمى، لا أستطيع التحدث عن تفاصيله، ولكنى سعيد جدا بأننى أقوم بثالث تجربة عالمية بالنسبة لى، ونصور أحداث العمل فى رأس الخيمة والعين ودبى، مع فريق عمل أجنبى، والعمل يشغل وقتى بالكامل لأنه عمل من العيار الثقيل ويحتاج لتركيز ووقت كبيرين ونقوم بالتصوير فى ظروف صعبة وقاسية جدا، وقريبا سأعلن عن الموضوع.