عبد الحليم قنديل: عبد الناصر تعامل مع خصومه برقي واحترام
– “في مراجعات ما بعد 1967 حرص عبد الناصر على الإخلاء التدريجي للسجون من المعتقلين”
قدم الكاتب الصحفي، عبد الحليم قنديل، تحليلا لبعض فترات حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وما قبلها، وذلك خلال حواره مع الإعلامي أحمد العصار، عبر برنامجه “حوار عن قرب” الذي يقدمه عبر قناته على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال قنديل إن “الملك فاروق لم يكن حاكمًا حقيقيًا، وكان قصر المندوب السامي البريطاني هو المهيمن على الحكم حينها”.
وأشار إلى أنه في عام 1964 سجل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ملاحظاته وكتب عنوانًا لإحدى الصفحات (المطلوب ثورة على الثورة)، وأنه لا بد من الخروج من دائرة الضباط الأحرار، واستبدالها بوجوه جديدة، وأن (العالم لم يعد يقبل الحكومات العسكرية)”.
ورأى “قنديل” أن “عبد الناصر تردد في قبول استقالة عبد الحكيم عامر عام 1956 وكان هذا يعد خطأ قاتلا”، مردفا : “سعي عامر للتشبث بالسلطة خاصة في الجيش كان قائمًا رغم كارثة 1967”.
وعن هزيمة عام 1967، أوضح “قنديل” أن :”المصادر المعلوماتية التي حصل عليها عبد الناصر من القادة العسكريين ومن بينهم عبد الحكيم عامر كانت مضللة”.
وتابع: بعد النكسة فوجئ عبد الناصر بهبة الشعب المصري الرافضة لتنحيه، وكل ما قيل من أن هناك أدوارًا لأي جهة في الدولة لحشد هذه المظاهرات كان كذبًا، لسبب بسيط، هو أن الدولة كلها كانت منهارة”.
وأوضح “قنديل” أن اختيار عبد الناصر لزكريا محي الدين ليكون رئيسًا للجمهورية جاء لرغبته أن يبدأ عهدًا جديدًا يعرض فيه الأمر على الشعب من جديد، فيختار من يريد، وليس من يريد عبد الناصر تنصيبه.
وأضاف :”كانت دوافع عبد الناصر لترشيح زكريا محي الدين أن مواقف الأخير كانت أكثر لطفًا من عبد الناصر في التعامل مع أمريكا”، مشيرا إلى أن ما تردد عن نية تنصيب عبد الناصر لشمس بدران كان كذبة.
وبشأن الأفلام التي تناولت أوضاع السجون والمعتقلين خلال فترة حكم عبد الناصر، قال قنديل إن: كل هذه الأعمال والروايات تضمنت جزء من المبالغات، مؤكدًا أن لحظات التحول في تاريخ المجتمعات وخاصة الثورية تنطوي على تجاوزات استثنائية جرت مع كثيرين، حتى من أصدقاء الثورة كالشيوعيين وغيرهم.
وأوضح “قنديل” أن الانشقاق الذي حدث في السلطة بتكوين مركز قوى عن طريق عبدالحكيم عامر وغيره، أعاد الجيش إلى الحياة العامة، وتمثل ذلك في بعض الهيئات والأدوار مثل؛ اللجنة العليا لتصفية الإقطاع، ودور الشرطة العسكرية، وجماعة حمزة البسيوني.
ورأى أن “عبد الناصر” كان يحصل على معلوماته من هذه المراكز، ومن المؤكد أن كثيرًا من التفاصيل لم يكن عبد الناصر على علم بها بدليل أنه كتب في المحاضر السرية: لا يشرف شخصًا مثلي أن يكون لديه أي معتقل، وحين صارت السلطة خالصة له عام 1967 تعامل مع خصومه السياسيين برقي واحترام.
وأشار قنديل إلى أنه “في مراجعات ما بعد 1967 حرص عبد الناصر على الإخلاء التدريجي للسجون من المعتقلين، وهو ما تم بالفعل وتبقى 273 شخصًا فقط بعد رحيله، وكان ذلك لأسباب سياسية”.
وعن مشهد الملايين في جنازة جمال عبد الناصر أكد “قنديل” أنها الحدث الأضخم في التاريخ الإنساني، وكان هذا الحشد المهيب شهادة شعب بحب هذا الزعيم.