هل ظهرت شخصيات من قصص أخرى لإحسان عبدالقدوس في مسلسل إمبراطورية ميم؟
يعرض في شهر رمضان مسلسل إمبراطورية ميم”، وهو المعالجة التلفزيونية لنص قصصي بنفس الاسم، ضمن مجموعة بنت السلطان القصصية للكاتب المصري إحسان عبدالقدوس، تأليف محمد سليمان عبدالملك، وإخراج محمد سلامة، وبطولة خالد النبوي، وسبق وقد قدمت معالجة سينمائية لنفس القصة من بطولة فاتن حمامة في سبعينيات القرن الماضي.
ويظهر في العمل ملامح دمج شخصيات روائية أخرى من أعمال مختلفة لإحسان عبدالقدوس في المسلسل المعروض حاليا، والممتد على مدار أيام شهر رمضان، ولم تقتصر حلقاته على 15 حلقة مثل بعض المسلسلات.
وظهرت شخصية مادي في الحلقة الأولى من المسلسل، وبدت مرتدية نظارة سوداء وغامضة، تتجاهل جميع من حولها إلا من تهتم لشأنه وفق مزاجها الشخصي، بالإضافة لتصرفاتها المتهورة واستغنائها عن الجميع، واعتمادها على رأيها الشخصي فقط، ومن أهم السمات الشكلية لشخصي مادي ارتداء النظارة السوداء، وجميعها تقترب من صفات شخصية مادي بطلة رواية “النظارة السوداء”.
وصدرت رواية النظارة السوداء عام 1952، وقدمت معالجة سينمائية لها عام 1963، من سيناريو لوسيان لامبير وحوار محمد كامل عبد السلام، وإخراج حسام الدين مصطفى، وجسدت الشخصية النجمة حينها نادية لطفي، وشاركها البطولة أحمد مظهر وأحمد رمزي.
ومادي ضمن سياق الأحداث الدرامية للمسلسل تقع في علاقة غرامية مع شخصية مروان –نور النبوي- الابن الأكبر لمختار صاحب الإمبراطورية -خالد النبوي- والذي يقع في تشابك واختلاف في الآراء مع والده وهو الخط الدرامي الأساسي في العمل، وتلعب ميان السيد شخصية مادي.
أما الشخصية الأخرى التي تتقاطع مع أحداث العمل، آتية من عالم نص “أنا لا أكذب ولكني أتجمل”، وهو قصة قصيرة ضمن مجموعة قصصية اسمها “الهزيمة كان اسمها فاطمة” نُشرت عام 1975، وكانت الشخصية باسم إبراهيم، وقدمت في معالجة سينمائية، في فيلم تلفزيوني من إنتاج عام 1981، من بطولة أحمد زكي، ولكن ظهرت في المسلسل باسم الدكتور أحمد المدرس في كلية الحقوق.
وتظهر سمات الدكتور أحمد منذ الحلقة الأولى، مُتعجرف ويصل إلى درجة من الثقة بالنفس تتوازى مع الغرور، يتحدث مع منى ابنة مختار الكُبرى –هاجر السراج- والتي تسعى للسفر للحصول على بعثة مخصصة لدراسة القانون، وتتصادم رغبتها مع رغبة والدها، فتقرر الزواج من أحمد لكي تستطيع السفر، وعندما تفشل خطتها تسافر دون رغبة مختار.
وتقول شخصية أحمد في حوار مع مختار الأب، بعد اكتشاف حقيقة كذبه وادعاءه أنه ينتمي لطبقة اجتماعية مختلفة عن ما يدعي، نفس الكلام تقريبا الذي قاله إبراهيم في مواجهته أمام خيرية زميلته عندما اكتشفت حقيقته: “أنا مكدبتش وعمري ما كدبت إذا اعتبرنا الروج اللي إنتٍ بتحطيه ومرواحك للكوافير كدب.. ليه بيقولوا على البنت اللي بتحط روج إنها بتتزوق مبتكدبش أهو أنا مظهري وكلامي كان مجرد زواق تجميل اجتماعي، أنا بجمل وضع مليش ذنب فيه، لازم نتجمل نتستر”.
وفيلم “أنا لا أكذب ولكني أتجمل” من سيناريو وحوار ممدوح الليثي، وإخراج إبراهيم الشقنقيري، وبطولة أحمد زكي، وآثار الحكيم، وصلاح ذو الفقار، وزهرة العلا.