شخصيات درامية لا تُنسى (14).. عبلة طبيبة الأطفال التي أحدثت أزمة في رمضان
نبدأ في النصف الثاني من شهر رمضان مجموعة جديدة من الحلقات، التي تركز على شخصيات درامية شهيرة مثل: إبراهيم الطاير وسليم البدري وأبو العلا البشري وغيرهم، وهي شخصيات تركت بصمة في ذهن الجمهور على مدار سنوات من التألق الدرامي الذي عاشته مصر منذ بداية التلفزيون المصري، وحتى الآن مازالت هذه الشخصيات يتردد ذكرها ضمن حالة النوستالجيا والتقدير الكبيرة للمسلسلات التي صنعها أسطوات الدراما التلفزيونية، وأصبح لها مجموعات على منصات التواصل الاجتماعي للحديث عنها وعن شخوصها وصُناعها.
نعود في هذه الحلقة إلى عام 2007، مع شخصية طبيبة الأطفال عبلة عبد الرحمن، التي قدمتها النجمة يسرا، في موسم دراما رمضان حينها، وتسببت في إثارة جدل واسع، بسبب مشاهد الاغتصاب التي تضمنتها الحلقات الأولى.
• صدمة الاغتصاب على الشاشة الصغيرة
بدأ عرض مسلسل قضية رأي عام، بالتزامن مع بداية شهر رمضان المبارك، وبعد أول حلقتين منه قامت عاصفة من الجدل بسبب مشهد الاغتصاب المطول على الشاشة الصغيرة، والتي اعتاد الجمهور المصري على أن المسلسلات تكون أكثر تحفظا من السينما، وفجأة يتم تنفيذ مشهد اغتصاب لثلاث سيدات، مما أثار الجدل حول العمل ولفت الانتباه له، وحظى بمتابعة واهتمام جماهيري ونقدي كبير، وهو من تأليف محسن الجلاد وإخراج محمد عزيزية.
عبلة عبد الرحمن سيدة مصرية تعيش حياة مستقرة مع زوجها وابنها وابنتها، ولكن تنقلب حياتها تماما بعد تعرضها لحادث اغتصاب برفقة صديقتها طبيبة شابة والممرضة المصاحبة لها، وتكتشف أن من قام بالفعل هو ابن وزير مهم وأصدقائه مدمني المخدرات.
تمثل شخصية الدكتورة عبلة المرأة القوية التي ترفض الاستسلام وتواجه جميع العقبات التي تقف في وجهها للوصول إلى الحقيقة ومعاقبة الجُناة، رغم علمها بمكانة ونفوذ والد المتهم، بالإضافة إلى حلقة التهديدات والتشويه التي تعرضت لها، وتخلي زوجها وأبنائها عنها.
اعتادت يسرا على أن تطل كل عام على جمهورها بمسلسل جديد يعرض في موسم رمضان، مثل حياة الجوهري وملك روحي وأين قلبي ولقاء على الهواء وأحلام عادية، وبعد غياب عامين عادت بشخصية الدكتورة عبلة عبد الرحمن لتناقش من خلال الشخصية ما تواجهه النساء اللاتي يتعرضن للاغتصاب في المجتمع، وكم الضغوط التي تقع على عاتقهم وسط أزمتهم النفسية الكبرى مع حادث الاغتصاب.
• الاستعانة بطبيب بعد أداء المشهد
وقد صرحت يسرا في حوار مع جريدة الرأي بعد عرض المسلسل عن صعوبة أداء شخصية الدكتورة عبلة وتحديدا مشهد الاغتصاب، قائلة: “أعتذر لجمهوري عن مشهد الاغتصاب، ولكنه كان لابد أن يعرض هكذا وبنفس تفاصيله لأن هذا المشهد هو المحور الأساسي الذي بنيت عليه باقي أحداث المسلسل، وبالرغم من أن المشهد تم عرضه في دقيقة و25 ثانية إلا أنه أجهدني كثيرا وخاصة أن المخرج محمد عزيزية يستخدم كاميرا واحدة من جميع الزوايا، وكل مرة كنت أبذل نفس المجهود البدني في الأداء وأتعرض للضرب من الشباب المغتصبين لدرجة أني أصبت بكدمات في ظهري وآلام وخضعت للعلاج لمدة شهر ونصف الشهر”.