العامية المصرية جعلت فيلم migration يصل لقطاعات واسعة من الجمهور.. صُناعه يرون الكواليس
حقق فريق الدبلجة المصري لفيلم الرسوم المتحركة migration نجاحاً في تنفيذ أفكاره ونقل مشاعره للمشاهدين، حيث تصدر الفيلم الحديث وحاز على اهتمام الجمهور في مجموعات السينما المغلقة على منصات التواصل الاجتماعي وأبرزها فيسبوك، كما انتشر مشهد لأحد شخصيات الفيلم –البطة جوين- على منصة تيك توك.
صدر الفيلم في 6 ديسمبر 2023، وهو من إنتاج شركة كريس ميليداندري، وتوزيع يونيفرسال بيكتشرز، وقد حقق أكثر من 294 مليون دولار أمريكي في شباك التذاكر، وحصد تقييمات متوسطة على منصات تقييم الأفلام، 72% على Rotten Tomatoes، و10/6.7 على IMDb.
وفيلم Migration من تأليف الكتاب مايك وايت وبنيامين رينر، وإخراج بنيامين رينر وشارك في إخراجه جويلو حمصي. عرض لأول مرة في مؤتمر VIEW في تورينو بإيطاليا، في 19 أكتوبر 2023، وتم إصداره في دور العرض في الولايات المتحدة في 22 ديسمبر، تلقى الفيلم آراء إيجابية بشكل عام من النقاد.
ولفت الفيلم انتباه الجمهور المصري مع انطلاق النسخة المدبلجة منه، والتي شارك فيها: عادل رأفت، ياسمين وافي، سالي النمس، جهاد أبو العينين، حمزة رأفت، فيروز وليد، سهير بدراوي، شادي عبد السلام، وإخراج محمد أشرف، وإعداد وترجمة مي عصام، وإشراف على الترجمة حسام عادل.
تحدثنا مع بعض من فريق عمل الفيلم في مصر، بعد الصدى الواسع الذي حققه الفيلم، وحالة التفاعل التي حدثت بينه وبين المشاهدين على منصات التواصل الاجتماعي.
وركز المخرج محمد أشرف، في حديثه لـ”الشروق”، عن توضيح اختيارات الممثلين، وقال: “الفيلم أول ما وصل لشركة مصرية ميديا، عادة الأفلام تكون الأفلام الخاصة بديزني مؤخرا يتم دبلجتها نسختين: لغة عربية فصحى وأخرى عامية، ولكن شركة إليمونيشن قررت اختيار العامية المصرية فقط للدبلجة، وهذه نقطة القوة الأولى والأهم في الفيلم، وإيناس صبري المسؤولة عن توزيع الأفلام على المخرجين تواصلت معايا وأبلغتني بالعمل على المشروع، وتحمست للفيلم للغاية عندما أخبرتني ملخص سريع عنه”.
وأضاف: “بدأنا مرحلة الكاستنج وكنت اتناقش مع المسؤولة عن الكاستنج مي أيمن، وكنت أفكر دائما في شخصية ماك –البطة الأب- كنت أريد الممثل يكون أب في الحقيقة لكي يحمل الاحساس إلى الجمهور بصدق أكبر، وجميع من شاركوا في الكاستنج كانوا فوق الممتاز ولكن عادل رأفت قدر يفهم الشخصية بشكل جيد جداً واستطاع توصيلها كما تخيلت، وكذلك بالنسبة لشخصية بام –البطة الأم- وكانت سالي الأكثر إحساسا بالشخصية وكانت مبهرة، وشادي كان يوجد بيني وبينه كيميا ء وتفاهم على مستوى الشخصية التي يؤديها، أما بالنسبة لياسمين كانت مبدعة جداً، وحمزة رأفت الذي لعب شخصية داكس طفل سابق سنه وينفذ الذي أريد توجيهه له قبل أن أطلبه، أما جوان الي حققت نجاح مع الناس، قدمتها فيروز وهي بنت لمضة صغنونة بيطلع منها كوميديا لما بتتكلم ، وعامل الثقة الي كان بينا ساعدنا نطلع شغل حلو مع بعض وارتحت معاها في الشغل جداً وكل المشاركين كانوا متميزين للغاية، وشكر موصول لجميع الممثلين، والمشروع ظهر بشكل جيد بفعل المشاركين والمترجمين مي وحسام، استطعنا خلق إفيهات قريبة من الناس تصل لقلوبهم وتخرج منها الضحكة، والفيلم كفكرة عظيم جداً، إن الحياة تبدأ عندما نقرر الخروج من الدوائر الآمنة المغلقة، لأن الاكتشاف والتجريب جزء من الحياة، وأكثر مشهد تأثرت به، عندما قبض على مجموعة البط من طباع ووضعهم في قفص، ولكن الطيور حاولوا تغيير الواقع وأدركوا قوتهم مما جعلهم قادرين على تحدي إمكانيات الطباخ القوية”
وعبرت مي عصام عن سعادتها بهذا الفيلم، وذكرت أنها تعمل في هذا المجال منذ 12 عاماً، وقالت: ” أنا عملت بالاشتراك مع زوجي حسام على ترجمة وإعداد أفلام كثيرة مثل: العصر الجليدي الجزء الخامس وكيف تروض تنينك الجزء التاني والتالت والطفل الزعيم الجزء التاني ، لكن جميعها لغة عربية فصحى وحققوا نجاح كبير الحمد لله، ولكن هذا الفيلم بالنسبة لنا أول فيلم عامي، وكنا متشوقين للشغل بالعامية، لأن من فترة قصيرة عملت على فيلم ليو على منصة نتفلكس وكان عامية وفعلا حقق نجاح كبير وسمع مع الناس، لذلك كنت متحمسة أن أكرر التجربة”.
لاحظت مي تعلق بعض الجمهور بأسلوب حديث جوين وبعض العبارات مثل “البطة دي مش ليك” واللي شبهها البعض بمشهد شهير للزعيم عادل إمام من فيلم “سلام يا صاحبي”، وقالت في هذا السياق: “كنت أتناقش وحسام في هذا الأمر، كيف نضع إفيهات تكون جسرا للمعنى الموجود في اللغة الأصلية ولغتنا وثقافتنا، وهذا صلب وأساس العمل، أن نطوع لغتنا لكي تكون ملائمة على المواقف وتكون بنفس الـ duration والـ lip sync.. بمعنى طول الجملة الانجليزي يساوي العربي بالثانية وأيضاً حركة الشفايف تكون مناسبة لكي لا يحدث انفصال لدى المٌشاهد”.
ومن الأبطال الذين تحدثوا للشروق عن المشاركة في الفيلم، الفنانة ياسمين وافي، والتي عبرت عن سعادة كبيرة لوجودها في هذا الفيلم، موضحة: “عندما كنت صغيرة كانت أفلام الكرتون تسحرني جداً سواء تجارب عربية أو أجنبية، ويكمن السحر في الخيال والأفكار، والدبلجة باللغة العامية لها سحرها ومتعتها وأنا سعيدة مثل الأطفال الصغيرة لأني عملت في مجال كنت أحبه منذ صغري، وتابعت نجاح الفيلم على منصات التواصل وردود الأفعال القوية، وتعليقات الناس على حبهم للدبلجة العامية في الفيلم، وأسعدني الأمر لأن أنا بحب الدبلجة العامية أكثر، لأنها تمنح الممثل حرية في الأداء خاصة عندما يكون المخرج لديه شغف ويحب التجربة والمغامرة مثل محمد أشرف”.
أضافت أيضا: “تحمست أيضا لسبب آخر بعيدا عن حبي الشديد للمجال، أيضاً مكالمة إيناس انها عايزاني اشارك وأجرب أعمل كاستنج للشخصية، وسعدت من ثقتها في قدرتي على أداء الدور، وحبيت إن أنا وجوزي بالصدفة مشاركين في الفيلم لأن الكاستنج تم بسرية ويوجد مشاهد تجمعنا، لذلك هذا الفيلم له مكانة خاصة في قلبي – لأن وقتها كنا لسة مخطوبين واتجمعنا في عمل واحد-“
وأكدت ياسمين أن أحد أسباب نجاحه على مستوى القصة نفسها بعيدا عن العامية المصرية، إن القصة بشرية جداً، تتعلق بتهور المراهقين ومخاوف الأب، وتثير تساؤلات إنسانية جدا تتعلق بالخوف والتجربة والمغامرة والسؤال الأبدي “هل نفضل في آمان أم نخوض المخاطرة”.
يركز فيلم migration على عائلة من البط، تتكون من الأب ماك الحذر للغاية (كميل نانجياني )، والأم المغامرة بام ( إليزابيث بانكس )، والابن المراهق داكس ( كاسبار جينينغز )، وابنة جوين ( تريسي غزال ) والغاضب العم دان ( داني ديفيتو )، لم يغادروا أبدًا حدود بركتهم في نيو إنجلاند، ويرجع ذلك إلى مخاوف ماك الأب مما يمكن أن يحدث لهم في العالم الخارجي، ومع ذلك، عندما هبطت عائلة أخرى من البط في البركة الخاصة بهم، أثناء التوقف لفترة وجيزة في رحلة الهجرة السنوية إلى جامايكا، فإن بقية أفراد العائلة يحاولون إقناع ماك المتردد لتجربة الهجرة مثل الآخرين، وبالفعل يرضخ الأب لرغبة الأبناء ولكن أثناء رحلتهم يحدث لهم بعض المشاكل ويضلون الطريق وتحدث لهم معوقات مختلفة.