الحقيقة والضلال
دكتور / السيد مرسي
فجر يوم 7 أكتوبر2023 شنت المقاومة الفلسطينية هجوما غير مسبوق على مستوطنات غلاف غزة وسمته عملية “طوفان الأقصى” وبدأ الهجوم بإطلاق آلاف الصواريخ على إسرائيل، وتسلل برا وبحرا وجوا نحو ألف من مقاتلي النخبة من كتائب المقاومة الإسلامية (حماس) إلى المستوطنات واستولوا على مواقع عسكرية، وأسروا مئات الإسرائيليين، بينهم عشرات الضباط والجنود.
ولبيان حقيقة هذا الصراع الدامى ولمن كان النصر– من خلال شهادة البروفيسورأفراهام شاما من جامعة نورث ويسترن الذى قال “خسرت إسرائيل بالفعل وانتصرت حماس ” واستشهد بمغادرة مئات آلاف الإسرائيليين منازلهم في الشمال والجنوب، وانتقالهم إلى ملاجئ أو مراكز آمنة نسبيا في وسط البلاد، وإغلاق مدارس وجامعات كثيرة أبوابها، وتدهور الوضع الاقتصادي بصفة عامة ، وقال شاما إن “الإسرائيليين عانوا من شعور بخسارة عميقة وطويلة الأمد، وقد مست نفسياتهم بالأساس ، ويمكنك سماع ذلك في أصواتهم وتدويناتهم واختيارهم للكلمات، ويمكن رؤيتها على وجوههم” ، وأشار بأنه قبل هجوم حماس كان الإسرائيليون يتمتعون بالثقة ، وقد اعتقدوا أن حربا مفاجئة مثل حرب أكتوبر 1973 لا يمكن أن تحدث مرة أخرى، وأنه إذا حدث ذلك فإن جيشهم سيقضي عليها في مهدها، ثم جاء هجوم حماس بعد 50 عاما تقريبا، وهو ما مثل لهم صدمة عميقة ، كما أن السمة الجديدة لهذه الجولة الأخيرة من القتال هي أن حماس حققت مفاجأة شبه كاملة مثلما فعلت مصر وسوريا قبل 50 عاما خلال حرب أكتوبر 1973 وأظهرت قدرات قتالية غير متوقعة، وقد ألحق الهجوم أضرارا بإسرائيل أكثر من أي من حروبها السابقة ، وأضاف أنه من الواضح أن الهجوم صدم المجتمع الإسرائيلي، وأن الحرب الجارية قد تكشف أيضا عن حدود القوة “والحرب هي استمرار للسياسة بوسائل أخرى، والدول القوية تفوز أحيانا في ساحة المعركة وما زالت تخسر سياسيا، فقد انتصرت الولايات المتحدة في جميع المعارك الكبيرة في فيتنام وأفغانستان، لكنها خسرت في النهاية كلتا الحربين”.
وما حدث ويحدث لأول مرة في التاريخ هذه الانتفاضات الشعبية العالمية في القارات الخمس ضد الكيان الصهيونى، من خلال هذه المظاهرات الشعبية والطلابية العارمة التي تحدث بهذه الكم وخاصة بالجامعات الأمريكية رغم محاولات الشرطة السيطرة عليها بكلا من جامعة كولومبيا – جامعة ييل في نيو هيفن بولاية كونيتيكت – جامعة نيويورك في مانهاتن – جامعة مينيسوتا في مينيابوليس – جامعة كارولينا الجنوبية في كولومبيا – جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجلوس – جامعة تكساس في أوستن – كلية إيمرسون في بوسطن – جامعة ولاية أوهايو في كولومبوس- جامعة إيموري في أتلانتا – جامعة إنديانا بلومنغتون – جامعة برينستون في نيوجيرسي – جامعة كونيتيكت في ستورز – جامعة ولاية كاليفورنيا للفنون التطبيقية – جامعة أورياريا في دنفر- جامعة إلينوي في أوربانا شامبين – جامعة ولاية أريزونا في تيمبي – جامعة نورث إيسترن في بوسطن – جامعة واشنطن في سانت لويس وقد تم اعتقال العديد من الطلاب والأساتذة وتوافد العديد من المعتصمين رغم إغلاق الحرم الجامعي لبعضها، وكان المرشح الرئاسي جيل شتاين من بين الاعتقالات .
خلاصة ما تقدم : القانون الدولي يسمح للشعوب المضطهدة بمقاومة الاحتلال غير القانوني حتى لو كانت الأساليب التي اختارتها غير نظامية فحق الدفاع عن النفس حق طبيعي للشعب الفلسطيني ، وفقا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة ، وإسرائيل لم تستوف شروط التمتع بهذا الحق، بل هي مغتصبة والمغتصب ليس له حق الدفاع عن النفس لأن ذلك يعنى تأييد الإحتلال طويل الأجل الذي تتجرد فيه إسرائيل من أي حقوق، تطبيقا لقاعدة شهيرة “لا ترتكب الخطأ ثم تطالب بحق الحماية للخطأ”. فالتمتع بالحق يشترط أن يكون الشخص بريئا من التسبب في الخطأ ، بعيدا عن ضلال الإعلام الصهيوني الذى يقوم بحملات تشويه وتزييف الحقائق
ولهذه الأسباب: هذه هي الحقائق التي يعرفها قادة الغرب والدفاع عن جرائم إسرائيل يجعل المدافع عنها شريكا في جرائمها، أما واشنطن فهي شريك أساسي في الجرائم بل إنها هي الفاعل الأصلي وإسرائيل هي الشريك، وعندما تسكت أصوات الرصاص لن ينتهي الجدل حول مَن “انتصر” ومَن “هُزِم” والذى لا ريب فيه أن إكليل النصر سوف يوضع مرصعا على جبين رجال المقاومة الإسلامية في دولة فلسطين رغم هذا الكم من الحسابات المتداخلة لدى كل الأطراف المعنية سواء الأمريكية أو الغربية أو الشرق أوسطية.
والى اللقاء:
دكتور / السيد مرسى